الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التهدئة مع إسرائيل بالعصا أم بالجزرة؟

وجيه أبو ظريفة

2008 / 4 / 30
القضية الفلسطينية


تتواصل جهود أطراف عدة لإجراء محادثات فلسطينية إسرائيلية سواء مباشره عبر شركاء الطرفين في المفاوضات مثل الولايات المتحدة الأمريكية ممثلة بوزيرة خارجيتها( كونداليزا رايس) أو اللجنة الرباعية ممثلة( بطوني بلير) أو مندوبين يمثلون الطرفين بدءا بالجنرال( دايتون) وليس انتهاء بالجنرال( فريزر( إضافة للدور المصري الحيوي في هذه الاتصالات ، ولكن الجديد الآن هو إشراك حماس في بعض المفاوضات الغير مباشرة أو الاتصالات خاصة مع دخول الرئيس الأمريكي الأسبق (جيمي كارتر) علي خط الاتصالات الساخنة وقيامه باللقاء مع قيادة حماس ونقل رسائل متبادلة بينها وبين إسرائيل وصلت لدرجة الالتزام بنقل رسالة من الجندي الأسير في القطاع (جلعاد شاليط) إلي أهلة. و تشير هذه الاتصالات الى أن هناك نتائج لا تزال خفية علي الإعلام ولم يعلن عنها بعد ولكن ما يجري علي الأرض من مؤشرات يؤكد أن التصعيد الأخير والنيران التي تشتعل علي طرفي الحدود بين غزة وإسرائيل نتيجة الهجمات المتبادلة هي النار التي تحتاجها الصفقة لتنضج ويمكن تقديمها للناس علي أطباق لتذوقها
فمنذ أن بدأت الجهود المصرية لعقد هدنة أو تهدئه كان هناك موقفين فلسطينيين منها ، الأول ما يمثله الرئيس أبو مازن ومنظمة التحرير التي تطالب بهدنة متبادلة ومتزامنة تشمل الضفة الغربية والقطاع وتؤدي إلي وقف العدوان الإسرائيلي الهمجي وان تكون تمهيدا لمفاوضات جادة للتوصل إلي حل شامل لقضايا الحل الدائم
وموقف آخر تمثله حركة حماس التي تريد تهدئه في القطاع تشمل فتح المعابر وفك الحصار وضمان موطئ قدم لها في المعادلة الإقليمية بهدف إطالة عمر سيطرتها علي غزه مع إدخال التسهيلات علي حياة المواطنين في القطاع وتحصيل الجباية اللازمة لاستمرار حكم حماس في غزه
أما إسرائيل وحكومتها الحالية التي يمسك بزمام الأمور فيها طرفي الكماشة باراك واو لمرت الذين ان التقيا في طرف فسيتباعدان في الطرف الاخر فتريد فرض التهدئة أو الهدنة أو حتي الاستسلام علي الفلسطينيين ولا تمانع أن تنجح في تحقيق هدفها هذا علي جزء من الفلسطينيين أي قطاع غزه فما يعنيها وقف إطلاق الصواريخ علي إسرائيل ووقف الهجمات علي جنودها علي طول الحدود وإطلاق سراح الجندي شاليط بأقل ثمن ممكن وأيضا وقف الأضرار الناجمة عن الإغلاق علي القطاع سواء الإضرار الاقتصادية علي الاقتصاد الإسرائيلي أو الإضرار السياسية نتيجة مطالبتها بفك الحصار
أي أن إسرائيل تهدف إلي تهدئه لا تدفع مقابلها ثمنا سياسيا بل بعض التسهيلات التجارية وان لا تكون هذه التهدئة جزئا من اتفاق مع السلطة الوطنية تستطيع الاستفادة منه في المفاوضات المتواصلة بين الطرفين وأيضا دون أن تفضي هذه التهدئة إلي إنهاء حكم حماس في غزة وعودة الفلسطينيين إلي التوحد أو حتى الحوار الوطني الذي قد ينهي الانقسام بين جناحي الوطن سياسيا وجغرافيا وحتى إداريا
أن إسرائيل هي المستفيد الأول من الانقسام الفلسطيني وهي المستفيد الأول من تهدئه لا تشمل التزامات سياسيه عليها وهي المستفيد الأول من ترسيخ الفصل بين الضفة الغربية وقطاع غزة حتي عند عقد صفقة للتهدئة مع حماس مقابل قضايا إجرائية لا أكثر بينما تستمر في سياستها الهادفة إلي خلق مزيد من الوقائع علي الأرض في الضفة الغربية باستمرار سياسة الاستيطان وتهويد القدس واستكمال بناء الجدار والمراهنة علي عامل الزمن الذي يصب حتما في مصلحتها خاصة مع هذه الحالة الفلسطينية المفككة
أن العمل علي التوصل إلي تهدئه أو هدنة مع إسرائيل ليس خطا بل الخطأ أن لا تكون هذه الهدنة متزامنة وشاملة لكل الأراضي الفلسطينية وتشمل ليس فقط وقف الاغتيالات بل وقف كل أشكال العدوان الإسرائيلي بما في ذلك استمرار التوسع الاستيطاني وتهويد القدس وان تكون هذه الهدنة مقدمة لاتفاق سياسي يمكن أن يفضي إلي إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية كاملة السيادة وعاصمتها القدس
أن المطلوب فلسطينيا الإسراع في فتح باب الحوار لإعادة اللحمة إلي الشعب الفلسطيني ونظامه السياسي وإعادة الأوضاع إلي ما كانت علية قبل سيطرة حماس علي قطاع غزة والعودة إلي الالتزام بوثيقة الوفاق الوطني وتشكيل حكومة اتحاد وطني تكون مقدمة لإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية حسب نظام التمثيل النسبي الكامل وليس اللهاث وراء هدنة تستفيد منها إسرائيل سواء جاء ذلك بالعصا الإسرائيلية الغليظة أو من خلال جزره أن أشبعت فلن تفيد

رئيس تحرير شعب للاعلام
عضو اللجنة المركزية لحزب الشعب الفلسطيني








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روسيا تعلن بدء مناورات تشمل أسلحة نووية تكتيكية قرب أوكرانيا


.. إسرائيل ترد على طلب الجنائية الدولية بهجوم على الضفة الغربية




.. السعودية وإسرائيل.. وداعأ للتطبيع في عهد نتنياهو؟ | #التاسعة


.. لماذا جددت كوريا الشمالية تهديداتها للولايات المتحدة؟




.. غريفيث: دبلوماسية قطر جعلتها قوة من أجل الخير في العالم