الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عمال العالم الثالث في رقصة الغلاء والتفرقة والعيد ...؟

مصطفى حقي

2008 / 5 / 1
ملف الاول من آيار 2008 - أفاق الماركسية واليسار ودور الطبقة العاملة في عهد العولمة


انهم الطبقة العمالية الممتدة عبر العالم الثالث وبالأخص في الدول العربية والإسلامية يستقبلون الأول من أيار لهذا العام وهم أشد بؤساً في هجمة غلاء فاحشة التهمت جعالاتهم وما استطاعوا توفيره في أيام ماضية .. انهم يرقصون في عيدهم ولكنها رقصة المخمورين خارج الإيديولوجيات المادية وقد نسجتهم العقائد الروحية أزلاماً للقوي بدءاً من الخالق ونزولاً بالحاكم ومروراً بالرأسمالي .. نقاباتهم صورية ... القادة العماليون أزلام للسلطة وللمافيات الدينية .. الحكومات العربية المصدرة للبترول تضخمت ميزانياتها نتيجة الأثمان الفاحشة التي تحولت إلى خزائنها بعد رفع أسعار الينابيع السوداء فأثرت الحكومات والقائمين عليها ثراءً فاحشاً بينما نزلت الطامة الكبرى على رؤوس العمال وبيت الداء يكمن في دولها ..
وإلى جانب الغلاء تدخل إرهابيوا الأديان وحولوا أهداف الأديان من مصلحة الإنسان ليعيش في أمن وسلام وعدالة مع أخيه الإنسان إلى زرع الكراهية والبغضاء بين أفراد الدين الواحد بدعوتهم التعصبية لمذاهب وفرق وتكفير بعضهم البعض فتحول شعار يا عمال العالم اتحدوا إلى تباغضوا وتباعدوا ففي العراق أباح المواطنون العراقيون دماء بعضهم البعض وفق الهوية المذهبية مع اندثار الهوية الوطنية ، وفي اليمن عمال حوثيون وآخرون خارج السرب وفي لبنان عمال من كل المذاهب والأديان تشكيلة لاتسر وتشيع التشاؤم ، في الجزائر عمال إسلاميون في الجبال يكفرّون الآخرين وفي المدينة عمال لا يعرفون ملجأ هل هو الدين أم السياسة .. في المغرب عمال يتبعون القاعدة وآخرون يؤيدون الملك وعمال البوليساريو تائهون بين المغرب والجزائر والإرادة العالمية وبقية عمال العالم العربي تائهون مابين الانتماء لحزب السلطات الحاكمة أم للمعارضة ’ وأخيراً تكتمل المهزلة عند العمال الزراعيين في أكبر دولتين عربيتين مصر والسودان مع مرور أغزر أنهار العالم في أراضيها السهلية وليسوا بقادرين على تأمين رغيف الخبز ويا عمال العالم اتحدوا .. أهو اتحاد جهل العمال أم سوء إدارة السلطات المهتمة بترسيخ وإثبات استمراها في حكم الشعوب بالوراثة داخل إطار الديموقراطية بالشكل ...
ويا عمال العالم الثالث افرحوا بعيدكم ارقصوا رقصة الموت فالحياة باتت عصية في موجة الغلاء الفاحش وتراجع الدخل وانخفاض قيمة الإنسان إلى أدنى المستويات
لاضمان اجتماعي ولا ضمان صحي ..
العامل في الغرب الرأسمالي يحظى بحسنات الماركسية في الضمان الاجتماعي والصحي ، قريبي النمسوي شكا صداعاً وطلب الإسعاف الذي لبى النداء بسرعة مع كادر طبي وبدأوا بفحوص أولية وهم في سيارة الإسعاف قبل أن تتحرك العربة.. المهم نُقل العامل النمسوي إلى المستشفى تحت رعاية ملائكة الرحمة وأطباء الإنسانية الشرفاء وأجروا له الفحوص اللازمة وقدموا له العلاج وأمضى عدة أيام في نزهة صحية وأعيد إلى بيته بعد الاطمئنان على صحته ومجاناً دون أن يدفع قرشاً وراتبه التقاعدي يساوي عشرة أمثال وأكثر من رواتبنا التقاعدية الهزيلة ..
وياعمال العالم الثالث زغردوا واحتفلوا بعيد الواحد من أيار عيد العمال العالمي ..
ولا تشكوا واتكلوا على الله.. لأن الشكوى لغير الإله مذلة ، فعيدكم في الآخرة حيث الفردوس والحواري والأعناب والخمر وكل ما تشتهيه النفس ومن دون نقابات تدافع عنكم في عالم الخلود الأزلي .. !!!









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجامعات الأميركية... تظاهرات طلابية دعما لغزة | #غرفة_الأخب


.. الجنوب اللبناني... مخاوف من الانزلاق إلى حرب مفتوحة بين حزب 




.. حرب المسيرات تستعر بين موسكو وكييف | #غرفة_الأخبار


.. جماعة الحوثي تهدد... الولايات المتحدة لن تجد طريقا واحدا آمن




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - كتائب القسام تنشر فيديو لمحتجزين ي