الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أي استفتاء أيها السادة

علاء نايف الجبارين

2008 / 5 / 9
القضية الفلسطينية


دائما ما يرتبط الاستفتاء بالقضايا المصيرية ويحمل" بضم الياء" نتيجته للشعوب وترتبط نتائجها التاريخية السلبية والايجابية بهم ومن الصعب التنصل من هذا الموقف بعد ذلك.
نحن لسنا ضد السلام والتوصل لاتفاقيات مع الجانب الإسرائيلي لأن هذا الخيار مفروض علينا بحكم الوضع الدولي ومعادلاته القائمة وميزان القوى المعاكس لطموحاتنا.
يعيش الشعب الفلسطيني في هذه المرحلة بظروف صعبة للغاية تتمثل بالحصار والتقسيم والجوع والبطالة والفقر المستشري بالجسد الفلسطيني بشكل رهيب وذلك بفعل السياسات الإسرائيلية والتي تستهدف الإنسان الفلسطيني وتعمل على إحباطه وفقدانه الثقة بالمجتمع الذي يعيش فيه، وبالتالي فإن أي جهود تبذل على المستوى السياسي للخروج من هذه الأزمة لها مبرراتها سواء على الصعيد المحلي فيما يتعلق بمعالجة المآسي التي يعيشها الفلسطيني أو على الصعيد الدولي من غياب العدالة واستفراد الأمريكيين بصنع مستقبل هذا العالم وانحيازهم للإسرائيليين, ولكن خرجت في الفترة الأخيرة وخاصة بعد فوز حماس بالانتخابات ، بعض التصريحات التي تتحدث عن ضرورة عرض أي اتفاقية تعقد مع إسرائيل للاستفتاء على الشعب الفلسطيني.
لو ربطنا هذه الأمور من أهمية الاستفتاء، وخيار السلام في مرحلة نحن فيها الضعفاء، مع وصفنا للحالة التي يعيشها الفلسطيني، نجد أنه من الخطورة عرض أي قضية تتعلق بالعلاقة مع الاسرائيلين للاستفتاء لأن هذا يعني موافقة شعبية تاريخية على الوجود الإسرائيلي مع العلم أنه ومن قراءتنا لمسيرة المفاوضات والتصريحات الإسرائيلية وحتى الأمريكية المؤيدة لدولة فلسطينية نجد أن سقفهاأقل بكثير مما رفضناه في السابق والمرتبط بقرارات الأمم المتحدة.
للسياسيين لعبتهم وللسياسة دهاليزها ولن يؤنبهم التاريخ بقسوة بل سيجد لهم المبررات وبالتالي يمكن في أي مرحلة قادمة تكون فيها لنا كلمة أن نرفض أي اتفاقيات توصل إليها الساسة، لكن من الصعب جدا للأجيال القادمة أن تتخلص من إرث ثقيل جداً متمثل بالموافقة الشعبية مع الأخذ بعين الاعتبار أن المواطن البسيط عندما يفتقد الخبز لأبنائه يقوم بأي شيء قد يبرره له الإعلام والمواقف السياسية العلنية المؤيدة ولو سطحيا لأي موقف يتخذ، إذا علمنا أن أي اتفاقيات لن يكون بمقدور أي جهة توضيح الأمور وملابساتها وظروف المرحلة للمواطن البسيط الذي سيلقي بثقله وهمومه على السياسي ليحصل على قوت يومه، وأن كان في مرحلة معينة لا يثق به.
فنرجوكم لا تدخلوا المواطن البسيط في هذه المتاهات في ظل الظروف الصعبة التي ستؤثر على قراره حتى وان كان لهذا القرار أثار سلبية في المستقبل القريب أو البعيد لأنه ليس من الضرورة أن يكون الجميع متفهم لهذه الخطوة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اعتصامات الجامعات الأميركية وانعكاسها على الحملات الانتخابية


.. ترامب يكثف جهوده لتجاوز تحديات الانتخابات الرئاسية | #أميركا




.. دمار غزة بكاميرا موظفة في الا?ونروا


.. رئيس مجلس النواب الأمريكي يهدد بإسقاط التا?شيرة الا?مريكية ع




.. 9 شهداء بينهم 4 أطفال في قصف إسرائيلي على منزل في حي التنور