الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ارصفة البطالة تحتفل بانجازات العمائم

سامي البدري
روائي وكاتب

(Sami Al-badri)

2008 / 4 / 30
ملف الاول من آيار 2008 - أفاق الماركسية واليسار ودور الطبقة العاملة في عهد العولمة


من سيحتفل في الاول من ايار ، وعمال العراق محنطين على ارصفة البطالة ..، موظفو سفارة الامبريالية العالمية ام عمائم المنطقة الخضراء؟
لماذا يحارب جلاوزة الاحتلال التنظيمات النقابية ويصادرون حق الشغيلة في تأسيسها ؟ باسم الرب ومباركة وكلائه المعممين احتل العراق ، وتحت نفس اليافطة تعطل ثروة العراق البشرية وقواه العاملة ! يا لزمن المفارقات والاحاجي هذا ! ان ما تعرض له العراق في 9/4 / 2003 كان
هجمة محسوبة الخطوات والنتائج ، من قبل البرجوازية المعممة – وهي تحتكم على ثلث ثروات العراق السائلة – لربط العراق بعجلة الامبريالية العالمية لحماية مصالحها ومراكز نفوذها داخل المجتمع ، عن طريق تهميش دور الطبقة العاملة واخراجها من حلبة الصراع الطبقي ، الذي يقود عملية التغيير في اي مجتمع من المجتمعات . ومن هذا الفهم ، وتأسيسا عليه ، نرى ان اول خطوات اليمين الذي فرضت ادارة الاحتلال هيمنته على خارطة العراق المحتل ، ان يمعن في تهميش دور الطبقة العاملة التي تتولى قيادة العمل الثوري التي تحد من طغيان رأس المال وسيطرة فئة محددة على وسائل الانتاج والتحكم باوجه النشاط الاقتصادي
الذي يرسم اوجه ومسارات عملية التغيير الاجتماعي والحضاري .
وايضا لمذا محاربة شغيلة العراق ...؟
اليمين العراقي – وهو كهنوتي بالدرجة الاولى – لايخاف شيئا اكثر من كلمة اشتراكية التي لاتعني في قاموسه غيرتأميم الثروات وتحديد سقف الثروة الشخصية ومصادرة الامتيازات الاقطاعية والنفوذ ، وهذا الفعل الثوري لا يقوده غير العمال او اصحاب المهن الرثة – بحسب فهمه لا فهم ماركس ، اي : الرعاع ! لذا نرى اول خطواتهم بعد الاحتلال كانت محاربة النقابات الحرة والسعي لبسط نفوذ واجهاتهم الحزبية على مجالس اداراتها ، والذي تمرد منها كان نصيبه الالغاء ، بقرار من مدير الدائرة القانونية لوزارة الصناعة ! تخيلوا ، بلد الديمقراطية والحريات المزعومة يلغي تأسيس النقابات المستقلة بحجة ان العراق ليس فيه عمال ، لان سيء الذكر والعمل ، صدام ، كان قد اراح نفسه من هم النقابات – رغم انها لم تكن غير دوائر امنية وبوليسية وحزبية للتجسس على العمال لا اكثر – بتحويل عمال القطاع العام والمختلط الى موظفين بجرة قلم ! اما اخطر خطوات اليمين الديني الذي يحكم العراق اليوم فكانت تعطيل اغلب معامل القطاع العم والمختلط بحجة انها كانت تستخدم للتصنيع العسكري ، واشاعة البطالة بين صفوف ثروة العراق البشرية من الشباب حتى بلغت نسبة العاطلين 50 % من مجموع الايدى العاملة .
ومن يعترض على وضع البطالة ويفكر في التظاهر السلمي استنكارا لهذا الوضع المشين فليس له غير رصاص البنادق وليس القنابل المسيلة للدموع ، كما هو معمول به في دول العالم الكافرة ! وهذا ما يواجهه عمال شركة نفط الجنوب في البصرة لانهم اعترضوا ومصرين على الاعتراض ومحاربة قانون نهب الثروات ( قانون النفط ) الذي يصر الامريكان على تمريره عبر عمائم البرلمان . فماذا بقي لشغيلة العراق
ليحتفلوا به في ذكرى عيدهم ، غير مرارة الالم والجوع والعوز والفاقة
والتقييد بوسائل الارهاب والقتل لحرمانهم من الثورة والانتفاض على ما
ما هو مفروض على العراق من قبل الوحش الامبريالي من اوضاع النكوص وتعطيل الطاقات البشرية واخراج الشغيلة من منظومة النضال الطبقي وتحجيم دورها ، بصفتها منظومة الفعل الثوري التغييري في المجتمع ومنظومة خلق علاقاته الاقتصادية التي تقوم على مفهوم العدالة الاجتماعية تحارب الاستغلال وادواته الرأسمالية ؟ لماذا تهميش وتحجيم دور الطبقة العاملة في مكب البطالة وارصفة التهميش والتعطيل ولمصلحة من يا معممي برلمان الطاغوت الاكبر؟ أ لانهم يقودون فعل التغيير الاجتماعي الثوري الذي يعيد توزيع الثروات ووسائل الانتاج وفق مبدأ العدالة الاجتماعية ؟ اين الخطأ في هذا ؟ أم لانهم انتفضوا على قانون نهب الثروات العراقية الذي تصرون على تمريره خدمة لمصالح من اوصلكم الى مقاعد السلطة واطلق ايديكم في المال العام ونفط العراق ورقاب شغيلته ؟ اي هزيمة نكراء هذه يايسار العراق واحزابه التي تدعي الثورية ؟ هل مازال بينكم من لايخجل من تعليق لافته خجلة ، في الاول من آيار /مايو ، على باب مقر مهجور ، بينما يقضي هو وعصابته عطلة العيد في فنادق دول الامبريالية العالمية يكرع من خمورها المعتقة ويربت على افخاذ شقراواتها على رمال المتوسط الرطيبة ؟ على اي موسيقى سيحتفل اليمين الديني في الذكرى الخامسة لمذبحة شغيلة العراق على ارصفة البطالة : موسيقى الدفوف ام موسيقى الروك اند رول ؟ لتكن على موسيقى الروك اند رول واعطوا رؤسكم المباركة استراحة يوم واحد من
مسؤولية العمامة وواجبها المقدس باسم الرب ومباركته !! (هل يتعاون معهم من خلف ظهورنا ) تساءل الشاعر كاظم الحجاج ذات صباح ...؟؟!
الا ياعمال العراق ثوروا على سدنة الرب واضرحة البطالة المقنعة ونهب الشعب باسم الله ! الا ياعمال العراق اتحدوا بوجه الهجمة الامبريالية القذرة التي احالتكم الى هياكل مشنجة على ارصفة الاهمال ؟ فالغد لكم ياصناع الغد .. والحياة لكم ياصناع الحياة .. والمجد لكم يامن ستلحقون
الهزيمة بامبريالية القرن الواحد والعشرين : الامبريالية المعممة !!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قصف روسي يطال نحو 30 بلدة في شمال شرق أوكرانيا وإجلاء ستة آل


.. طهران.. يد ممدودة للتعاون وأخرى على الزر النووي| #غرفة_الأخب




.. 360 ألف فلسطيني فروا من مدينة رفح جنوب قطاع غزة


.. عملية رفح العسكرية تشعل التوتر بين مصر وإسرائيل| #غرفة_الأخب




.. دمار وحرائق من أحد شوارع معسكر جباليا شمالي قطاع غزة