الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رفعت الرئيس

محمد السعيد دوير

2008 / 5 / 3
سيرة ذاتية


قبل الحديث أود أن أرشق خاتم البراءة في قلمي، ذلك أن كتابتي عنه لا تضيف إليه مثقال ذرة من قيمة، بل تضيف إلي ثقل جبل من شرف، والرجل لا يعرفني ولكنني أعرفه مؤرخا ومناضلا وسياسيا ومفكرا بالغ الأثر في الحياة السياسية المصرية.

وهو لا ينتظر مني ولا من غيري كلمات كهذه بل أفكارا لبناء الحزب ومفاهيم جديدة لتطويره ومساحات كبيرة من النقد البناء، أما أنا فقد غرقت مقلتاي في دموع الفخر حينما رأيته في إحدي القنوات التليفزيونية يتلو علي أعضاء المؤتمر السادس ملامح الفجر الجديد ببريق مشاعره وصدق انفعالاته، ليبقي الرمز الذي يجذب الجميع إليه ونظل نحن من الجذب قانعين بقيادته وإخلاصه، ولم لا وقد شق بقلمه بطول التاريخ الحي ليفتش هنا وهناك عن لحظات الصدق والفداء لأنبل شباب مصر من الاشتراكيين والشيوعيين والديمقراطيين ويسجل عذوبتهم وعذاباتهم في كل ربوع وبقاع ومعتقلات مصر المحروسة.

إنه الدكتور رفعت السعيد الظاهرة السياسية بكل ما تحوي الكلمة من دلالة وما تعني من معان، قيل عنه بمثل ما قيل له، وفي كلا الأمرين كان محورا رئيسيا لموائد الكلام، ولكنه ظل يصعد درج العمل والكتابة ومتابعة جنوده وتلاميذه ورفاق دربه في كل محافظات مصر، وظل يعزف اللحن الخالد للوطن الخالد شاهرا حسام الحق في وجه الظلمات المتكاثرة علينا، بقي شعلة النار المضيئة في ليالي الجوع الفكري، من أجل الحرية والاشتراكية والوحدة، وصفته زوجتي ألفت شافع بأنه داهية العرب في عصرنا الحديث.

قاد د. رفعت السعيد اليسار المصري في أصعب مراحله التاريخية بعد تفكك المنظومة الاشتراكية في العالم، وعبر بسفينة حزب التجمع مناطق البراكين وتلاطم الأمواج، عبر بنا وعبرنا معه مرحلة ظن البعض فيها أنه لا حياة لنا بعدها، وظل محافظا علي تراث اليسار وتاريخ اليسار وقيمة اليسار المصري في قلب الوطن، وبقي قابضا علي الجمر ببأس وشجاعة وصبر لا ينفد ومقدرة متطورة باستمرار علي استيعاب المستجدات، وامتلك حسا وطنيا نادرا وبصيرة سياسية وفكرية مذهلة في الفصل بين الثوابت والمتغيرات، وهو صاحب مدرسة فكرية حقيقية، مدرسة ارتبط فيها معمدان التاريخ بمعمار الجغرافيا، ونظريات علم السياسة بترجمات القادة والزعماء،نحت مصطلحاته السياسية بوعي تام بفلسفة اللغة ومكنوناتها وتصاريفها، وغزل من خيوط الشمس نسيج المكانة السياسية لحزب التجمع علي الخريطة المحلية والعربية والعالمية.

رفعت السعيد.. هذا المحارب الاسبرطي الشجاع، والفيلسوف الإغريقي الحكيم والمؤرخ الوطني المتمكن، قيثارة حزبنا، وجبرتي يسارنا وأنشودة وطننا ورمزنا وقائدنا في زمن تمايل فيه النخيل تحت ضغوط الأنواء والأغواء والأهواء، هو الحلم الذي يغالبك ويخطف منك سنا الروح من فوهات الحقيقة، صاحب كل المرايا التي ينعكس عليها شعاع نضالنا، وابن ذلك الجيل الذي أضاء قري ومدن مصر بقناديل الوعي والثورة والاشتراكية، إليه تنظر القلوب بشغف الأسئلة فتأتي إلينا الإجابات بعمق المقاصد ونبل الغايات، لأنه صفحة من صفحات الثورة، وباب من أبواب التحدي وقطرة ذكية من دماء الوطن التي سالت منهمرة علي ضفاف الوجد، وسلسبيل لحظات الإبداع علي بوارق المستحيل، وسليل إمارة النبوغ العربي.

فهنيئا لحزبنا.. وهنيئا للوطن بفجر جديد يبزغ من بين جنبات الصبابة والأشواق، هنيئا لهذا الرجل الذي مزج العلم بالعمل، والحلم بالحقيقة وصنع من صخر الصعاب وديانا وحقولا من النرجس، الدكتور رفعت السعيد رئيس الحزب المنتخب في تجربة ديمقراطية يفخر بها التاريخ الحديث وقائد اليسار والمفكر البصير وعميد التنويريين العرب والمؤرخ الذي فهم التاريخ بوصفه معركة بين النور والظلام ووعي حركة المجتمع في صيرورتها الديناميكية، هنيئا لكل الذين شاركوا في ترسيخ قيم الديمقراطية في حزبنا، وبرغم بعض التساؤلات وعلامات الاستفهام والتعجب، يبقي أننا ربحنا كثيرا وكثيرا جدا، ربحنا رئيسا نفخر به ويفخر بنا، وربحنا تجربة خلاقة ورائدة، وتبقي كلمتان، الأولي للأستاذ حسين عبدالرازق: صنعت مجدا للجريدة وللحزب لن يمحي من فوق جبيننا أبد الدهر، وننتظرك أسطورة مبدعة من جديد، والثانية للأستاذ أبوالعز الحريري: ولدت عملاقا وستظل....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. علي... ابن لمغربي حارب مع الجيش الفرنسي وبقي في فيتنام


.. مجلة لكسبريس : -الجيش الفرنسي و سيناريوهات الحرب المحتملة-




.. قتيل في غارات إسرائيلية استهدفت بلدة في قضاء صيدا جنوبي لبنا


.. سرايا القدس قصفنا بقذائف الهاون جنود وآليات الاحتلال المتوغل




.. حركة حماس ترد على تصريحات عباس بشأن -توفير الذرائع لإسرائيل-