الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صمت المدن

البتول المحجوب

2008 / 5 / 3
الادب والفن


مدينة صغيرة تغفو على ساعد ليل صحراوي مقمر. شاطئ صاخب بإيقاع موسيقى غربية وعربية.تختلف الإيقاعات باختلاف الأشخاص،ولا يبقى غير النشاز.
رجال،نساء وأطفال على رمال شاطئ ممتد.
كلمات غزل من هنا وهناك.ضحكات نسائية تغريك بالانضمام لجلسات الشاي الدافئة.حيث الليل يجمع بين النساء والرجال و كؤوس الشاي الأخضر المعتق.
مع لذة رشفات الشاي الأولى يرفع “علي” كأسه لشابة هناك قائلا:”رانك تيّتي” تبتسم له ابتسامة لها معنى.
غير بعيد عن جلسات الشاي الدافئة،شاب يعزف على قيثارة جريحة،نغمات شعر حسّاني.وأخر يشدو بصوت
شجي.اقتربت منهم جلست دون استئذان،علني أستمع للشدو الحزين،في دفء ليلي صحراوي مقمر. شردت قليلا..ترى مادفعه للشدو..؟ أهو الليل..؟أهو الحنين لمن رحل نحو المجهول،عبر فضاءالصحراءالغامض..؟ أم لمن توارى وراء الأمواج بحثا عن مستقبل أجمل وكان طعما للحيتان؟ أيها الموج المجنون لما لاترحم شبابا يافعا؟ لما لاتهدأ أمواجك حين يعبرون..؟
ينتشلني صوته الشجي من شرودي يشدني أكثر.أشعر بدمعة دافئة،وأحمد الله على ظلام الليل.بدأت في الابتعاد،وصوت شدوه الحزين يحتلني.تذكرت ليل مدينة صامت، ليل حزين و شارع فارغ بارد.
أصيخ السمع لوقع خطوات على الرصيف..أرفع بصري فلا أجد غير نوافذ مغلقة،ستائر مسدلة وأنوار مطفأة.. ترى ماتخفي وراءها من أسرار..؟ هل تنعم ألان آسرتها بالدفء أم بالفراغ..؟ابتسمت ساخرة من تساؤلاتي.شعرت بوحدة مفزعة في هذا الشارع البارد. التمست الدفء من معطفي الأسود..رفعت البصر مرة أخرى نحو النوافذ المغلقة بحثا عن أمل رغم الظلام. تعج ذاكرتي بمدن الصمت، مع صمت مدينة حزينة النظرات، نائمة على نغمات حسّانية،تشدني إليها كلما حاولت الابتعاد.أحن للعودة ولشدو،يشدني حنينه لمن ضاع بين صخب البحر، وصمت المدن الكئيبة.كلما وقع بصري على جنون الموج،اشعر بغصة وحرقة وأتذكر نظرات إمرأة التقيتها يوما على مشارف المحيط.امرأة ..تحفر في الصخر..تصرخ في البحرو تسأل الموج عن ابن حلم حلما بسيطا،حلم ان يعبر البحر بسلام..حلم ان يمنح أما انهكتها السنين حياة أفضل.
حلم ببيت دافئ صغير ..حلم بدفء حب امرأة وعدته بالانتظار.
..حلم باحتضان طفل جميل،يزرع الأمل في قلب جدة تعشق الأحفاد.
حلم..وحلم،لكن الحلم ضاع،ولم تترك حيتان البحر لام مكلومة غير قميص ممزق تشمه بين الحين والأخر وتحلم ..
البتول المحجوب لمديميغ /طنطان








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم #رفعت_عيني_للسما مش الهدف منه فيلم هو تحقيق لحلم? إحساس


.. الفيلم ده وصل أهم رسالة في الدنيا? رأي منى الشاذلي لأبطال في




.. في عيدها الـ 90 .. قصة أول يوم في تاريخ الإذاعة المصرية ب


.. أم ماجدة زغروطتها رنت في الاستوديو?? أهالي أبطال فيلم #رفعت_




.. هي دي ناس الصعيد ???? تحية كبيرة خاصة من منى الشاذلي لصناع ف