الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أكواخ وولائم

الطيب طهوري

2008 / 5 / 2
الادب والفن


-1-
…وعلى شرف الكتاب يقيم وزير ما من وزراء الزمن المرِّ/
البترول المتدفق في الأحشاء مآدب من وجع الجرح الآخرِ/
مالِ الشعب هنا…
يحضرها القاصي والداني..
المفرد والمتعددُ..
يحضرها نواب الشعبِ..
ونواب الأمةِ..
والشعراءُ..
القصاصونَ..
وأولياء أمور العمالْ
يحضرها الأمناءُ..
المسؤولونَ..
ذباب السلْـ ... طةِ..
أعيان قبائل عبسٍ..
ذبيانَ..
نميرٍ..
كعب وكلابْ
يحضرها الوجهاءُ..
سلاطين الأمس أو اليوم جميعا..
ربطات أعناقهمُ تلتف على عنقي..
تسحبني حجرا لغبار السيارات الفخمة تصطف أمام عيون الفقراءْ..
وملايير الدولارات تسد الباب أمام الآتينَ..
ترش دم الأرض قصورا تملأ متيجة قيحا..
ورمادا..
وعجاجا للأخضرِ..
شوكا لدمي..
وحرائق للخبز خجولا يبدأ دورتهُ..
ولا أحدٌ يتكلمُ..
لا أحد يرفضُ..
لاأحد يحزن من هذا الرمل يغوص إلى الأعماقْ..
لاأحد يتألم من وجع الريح/الجرح/الأوراسِ..
وزحف الموج الغاضب في الصمتِ..
على شفتيَّ الذابلتينِ..
وتيه الأكواخ هنا..
في سفح الجبل الضائعِ
لاأحد يتالم من تعب القدمينِ/
رصيف البحر غريبا..
والأحجار ترش شوارعها/
ثلج مساء الغرباء
لاأحد يركض حين تجن الأرض حنينا..
والنخل بعيدا يبكي..
والموج على الموج..دماء..
لا..لأحد يتألمُ..
لاشيءَ هنا..غير خراب الذاتْ
وبقايا أعواد ..من شجرٍ..
ماتَ..
ولا صوتَ هنا..غير حفيف الريحِ..
وأفعى الرشوة جهرا..
تنشر سم الحاضر في جسدي..
ودم الرغوة في الشطآنْ

-2-
…وامرأة تحفر للـ (قطرة) نفقا تحت أساس الكوخْ..
طفل رجلاه الطين..يجر الأرض قميصهْ..
شيخ يتوسد حجر البرد غريبا في الصمتِ..
عجوز تنأى في الركن جدارا يتأبطها في الرجفةِ..
أصوات الريحْ
………………………………………..
…………………………………………..
مد الشيخ أزقتهُ..
فتح الطفل دفاتره في الماءِ..
المرأة شدت خاصرة الأرضِ..
بكتْ..
أنّت في الركن عجوز الرجفةِ..
مالت نحو صهيل الغا ئب شوكا..
لم يحضر رب البيت يفتش عن ذاكرة العشب بعيدا..
يسهر حتى فجر الأيامِ..
غبارا..
عرقا ..
ريحا في العظم..وماء
…………………………………….
……………………………………..
مرت أمطار..وثلوج..وسواعدْ..
مرت أحجار من وجع الجرح..هنا..
وموائدْ
مرت أيامٌ..
مر حصى الموجِ..
سجائر من سمك الجسد المتعبِ..
أمكنة ..وقصائدْ..
لم يرجع رب البيتِ..
الشيخ تمدد رعبا في الأرضِ..
كسا غيمتها/خيمتها شجرا مقطوعا..
وشواهدْ..
والطفل مشى..
مشت المرأةُ..
كفين على وجع العمرِ..
قوارير حنينٍ..
وشفاها تقطع صمت الأشياء هنا..
أرصفة ملأى بالتيهِ..
صفائح من خشبٍ..
وجرائدْ
مشت المرأةُ..
والطفل مشى..
حجرين ..غبار الدم خلفهما..
قبرا..
فولاذا للصمتِ..
شقوقا تتأرجح في النسيان..هناكَ..
ولا أحدٌ يتألمُ..
لاأحد يتكلمُ..
لاأحد يفتح باب الريح على وجع الأحياء..
والنهر وحيدا..يبقى..
شمسا..غائبةً..
مطرا..جف أنينا..
وفما لرصاص الخوفِ..
سماء مغلقةً..
مدنا ترحل في الليل..بعيدا..
وقرى يأكلها التيه رمادا..
جثثا لصهيل الموتِ..
دماء
* * *
لاأحد يبدأ مد أناملهِ..
والنفق الآن..هنا…
مغلقْ


-3-
لي..كوخ..واحدْ..
وله..عدد الساعات اليومية..قصرا..
قصرا
لي..سنتيم..واحدْ..
وله..عدُّ شهور السنتين..ملايين..وفوائدْ..
ومواعيدٌ..وموائدْ
لي ..بعض السمك الصعب لضيفي..
وحليب اللحظةِ..
والأحزانْ..
وله خرفان الحقلِ..
وجبن البقر الضاحكِ..
والسمك الأحمرِ..
والأبيضِ..
والأزرقِ..
واللؤلؤ..والمرجانْ..
وعصير الجوز الهنديّ..
وفاكهة الألوانْ
آه..ياالولد الطاعن في السنّ..
هنا..في..
لي رمل جفاف الحلقومِ..
شقوق القدم المغروسة في العمق أزقتُها..
خطواتي..
من باب الكوخ..لباب العمل المضني..
وله البحرُ..
القمر الذاهب خلف تجوم فنادقهِ..
والميناء الجويّ..
بواخر كل شواطئ هذا العالمِ..
منتزهات الشرقِ..
سحاب الغربِ..
وأنغام الفتياتِ..
أسرّة قصر الحمراءِ..
مفاتيح المدن السرّيةِِ..
دفء الثلج /شمالْ
آه..ياالولد الطاعن في السنّ..
هنا..في..
لي وجع الخوفِ..
مساء العنق المقطوعة في الصمت حرارتها..
ألم الفأس على الرأسِ..
وألم الخنجر في الظهرِ..
وألم الطلقات على الصدرِ..
وألم المنشار على العنق العزلاء..
فاجعة الليلِ..
طريق الترحالْ
وله الضفدع.. والمبضعْ..
والسجن الشاهق..والمدفعْ..
وإليّ هنا الزنزاناتُ..
الطلقاتْ
وله الملياراتُ..
التثقيف الباريسيّ..هناكَ..
وغلق الحنفيات هنا..
غرس الشهقاتْ..
وإليّ هنا..قنوات التصريفِ..
بطاقات اللاتعريفِ..
الصخر على الصدرِ..
وقلع الظفرِ..
وحشو الأفواه دما..
ورمالْ..
وله الجهر وما يخفى..
وله الأول والآخرُ..
والواقف والسائرُ..
والنائم والساهرُ..
والباطن والظاهرُ..
والأعلى والأسفلُ..
والأقبح..والأجملُ..
والزلزالْ..
وله المنشارُ..
الكلاّبُ..
الخنجر والفاسْ..
وله الأعراسْ..
وله الفرس/الأجراسْ..
قاعات الحفلات/الحراسْ..
وله الشاي/نبيذ الفرحةِ..
رقص الحجل القادم من جمجمتي..
وشواء السنوات الصلصالْ

آه..يا الولد الطاعن في السنّ..
هنا.. في..
لي حشرجة الجسد المسحوب على الشوكِ..
دم الرغوة في الشفتينِ..
حصى الأرض يراكم في الصدر حنين البجع الذاهب في الغربةِ..
لي.. حجرٌ..
وله منتوج الأرضِ..
سواعد أبناء الأرضِ..
له الحاضر ..والماضي..
وله بوصلة الآتي..
يجمعها صكا في البنك الآخرِ..
عمراتٍ..
حجات أخرى..
وصلاة موحشةً..
ودمارا..
وفوائدْ

آه..يا الولد الطاعن في السنّ..
هنا..
في القدم العمياءِ..
هنا.. في..
لي ..لغة الزيت/الخبزِ..
الحجر المائيُّ..
وجرجرة الريحِ..
وأوراس الكدريّ الرابض في الصدر مساء
وله التعريبُ ..
الفرنسة /الأمركةُ..
التخريبُ..
شمال الأرضِ..
ورمل الماء

آه..يا الولد الطاعن في السنّ..
هنا ..في
وله الأسماءُ..
ووهج قصائده العصماء..
وله الريحْ..
خطوات الأرضِ..
وفاكهة الشيحْ
وله..وله..وله..وله..وله..وله..وله الـ... جنة.. والنار...
ولذا..لي شهر في العمل الوطني..!
وله أربعةٌ..
في الستةِ..
حبا..
للوطن الصاعدْ..!
وله الموتْ..
ولي الموتْ..
سبحان الجسد الغارق في دمهِ..
وغبار الحجر المرميّ على تعبي..
ومدى الكلمات الأخرى..
وهن العظمِ..
وأغصان التوتْ..
لاشيء هنا..يبقى..
غير أنين يدي..
ورغيف الخبزِ..
وفاتحة النار على الخوف/الموتْ
لا شيء سيبقى..
غير دمي..
ورذاذ المطر الدافئِ..
ورد الماءِ..
وأشجار الصوتْ

آه..يا الولد الصاعد في الحرِّ..
هنا..في..
لاشيء..هنا..
لاشيءَ .. سيبقى..
فليحرقْ سفاك دمي..
ولتسقط يا..يا سارق كفي..
وليسقط وزراؤكَ..
نوابكَ..
أغنياؤكْ..
وليبق عميقا..
هذا الشعب المسكين الـــ.........................................مكبوتْ!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أخرهم نيللي وهشام.. موجة انفصال أشهر ثنائيات تلاحق الوسط الف


.. فيلم #رفعت_عيني_للسما مش الهدف منه فيلم هو تحقيق لحلم? إحساس




.. الفيلم ده وصل أهم رسالة في الدنيا? رأي منى الشاذلي لأبطال في


.. في عيدها الـ 90 .. قصة أول يوم في تاريخ الإذاعة المصرية ب




.. أم ماجدة زغروطتها رنت في الاستوديو?? أهالي أبطال فيلم #رفعت_