الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المقاومة هي عروة الوثقى للدولة القانون

ناجي حسين

2008 / 5 / 3
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


يعلمنا التاريخ بأن غزاة المحتلين وعملائه لا ينتصرون. وبالتأكيد، ليس عندما يمارسون فظائع أسوأ مما فعل النازيون. ولكن، ضع التاريخ جانبا. هل يمكن للمقاومة الوطنية العراقية الشريفة أن تُهزم؟ لنقل أن الجيش الأميركي (الذي يعترف وزير دفاعه "أنه منهك، وأنه فقد توازنه، ولكنه لم ينكسر بعد") سيظل قادرا على البقاء لخمس سنوات أخرى. وأنه سيتسبب بأعمال إبادة تطال مليون عراقي آخر، وتهجير خمسة ملايين آخرين فوق الخمسة ملايين الذين هجروا حتى الآن. فهل سيعني ذلك "نهاية" المقاومة؟ يمكن للحصيف أن يلاحظ أن هذا، لو حصل، فانه سيكون "بداية" أخرى للمقاومة وليس نهاية لها. والحقيقة، فكلما كبر جيش الضحايا من جراء الجرائم التي يرتكبها الاحتلال وعملائه ، كلما زاد وقود المقاومة حطبا. الآن، المقاومة موجودة لأن الاحتلال هو الذي يخلقها. وهي موجودة لأن عملاء وخونة للاحتلال لا يستطيعون إدارة دولة. وهي موجودة لأن الوطنية الحقة تستوجبها. وفي حين أن الاحتلال وحكومته العميلة يقولان للعراقيين، "هؤلاء نحن" وهما يبرهنان على طبيعتهما المنحطة بما يرتكبان، فان المقاومة موجودة لأنها تقدم بديلا وطنيا أولا، وتمثل تعويضا شافيا للكرامة ثانيا، ولأنها تتمثل التحصيل الجامع والعام في ثقافة العراقيين ثالثا. وهكذا، فانهم مُجبرون على الاستمرار، وهم سائرون، بقوة خارجة عن إرادتهم، في طريق الانتصار. الدنيا متضادات. هناك خير وهناك شر. هناك أسود وهناك أبيض. هناك جميل وهناك قبيح. ومن جملة هذه المتضادات يأتي الانتصار الإجباري للمقاومة الوطنية العراقية الباسلة. بأيديهم أولا، يصنع المحتلون وعملاؤهم هزيمتهم بأنفسهم. لا يحتاج قادة "العراق الجديد" أن يفعلوا أي شيء إضافياً. يكفي تماما أن يبقوا على سجيّتهم كلصوص وطائفيين ومأجورين ومجرمين، لكي تكون هزيمتهم من صنع حقدهم على العراق وشعبه . وجودهم، بحد ذاته، هو نصر مؤزر للمضاد. فشلهم في إدارة دولة، هو دليلُ المضاد عليهم. تناحراتهم على الحصص والمغانم، تقول ما فيه الكفاية عن طبيعتهم. ومن أعمال القتل العشوائية والاغتيالات وتفريغ البلد من خبراته، الى تحويل الجامعات والمستشفيات إلى مراكز للطائفية، فإنهم فعلوا ما يكفي لجعل كل وجه من أوجه "لعبان النفس" شاهدا على وضاعتهم. ومثل السارق الذي تشهد يده اليسرى على ما فعلت يده اليمنى، فإنهم بأنفسهم يشهدون على بعضهم البعض. النكتة، هي أنهم يبدون وكأنهم ينتقصون من المقاومة عندما يقولون أن المقاومين هم من " الإرهابيين "و"التكفيريين". ولكن تعال شوف بأم العين عندما تأتيك المذمّة من مليشياوي، لص، طائفي، ويقتل الأبرياء على الهوية، وفوق ذلك هو إما عميل لايران او عميل للسي آي أيه او عميل للموساد، فلسوف يكفي لجيش العراقي الوطني الأصيل وحركة الوطنية ومقاومتها الباسلة شرفا أن مذمتهم تأتي من ناقص كهذا. وعندما تكون الطائفية هي القاسم المشترك الأعظم للناقصين، فان الوطنية تكون هي القاسم المشترك الأعظم للمضاد. وكذلك كل معيار آخر. هكذا تستجلب المضادات بعضها. وتلك هي "عزائم الأمور" التي إذ يفعلها طرفٌ، يضطر على ضدها الطرفُ الآخر. فحيث تغيب الرؤية الوطنية الجامعة، في هذا الطرف، فإنها تكون قيمة عليا لدى الطرف الآخر. وحيث تكون العمالة واللصوصية والفوضى وغياب القانون، هي الأداة والمعيار، في هذا الطرف، فان قيم الشرف والخير ودولة القانون تكون هي العروة الوثقى للطرف الآخر. حتى وأن لم نجد أنفسنا في حاجة إلى القتال، فنحن حيال الهزيمة الذاتية للانحطاط، مضطرون للانتصار. انه يأتي إلينا حتى وان لم نذهب نحن إليه. لأنهم هم الذين بما يرتكبون، يدفعونه دفعا الينا. أيها العبيد والمجرمين بحق العراق, كنتم الشر كله والأسود كله والقبيح كله، صنعتم هزيمتكم. ونحن لهذا السبب، مضطرون للانتصار. لقد أثبتت كل تجارب الشعوب أن المعتدي الغازي المحتل لا يخرج إلا إذا رفعت السلاح بوجهه بقوة ولا يحترم إلا أصحاب الكرامة والشرفاء والأبطال المقاتلين الذين يثبتون بصولاتهم العزوم استعداداً عالياً للتضحية بكل غالٍ ونفيس من أجل استرداد سيادتهم على أرضهم وتحقيق استقلال وطنهم بعيداً عن إرادة الأجنبي وعملائه ومن هنا كانت الانطلاقة السليمة للمقاومة الوطنية العراقية التي دللت بكل ما حققته من إنجازات جبارة خلال خمس سنوات ونصف من عمر الاحتلال البغيض إنها الوجه المشرق والمعبر الحقيقي والصورة البهية لشعب العراق العظيم . فهذه المقاومة المسلحة الباسلة هي التي جعلت بوش وبلير وكل حلفائهم وعملائهم ينحنون أمام الشعب العراقي ويعيدون كل حساباتهم الخاسرة ويوقفوا كل مشاريعهم الاستبدادية العدوانية ضد شعوب العالم بل إن صدى المقاومة الوطنية العراقية الباسلة وأنعكاساتها وأسلوب عملياتها الجهادية أمتدت حتى إلى أفغانستان وفلسطين وربما إلى أماكن أخرى ستطفوا أخبارها على السطح,ان عمليات المقاومة ومساندة الشعب هي النقطة الجوهرية والمحك في افشال رسم سياسة ترسيخ الوجود الامريكي في العراق عبر بناء القواعد العسكرية الدائمة وبالاتفاق مع حكومة الاحتلالية وربطه بمعاهدات تحت مسميات الاقتصادي والامني المؤمل التوقيع عليها علي شاكلة اتفاقيات اقتصادية ونفطية تحرمه من مصادر ثروته عبر معاهدات القواعد الامريكية السيطرة الدائمة ضرورية لدي الادارة الامريكية اذا ستكفل لها وتعتبر صفقة توقيع استمرارية استخدام عملائها كدروع بشرية لحماية قواتها بدون الخسارات البشرية التي تتعرض لها الآن وستوفر لها والاساءة في الوقت الي سمعة المقاومة العراقية.
وكان جورج بوش قد صرح بان القوات الامريكية ستبقي في العراق مدة 50 عاما, نتوقع ان تكون العمليات الجديدة حملة ابادة جماعية منظمة ومكرسة مع الاحتلال لزيادة ربحهم السريع من صناعة الموت وترويج الخيانة وهذا ما أثبته الأيام.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فصائل المقاومة تكثف عملياتها في قطاع غزة.. ما الدلالات العسك


.. غارة إسرائيلية تستهدف مدرسة تؤوي نازحين بمخيم النصيرات وسط ق




.. انتهاء تثبيت الرصيف العائم على شاطئ غزة


.. في موقف طريف.. بوتين يتحدث طويلاً وينسى أنّ المترجم الصينيّ




.. قتلى وجرحى في غارات إسرائيلية على مخيم جباليا