الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أنا ذلك البدويّ ...*

يحيى السماوي

2008 / 5 / 2
الادب والفن




يُـشــقــيـك ِ يا لـيـلايَ مـا يُُـشــقـيـني

مـنـفايَ دونـك ..ِ والـمـشـانـقُ دونـي


بـتـنـا وقـد غـَرَّبْـتُ مـذبـوح َالخـُطى

مـجـنـونـة ً تـصـبـو إلــى مــجـنــون ِ


مُـتـَرَقـِّبـيـنَ بـِـشـارة َ الـنخـل ِ الــذي

أضحى سَـقـيمَ السَّـعـف ِ والعـرجون ِ


يـخـتـالُ في بُـســتـانِـه ِ مُـسْــتـَذئــبٌ

نـذلٌ لــئــيــمُ الـطـبـع ِ غــيـرُ أمــيـن ِ


لــيـلايَ أضـنانـا لـكم شــوق ٌ كــمــا

شـوق القـتـيـل ِ إلى رفـيف ِ سَـخـيـن ِ


نـُخفي إذا اصْطخبَ الضحى آهـاتِـُنـا

فـَـتـَنِـزُّ جَـمْـرا ً في ظـلام ِ ســكـون ِ


جَـفَّ الضـيـاءُ بـمـقـلـتي فـَـتـَعَـثـَّرَتْ

أهـدابُـهـا ـ في الغربـتـيـن ِ ـ جـفـوني (1)


من أين أبـتـدئ الطريـقَ إذا الـضحى

داج ٍ وقـد سَــمَـلَ الـهـجـيـرُ عـيـوني ؟


مـا لـلـضِـفـاف ِ تـَزِمُّ دونيَ جـفــنـَهـا (2)

والـريحُ تهـربُ من شِـراع ِ سـفـيـني ؟


طـَوَت ِ الكهولة ُ والـتغـرّبُ خـيـمـتي

ومَـشـتْ خيـولُ الدهـر فـوق جـبـيـني


مـرَّتْ ـ عِـجافـا ً لا تـُزيـنُ صَـباحَهـا

شـمـسٌ تـُضاحِـكُ مُـقـلـَتيَّ ـ سـنـيـني


تـأبى مُـؤانـَسَــتي طــيـوفُ أحِـبَّــتـي

وتـُغِــل ُّ آهــاتـي صُــداحَ لـحــونـــي


شـَيَّعْـتُ صحني حين شـيَّعَ صحـنـَكم

قـحْط ٌ فـما عَـرَفَ الـوجاقَ طحـيـني (3)


ورغِـبْـتُ عـن شــمـسي لأنَّ نهـاركم

داج ٍ.. فـمـا عــاد الـسَّـــنـا يُـغـويـنـي


ليلايَ ما شَـرَفُ القِـطافِ إذا اسـتحى

من طـيـنِ جذر ٍ أو هُـزال ِ غـصـون ِ ؟


لو كان ليْ أمْـرُ المُطاع ِعـلى المُـنى

أو كـانـت ِ الآمـالُ طـَـوْعَ يَــمـيـنـي :


أبْـدلـتُ بالأضلاع ِ سَـعـفَ نـُخـَيْـلـة ٍ

وبـِعُـشــب ِ أحـداقي حُـثـالـة َ طـيـن ِ


وبـِرَنـَّة ِ الـقـيـثـار ِ عـَـزفَ رَبـابَـة ٍٍ

وهَـديـلَ فـاخِـتـة ٍ بـِهَـمـس ِ مجـون ِِ


أنـا ذلـك الـبَـدَويُّ : تحتَ عَـبـاءتي

بُـســتـانُ أشــواق ٍ ونـهــرُ حـنـيـن ِ


أنـا ذلـكَ الـبـدويُّ : عِـرضي أمَّــة ٌ

ومَـكـارمُ الأخلاق ِ وشـْـمُ جـبـيـني


وأنا ابنُ بادية ِ السَّـماوةِ ما الهـوى

إنْ كـان غـيـرُ تـُرابـِهـا يُـغـويـني ؟


لـيـلُ السَّماوة ِ بُـرْدَتي وصَـباحُـهـا

مسـرى العـيون ِ ودَغـْلـها نسريني


أغـوى الحِـداءُ ربابتي فاسْـتـَنفرتْ

أوتارَها ـ في الغـربتـين ـ شجـوني


غـنـَّيْـتُ والنيرانُ تعصف في دمي

عَـصْـفَ اليقـين ِ بـِداجيات ِ ظـنون ِ


لـيـلايَ لــو تـدريـن حالي بـعـدكـم

يـكـفـي بـأني أشـْـتـَهـي تـَـكـفـيـنـي


زعَـمَ الخيالُ أنِ المَـسَـرَّة من يـدي

كالـتـبـر ِ والياقـوت ِ من " قارون ِ"


ويحي! كذبتُ على يـقـين بصيرتي

بـِسَــراب ِ شـَـهــدِ لــذاذة ٍ وفـتـون ِ


لم تـُبق ِ ليْ (الخمسون) إلآ بُـرهـة ً

أتــكــونُ يـا لــيــلايَ دون أنــيــن ِ ؟


إنْ كان يـُكـفي العاشـقـينَ هُـنـَيْـهـة ٌ

فالعمـرُ ـ كـل العمر ِ ـ لا يكـفـيـني

***
27 / 4 / 1997 أستراليا

(1) المقصود بالغربتين : غربة الوطن واللسان
(2) تزمّ : تشدّ ، تلمّ
(3) الوجاق : موقد الحطب ، التنور

* من مجموعة " الأفق نافذتي " الصادرة في ك2 2003








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أعمال لكبار الأدباء العالميين.. هذه الروايات اتهم يوسف زيدان


.. الممثلة الأسترالية كيت بلانشيت في مهرجان -كان- بفستان بـ-ألو




.. مهرجان كان 2024 : لقاء مع تالين أبو حنّا، الشخصية الرئيسية ف


.. مهرجان كان السينمائي: تصفيق حار لفيلم -المتدرب- الذي يتناول




.. إخلاء سبيل الفنان المصري عباس أبو الحسن بكفالة مالية بعد دهس