الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مدينة الموصل العامرة امس والبائسة اليوم

عبدالله مشختى

2008 / 5 / 4
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


الموصل تلك المدينة التى كانت عامرة وتزهو كالالق فى ربيعها الجميل كل عام ولهذا كانت تسمى بام الربيعين وكانت تزداد زهوا ورقة وجمالا باهاليها المكون من اطياف عدة فالعرب من المواصلة القدماء والعرب الوافدين اليها من شتى الاصقاع والكرد الذين كانوا يعيشون فيها منذ القدم والذين وفدوا اليها بعد العهد الجمهورى وكذا المسيحيون الذين كانوا يعيشون فيها هم ايضا منذ ازمنة قديمة بحكم مجاورتهم لها وهم يعيشون فى الحمدانية وبعشيقة وبحزانى وتلكيف والقوش وتلسقف والبرطلة وغيرها من القرى والبلدات الكثيرة المنتشرة فى اصقاعها وكذا الكرد الائيزديين والشبك والتركمان الذين كانوا يعيشون باخوة وسلام فيما بينهم يتقاسمون الفرح والحزن والمسرات كأنهم ابناء بلدة واحدة متساوون فى حقوقهم وواجباتهم . كانت المدينة مركزا للحضارة والتجارة ومركزا للاشعاع الحضارى والثقافى والفكرى المزدهر وهى المدينة الاستراتيجية المهمة لتزويد العراق بما يحتاجه سكانها من خبز ففيها كانت منطقة الجزيرة التى كانت تعد سلة الغذاء الرئيسى للعراق وكانت المصدر الممول لبقية العراق اثناء مواسم القحط والغلاء ، وهى التى كانت تربط العراق بباقى حضارات العالم واوربا خاصة ، وكانت تفتخر بجمالها والفرح الذى كان يرسم وجوه سكانها الى عقود قريبة .
نعم ان مدينة الموصل هذه تحولت الى مدينة تسودها الخوف والالام وهى تعيش الان ارهاصات عديدة نتيجة لما تعرضت لها من خراب وتدمير واهمال خلال السنوات الخمسة الماضية فسكانها تهللوا واستبشروا عندما هبت رياح التغيير نحو الديمقراطية والتحرر من الظلم والكبت والحرمان من ابسط مقومات الحياة واعتقدت بان الزمن الاتى هو زمن الحرية والامان وقطع دابر القتل والاغتيال والسجن والتعذيب والتشريد والمهانة وبزغ فجر جديد هو فجر الحرية والتحرر والتطلع الى الامام لتعوض ما فاتها من حرمان فى طريق التقدم والبناء ونشر الفكر والمعرفة نتيجة السياسات الخاطئة للنظام البائد . ولكن وللاسف اصدمت كل امالهم وتوقعاتهم بجدار صخرى صلب عنما راوا ما اصابهم خلال 5 سنوات من القتل والتشريد والعنف الى درجة حرمت جفونهم من النوم خوفا من عصابات مجرمة امست تتحكم بالدينة واهاليها اضافة لانعدام اهم وسائل وخدمات العيش مثل الماء والكهرباء والخدمات الاخرى ان قوى الارهاب التى تسلطت على المدينة وكذلك العصابات الاجرامية قد حولت حياة سكانها الى جحيم لا يطاق اضافة الى احداث اخطر نوع من التفرقة بين سكانها القومى والدينى والمذهبى ، فقد تمكنت هذه القوى الضالة ان تفرق بين الاخ واخيه وبين ابناء المحلة الواحدة بحيث انعدمت الثقة بالكامل بين سكانها واصبحوا يتخوفون من العيش مع بعضهم البعض . لقد تمادت الحكومة العراقية كثيرا واهملت امر هذه المدينة الصامدة وكان الاجدى بها ان تبادر قبل الان الى التحرك كى تنقذ هذه المدينة من هذا الكابوس الجاثم على صدر ابناءه وتحرير انسان الموصل قبل ان تلعب الافة فعلتها افة التخريب والتدمير لاعادة البسمة الى وجوه وشفاه اهاليها الذين عانوا الكثير من الماسى خلال السنوات الماضية ، كى يتمكن سكانها ان يعيشوا بحرية وامان دون خوف من خطف سريع او قتل مباغت وخاصة المسيحيين والكرد المسلمين والايزديين ، على الحكومة العراقية ان تتسارع فى خطاها لتحرير هذه المدينة الجميلة بسكانها من قبضة الارهاب الذى دنس كل قيمها ومعزتها وحولتها الى مدينة مليئة بالاشباح والذئاب .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كأس أمم أوروبا: إسبانيا تكتسح جورجيا وإنكلترا تفوز بصعوبة عل


.. الجولة الأولى من الانتخابات التشريعية الفرنسية: نتائج ودعوات




.. أولمرت: إذا اندلعت حرب شاملة مع حزب الله قد يختفي لبنان.. وا


.. إسرائيل تتحدث عن جاهزية خطط اليوم التالي للحرب وتختبر نموذجا




.. ميليشيا عراقية تهدد باستهداف أنبوب النفط المتجه إلى الأردن|