الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حسني أبو المعالي ترنم يكسر حدة الأشكال

علي رشيد

2004 / 1 / 4
الادب والفن


فنان الذاكرة والانتماء ، فنان الوعي المبكر والحميمية الأولى ، فنان يؤسس لفضاءات لايمكن عزلها عن سياقها المكاني . فضاءات ذات منحى بصري تعمق القيم الجمالية بالتواصل في سرد جزئيات المكان ، وأرشفته بهاجس إغترابي يفرز حنينا إلى ذلك البعيد ( الوطن ) الذي لاخلاص من وشمه العالق في المخيلة (سيرة وثقافة  وموروث وقيم وعلاقات) تكثف ديمومة العمل لدى الفنان ،  وكبناء يتدفق بمخزونه البصري ، مفهرسا الذاكرة .
 لهذا كثيرا مايؤكد الفنان حسني أبو المعالي على أن معظم موضوعاته التي عالجها في أعماله الفنية مستوحاة من الحنين إلى الوطن الذي غادره منذ أكثر من عقدين من الزمن ليستوطن غربة لم تتمكن من أن تستوطنه .
حسني أبو المعالي فنان يعزف باللون  ، يستنطق شاعريته بحساسية تميل إلى إنشاء لغة لونية تتكثف جمالا كلما أوغلنا في قراءتها ، تتقصى حدود المعرفة البصرية وتنويعاتها في هندسة الأشكال ، يشتغل الفنان على المربع كإيحاء ودلالة رمزية على المكان والمتمثل بالمدينة ، فينجز أنموذجه المتخيل بإداء لوني وسيرة بصرية توظف عناصرها الجمالية مستنفرة حواس المتلقي ، ودفعه نحو قراءة متأنية لمفردة تتشكل بمعايير تشكيلية رصينة ، وبأنحياز لمدلولاتها الفنية والفكرية .
 اللون لدى حسني إيقاع منفرد بمنطوق إيحائي وبترنم يكسر حدة الأشكال بل يدرجها رهافة الفضاء ودمجها في اللا شاسع حتى يخيّل أليّ أنه من الصعوبة فصل اشكاله الهندسية عن مساحة اللون بل يوحي العمل بكونه وحدة لونية شكلية . يمثل اللون الأزرق في كثير من أعماله خلفية بنائية لفضاء متحرك بشفافية اللون وحساسيته المشعة بل يتحول اللون معه إلى مغزى قدسي ( أزرق بتعبير ديني أكثرمنه إيحاء طبيعي ) في كثير من الاحيان يفرض العمل مشهديته ودون حاجة لبلاغة قد تفقد العمل جمالياته الممنوحة بقدرات عالية .
   بالإ ضافة إلى الرسم يمتلك الفنان قدرة في التعامل مع المادة النحتية واستنطاق خرس المعدن وصلادة الحجر .
كذلك يمارس حسني أبو المعالي العزف والتلحين ، وله حضور موسيقي في بلد الإقامة
 ( المغرب ) .
على الرغم من الطابع التجريدي للفنان ، لكنه يؤكد ضرورة إلتزام الفنان بمعايير أخلاقية وإبداعية في فنه ( وجود خط فاصل بين الأصالة والزيف )  ، وأن يحترم الفنان وعي وذوق المتلقي ودوره في العملية الإبداعية كأحد أضلاع المثلث ( الفنان – اللوحة – المتلقي )  لينشد العمل غاية الكمال والرقي بالفن إلى أقصى حدود القدسية وحمايته من الدخلاء والنساخين وسارقي الفرص ، ومحاولاتهم في تسفيه الفن والخوض بحداثة بدائية وتجريد مشوه لايمت إلى الفن بصلة ولذلك يؤكد أبو المعالي :-
<< إن المتلقي هو صاحب المصلحة الحقيقية في كل ما نرسم، وقيمة اللوحة الفنية تكمن في قلبه وعينيه وليست بتوقيع الفنان، ولا بد من احترام ذوقه قبل أن نقدم له أي عمل فني، بل وإقناعه (عملياً) بكل ما نعرض له من جديد في الفن، ومن غير الإنصاف نعته بالأمي بصرياً، وقد تلقى تعليمه البصري في مدرسة الطبيعة المفعمة بالسحر والجمال منذ ولادته، وهذا لا يعني أنني منحاز للمتلقي على حساب الفنان العربي الجاد الذي يحترق إخلاصاً وجهداً لأجل تجاربه الفنية المعاصرة، وجفوة المتلقي عن كل ما يطفو على السطح من الفوضى اللافنية والتجريد العاري من الفن الذي لا يلبي حاجاته الجمالية لا يعني بالضرورة وجود (أمية بصرية) فقد كثر المتطفلون على الفن ممن لا يجيدون رسم شجرة أو عصفور والذين أخفى البعض منهم عجزه في التشكيل وراء غموض المدرسة التجريدية، وأعلنوا انتماءهم للفن والفنانين >> .
حسني أبو المعالي من مواليد 1945  كربلاء ، خريج أكاديمية الفنون الجميلة – بغداد 1972 ، درس العزف على الة العود في المعهد الوطني للموسيقى 1980-1984- المغرب ، عضو نقابة الفنانين وجمعية التشكيليين العراقيين ، عضو النقابة الحرة للموسيقيين – الرباط ، عضو جمعية المؤلفين و الملحنيين والناشرين الموسيقيين – فرنسا . شارك وأقام العديد من المعارض منها معارض شخصية ، في رواق 88 الدار البيضاء - 1983   ،  وفي  رواق بستان – الرباط – 1985/1986 ،  و على قاعة النادرة – الرباط1987/1991، ورواق متحف الوداية – 1993 ، شارك في معارض جماعية في العراق ولبنان وبولونيا والمغرب ( حيث يقيم منذ1978 ) ، صمم العديد من الاغلفة للكتب الصادرة عن الإيسيسكو ، نشر مقالات عن التشكيل والموسيقى في الصحف والمجلات العربية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وفاة زوجة الفنان أحمد عدوية


.. طارق الشناوي يحسم جدل عن أم كلثوم.. بشهادة عمه مأمون الشناوي




.. إزاي عبد الوهاب قدر يقنع أم كلثوم تغني بالطريقة اللي بتظهر ب


.. طارق الشناوي بيحكي أول أغنية تقولها أم كلثوم كلمات مش غنا ?




.. قصة غريبة عن أغنية أنساك لأم كلثوم.. لحنها محمد فوزي ولا بلي