الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماشين في السكة نمد.. في عيد العمال العالمي .. فلنكن فرساناً للعمل .. ضد النظام الشمولي

هشام الطيب الفكي

2008 / 5 / 1
ملف الاول من آيار 2008 - أفاق الماركسية واليسار ودور الطبقة العاملة في عهد العولمة


يحتفل جميع الكادحون والطبقة العاملة في جميع بقاع هذه الارض في الأول من مايو بعيد العمال العالمي ، هذه المناسبة التي يعود الفضل فيها الى منظمة فرسان العمل الأمريكية التي بادرة بالمطالبة لتخفيض ساعات العمل الى ثمانية ساعات وذلك في العام 1886 م ، إذ لقيت هذه المبادرة إحترام أكثر من مئتي الف عامل في مواقع عمل مختلفة ليطالبوا بيوم عمل من ثمان ساعات . وفي نفس العام وعندما باشر العمال إستجابتهم لنداء المنظمة الأمريكية قاموا حينها بالأضـراب والعصيان الـذي ترك أثـرا ً كبيـرا ًفي جعـل الرأسـماليين أصحاب العمل يستنفرون كل قواهم من أجل ردع العمال لكسر إرادتهم القوية تلك تفاديا من تكرار مثل هذا الإضراب. لكن إرادة العمال وعزيمتهم دائما ماتكون قوية لا يكسرها ضعف البرجوازيون والرأسمالين الإستغلاليين .
ففي العام 1888م أتخذ العمال قراراً شجاعا ً تم فيه التأكيد على إعادة الأحتفال والأضراب في الأول مـن مايو وحددوا عام 1890 ليكون منطلقا ً لأستمرارية الأحتفــال بـذلك الإضراب سـنويا ً وعقدوا العزم على التحضيـر والترتيـب لأنجاح الفعاليــة بشـكل أكبـر من سـابقتها.
وفي مؤتمر العمال العالمي المنعقد في العام 1890م وبعد أن ظهرت الطبقة العاملة الأوربية كقوة فاعلة في المجتمع حيث حضر هذا المؤتمر أكثر من أربعمائة مندوب ، تم فيه إجازة تحديد ساعات العمل الى ثمان ساعات كما قرر المؤتمر تحديد الأول من مايو عيداً رسميا عالميا للعمال ، إظهاراً لقوة وعزيمة العمال في عدم إنحنائها لمطالب الرأسماليين .
بإسم الأول من مايو عيد الصمود من أجل الإنسانية عيد التقدم والعدالة الإجتماعية دعونا نقدّم التحيّة في هذه المناسبة لكلّ المناضلين ، وكلّ الكادحين في وطننا وفي العالم كله هؤلاء الذين يتكبدون المشاق وينتجون الثروة ويناضلون من أجل السلم والتقدم والعدالة الإجتماعية .
تمر علينا ذكرى الأول من مايو وحال العمال في وطننا السودان يزداد سؤاً يوما بعد يوم وضيق المعيشة أصبح يلاحق العمال في ظل إضطهاد وتهميش الدولة الإسلاموية للطبقة العاملة لما يزيد على 18 عاماً كرستها السلطات كلها لقمع العمال وتشريدهم بكل قسوة ، وذلك إيماناً من النظام بإرادة وعزيمة العمال الواعيين في التغيير والثورة .
إذ لازل نظام الخرطوم الذي يتستر بالدين يواصل الاستبداد والتضييق على الحريات فهو مازال يقمع الطبقات الكادحة ويضيّق عليها كل السبل والنواحي في التعبير عن رأيها وممارسة نشاطها الذي يكفله الدستور كما لازال النظام يواصل المحارق والإبادات الجماعية في دارفور وأبيي وغيرهم من الأقاليم التي أصابتها لعنة الشؤم .
تمر علينا ذكرى الأول من مايو وسوداننا لايزال يسخط اليوم المشئوم الذي قذف لنا بهذا النظام الذي جعل العمال في أقصى مراحل تهميشهم ، إذ أصبح النظام في الاونة الاخيرة عبارة عن هيئة تدير مصالح البرجوازين في مشاريعه وخصخصته لأموال الكادحين من مشاريع الجزيرة الى إفتراءات النفرة الخضراء التي لم نرى لها سوى إصفرار كذبتها ، بل تمادى النظام الى أكثر من هذا وأضحى يعمل على إقصاء وتصفية الكادحين بالحرق والإبادة الجماعية العلنية بكل قسوة ، فكم عدد ضحايا العنف في دارفور من المواطنيين والأطفال ، وكم يجنى ساسة القصر من وراء هذه المجازر ، لقد تمادى نظام الخرطوم بتكرار أفاعيليه الشائنة . إن نظام " الإنقاذ " المزعوم هو اسوأ نظام مر على وطننا السودان كونه الأداة إلتي أستخدمت لإستهداف وقمع شعبنا على مدى 18عاماً من الزمان ، فهو من أصاب وطننا بهذه المحن والآلام والتمزق والحروب الطائشة التي مزقت النسيج الإجتماعي لوطننا وهددت سلامة أرضه وهدر ثرواته وتسخيرها على أوهامه وأحلامه المريضة .
إن ارادة العمال والكادحين في وطننا مصممة على بناء سودان بدون مقابر جماعية ولاحروب ولاإنقلابات عسكرية ولاقمع لأسباب عنصرية أو طائفية، نريد سودانا يتساوى فيه السودانيين في الحقوق والواجبات. سنزيح إلى غير رجعة سياسة التهميش والإقصاء والتمييز العنصري ، فسودان الغد هو الذي سيكون فيه القانون فوق الجميع، ولن يكون لأي جهة أو فئة الحق في أن تسلب إرادة الآخرين وتتحكم في مصائرهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الولايات المتحدة تعزز قواتها البحرية لمواجهة الأخطار المحدقة


.. قوات الاحتلال تدمر منشآت مدنية في عين أيوب قرب راس كركر غرب




.. جون كيربي: نعمل حاليا على مراجعة رد حماس على الصفقة ونناقشه


.. اعتصام لطلبة جامعة كامبريدج في بريطانيا للمطالبة بإنهاء تعام




.. بدء التوغل البري الإسرائيلي في رفح