الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانقسام يفتح المجال أمام الهيمنة الأميركية والتوسع الإسرائيلي

نايف حواتمة

2008 / 5 / 2
القضية الفلسطينية


حواتمــــة:
• حكومة بوش لا تبدي أي مؤشرات جدية لإحلال السلام في المنطقة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة
• نحن مع التهدئة الشاملة والمتبادلة والمتزامنة، غزة أولاً تكرار غزة ـــ أريحا أولاً

كشف نايف حواتمة الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين؛ عن وجود مسودة لإعادة بناء مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية، وهي جاهزة في مرحلتها النهائية تمهيدا لتوقيع الرئيس محمود عباس عليها، مشيراً في مقابلة معه عبر الهاتف من دمشق؛ إلى أنه لا يرى حتى اللحظة أي مؤشرات جديّة من قبل حكومة بوش لإحلال السلام في المنطقة، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة رغم الوعود التي أطلقها بوش؛ في مؤتمر انابوليس وما بعده للوصول إلى سلام شامل متوازن وحل قضايا الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي، بسقف عام 2008، وأن أمريكا تسعى بالحد الأقصى إلى اتفاق إطار حول مبادئ عامة بسقف عام 2008، وتترك اتفاق هذا الإطار إلى الرئيس الأميركي المقبل، لأن الإدارة الأميركية الحالية، معنية بجلب كل قضايا الصراع في الشرق الأوسط، نحو الخليج العربي ومحاولة تدويل الصراع، باتجاهات تزيد من فرض العقوبات الاقتصادية على إيران، وإذا لم تنتج هذه العقوبات، حلاً لما تريده إدارة بوش قبل نهاية العام، فهي تفكر في التعاون مع حكومة إسرائيل بشكلٍ من إشكال العدوان العسكري، وهذا يؤدي إلى إشغال الشرق الأوسط والعالم بعشرين سنة أخرى، في التداعيات التي ستقع في منطقة الخليج العربي بدلا من دفع كل القوى باتجاه القضية الرئيسية وهي القضية الفلسطينية.
وحول المسودة التي تستهدف إعادة بناء مؤسسات منظمة التحرير قال حواتمة: أَعلم علم اليقين؛ أن المسودة تنص على إجراء انتخابات مجلس وطني فلسطيني جديد في الداخل والخارج، وبالتمثيل النسبي الكامل، هذا كله يشير إلى طبيعة الانفتاح التي يعبر عنها الأخ محمود عباس. وبأنه جاد للدخول في مفاوضات شاملة من اجل الوصول إلى حلول شاملة لكل قضايا الصراع، غير أن حكومة اولمرت - باراك تتذرع بالانقسام الفلسطيني وبأنها لا تدري مع من تتفاوض، وأن وسائل الإعلام الإسرائيلية بأنواعها تقول ما يقوله اولمرت ـ وباراك بأن أبو مازن ضعيف في ظل الانقلاب والانقسام الذي يكرسونه يومياً، لأنه أي الانقسام يخدم مناورات وتكتيكات حكومة إسرائيل، ومن أجل تجاوز هذا الانقسام لا بد من ضرورة وضع خطة موحدة، تقطع على إسرائيل ما تتذرع به، والتي تجاهلت بيان أنابوليس الذي جعل مرجعية المفاوضات المرحلة الأولى من خارطة الطريق، وحتى الآن مضى على أنابوليس 5 أشهر ولم تطبق إسرائيل سطراً واحداً من المرحلة الأولى من خريطة الطريق، ولذا أقول مرة أخرى: النوايا الجادة ليست كافية، بل المطلوب أن نعيد بناء الأوضاع الداخلية بحلول وطنية ـ فلسطينية وليس بحلول إقليمية عربية وشرق أوسطية ودولية ومن هنا تأتي خطورة التمسك بالبحث عن حلول خارج الحركة الوطنية الفلسطينية، وخارج إطار الحوار الوطني الفلسطيني الشامل.
"لماذا الانتخابات في النقابات العمالية ونقابات المهنيين والمرأة معطلة"
وحول الإعلان عن استفتاء شعبي لإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية مبكرة، قال حواتمة: أعلنت دائما أننا مع انتخابات تشريعية ورئاسية جديدة، يتم التوافق على سقفها الزمني بين الجميع، ومع انتخابات الآن تقوم على التمثيل النسبي الكامل في الجامعات والنقابات والاتحادات والمنظمات الجماهيرية، وتساءل حواتمة لماذا هي معطلة ولماذا لا تتم إجراء انتخابات لنقابات عمال فلسطين؛ على قاعدة التمثيل النسبي لماذا لا يتم انتخابات عملاً بقرار الاتحاد العام لعمال فلسطين في عام 2007 الماضي، الذي ينص على انتخابات نقابية جديدة في الأراضي المحتلة وفي أقطار الشتات على قاعدة التمثيل النسبي الكامل، ودون نسبة حسم أو حتى نسبة حسم متواضعة نسبياً، كما قانون الانتخابات التشريعية الذي قضى بمرسوم صادر عن الرئيس محمود عباس فلماذا لا يُنفذ .. ؟ ولماذا لا تجرى انتخابات لاتحاد المرأة، بل لم يتم تشكيل كل هياكل الاتحاد العام على قاعدة التنسيبات. من الذي يُعطل ؟ أقول: علينا التوافق على جدول زمني لإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية، ومن الآن إجراء انتخابات مؤسسات المجتمع المدني بالتمثيل النسبي الكامل.
وقال حواتمة: لو كنت مكان حركة حماس لطالبت بإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية اليوم، كما فعل حزب العدالة والتنمية ذو الجذور الإسلامية في تركيا، لحل الأزمة مع الرئيس والجيش، وكما فعل الدكتاتور مشرف في باكستان قائد حزب الرابطة الإسلامية مع المعارضة، وكما دعا حزب الله في لبنان فور عدوان تموز/ يوليو 2006 وليس غداً، وأن تطبقها في غزة فوراً في الجامعات والاتحادات العمالية والشبابية والمرأة وغيرها، والتي تقوم على قاعدة التمثيل النسبي الكامل، كما نصت عليه وثيقة الوفاق الوطني، وكذلك الحال لو كنت مكان حركة فتح لبدأت بالانتخابات في كل مؤسسات المجتمع الفلسطيني؛ المدني والنقابات العمالية والجامعات والاتحادات، وفق قرارات اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ووفق ما نصت عليه وثيقة الوفاق الوطني، وهذا يفتح الحلول الديمقراطية الوحدوية للأزمات الفلسطينية الداخلية، على قاعدة الشراكة الوطنية الشاملة، عملاً بمبدأ شركاء بالدم شركاء بالقرار، وليس الاحتقان الأحادي الذي مارسته حكومات فتح التسع والتي ضعفت وانهارت وغرقت بالفساد ونهب المال العام، وضد الاحتقان الأحادي الذي استنسخته حماس عن حكومة فتح بحكومة حمساوية بعد ثلاثة أشهر من تشكيل حكومة الوحدة الوطنية، وبمزيد من الحصار على قطاع غزة.
حل الأزمة ديمقراطياً
ودعا حواتمة إلى حل القضايا الوطنية والأزمات الداخلية الفلسطينية بخيارات ديمقراطية وطنية، تقوم على وثائق وقعت عليها جميع الفصائل والقوى الوطنية وإعلان القاهرة، وبقرارات المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية في حزيران 2007، وفي تموز 2007 وغيرها من قرارات. وتساءل حواتمة: لماذا تعطلت هذه القرارات ولم تنفذ ... ؟ مشيراً إلى أن ذلك يدل على أن "الثقافة الديمقراطية" واحترام القرارات التي تتخذ بالإجماع تعاني من فقر شديد وعلينا أن ننتظر ونحاسب ونسأل الذين يعطلون تنفيذ هذه القرارات.
وأخيراً حول قبول الجبهة الديمقراطية بالهدنة وبالتفاوض مع إسرائيل قال حواتمة: قلنا هذا في إعلان القاهرة، أول ما نص عليه برنامج وثيقة الوفاق الوطني؛ هو تكريس التهدئة المتزامنة والمتبادلة والشامل لكلٍ من الضفة وقطاع غزة، وأننا نحذر من تهدئة محصورة بقطاع غزة، رغم أن شعبنا في القطاع بحاجة إلى الخلاص من الحصار وفتح المعابر، وبالتالي التهدئة تفتح على سيولة المعابر ولكن حكومة اولمرت تصر على أن تكون التهدئة في غزة ولا تشمل بقية الأراضي المحتلة، وهذا يعني ترك الضفة فريسة لمصادرة الأراضي وتوسيع المستوطنات وبناء مستوطنات جديدة، وفريسة أيضاً لأعمال القتل والاغتيالات والاعتقالات والاجتياحات اليومية، على أيدي جنود الاحتلال الإسرائيلي وبأوامر من حكومة أولمرت ـ بارك، لذلك نحن مع التهدئة الشاملة والمتبادلة والمتزامنة. أما عن مستقبل عملية السلام في ظل التصعيد الإسرائيلي فإنني آمل أن يحل السلام في المنطقة، اليوم وليس غداً، ولذا كنت مناضلاً من أجل بلورة مشروع سياسي وطني موحد، لكل شعبنا ومنظمة التحرير الفلسطينية عام 1974 بمبادرة من الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، وكانت بعنوان النقاط العشر آنذاك، ثم بعنوان البرنامج الوطني المرحلي، بحثاً عن تسوية سياسة شاملة نحو السلام الشامل، وكتبت هذا في ستة كتب وقلت بوضوح أن علينا أن نبني سلاماً شاملاً متوازناً اليوم قبل الغد، ولكن حكومات إسرائيل مازالت تنحني وتركع لجدول أولويات يضعه المستوطنون. والفئة الدينية المتطرفة الذين يزرعون بلادنا بالمستوطنات، ويتكلمون عن "الميثولوجيا" الأساطير القديمة والقبلية، بأن الأراضي الفلسطينية هي أرض إسرائيل، ولو أخذ العالم بهذه "المثيولوجيا" فيجب أن تتغير كل خرائط العالم، وفي المقدمة يجب أن ترحل شعوب أميركا وكندا وأميركا اللاتينية عن بلدانها لأن الشعب الأصيل هو شعب تلك البلدان وستتغير خارطة أوروبا بالكامل، وعليه أقول أن الذي يعطل عملية السلام، هو حكومات إسرائيل غير الناضجة للسلام الشامل والمتوازن، ولذلك علينا التمسك بالوحدة الوطنية حتى نقطع الطريق على كل مناورات وادعاءات المحتلين، ومن أجل مفاوضات سياسية شاملة تقوم على أعمدة قضايا الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي، وقرارات الشرعية الدولية، والحلول القائمة على وثيقة الوفاق الوطني والبرنامج الوطني الفلسطيني الموحد الغائب الأكبر، دون ذلك أقول بأن سماء السلام بعيدة جداً عن منطقة الشرق الأوسط لأن الانقسامات الفلسطينية والعربية ـ العربية، تفتح الطريق أمام الهيمنة الأميركية في منطقة الشرق الأوسط، وتحويلها إلى بحيرة نفط أميركية من المنابع حتى المصبات، وتفتح الطريق أمام التوسع الإسرائيلي بديلا عن السلام المتوازن، القائم على حق شعبنا بإقامة دولته المستقلة بحدود 4 حزيران عام 67 وعاصمتها القدس العربية، وحل مشكلة اللاجئين وفقا للقرار الأممي رقم 194.

حاوره: ملكي سليمان ـ القدس








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقتل حسن نصر الله.. هل تخلت إيران عن حزب الله؟


.. دوي انفجار بعد سقوط صاروخ على نهاريا في الجليل الغربي




.. تصاعد الدخان بعد الغارة الإسرائيلية الجديدة على الضاحية الجن


.. اعتراض مسيرة أطلقت من جنوب لبنان فوق سماء مستوطنة نهاريا




.. مقابلة خاصة مع رئيس التيار الشيعي الحر الشيخ محمد الحاج حسن