الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غريب عسقلاني - قصص قصيرجداً - 2 -

غريب عسقلاني

2008 / 5 / 6
الادب والفن


في مقام غزة - 2 -

1 - قرنفلة حمراء

سألتها قارئة الفنجان:
- هل حَلمت يا صبية؟
- جاءني بحلة بيضا وعلى عين صدره قرنفلة حمراء
غادرت العرافة المكان على عجل, قبل أن تذرف الدموع , على شاب نحره الملثمون, فانبثقت من صدره قرنفلة حمراء
****

2 - حمامة بيضاء

في حارتنا شاب وسيم الطلعة, وشاب دميم الخلقة..
وفي حارتنا تهامست النساء في أمر الجميلة التي وقعت في غرام دميم الخلقة, وأعرضت مع سبق الإصرار عن الوسيم.. فلجأن لعرافة الحارة.. قالت العرافة:
- عين العاشق في قلبه.
وفي صباح ما حاصر صبيان الحارة بيت الجميل, ورجموه بحجارة نقافاتهم لأن أفراخ غراب يسكن صدره انقضت على زغاليل حمامة بنت عشها في صدر الدميم..
****
3 - حفيد

تحت شجرة وقف عجوز يراقب الطريق, وخلف جذع شجرة مقابلة وقف طفل يضم كفه الطرية على شيء ويراقب الطريق.. بين الشجرتين طريق إسفلتي عريض..
مرت سيارات الجنود فارتخت قبضة الطفل عن الشيء الصغير, وسجل العجوز اسم شهيد على جذع شجرته, وفي غمضة عين انبثق طفل آخر خلف جذع الشجرة المقابلة, وكان يضم قبضته الصغيرة على شيء صغير..

****

4 - امرأة

في حرب ما ترملت وفي حضنها طفلين, كان زوجها جنديا في موقع متقدم, تعرض لقصف شديد.. لم يعثروا على رفاته, فأقاموا من أجلها وأجله نصب الجندي المجهول..
وفي اجتياح ما ثُكلت في أحد ولديها, وتحت ضغط من الأهل التحقت زوجة ابنها الشهيد برجل آخر, وتركت طفليها في حجر جدتهما..
وفي اقتتال ما وقفت المرأة/الجدة بين بندقية ابنها الثاني وبندقية ابن الجيران, فانطلقت رصاصتان في ذات اللحظة اخترقتا صدرها, وقيد حادث مصرعها ضد مجهول..
وقيل أن حفيديها نقشا لها تمثالا, ومُنعا من رفعه على منصة الجندي المجهول..!!

****
5 - قالوا..وما زالوا..

قالوا فيها: هي لعوب شموص/ثكلى/تدفع أولادها للموت/تدفعهم للشهادة..
وقالوا فيها: هي عفيفة/ شريفة/تعشق الحلال/تتاجر في الحرام/ترهف السمع لصوت الأذان/تستجيب لغواية الشيطان..
قالوا.. وقالوا.. حتى نهض واحد من بين الأموات, ونهض واحد من بين الأحياء, صاحا بصوت واحد:
- اصمتوا أيها السفهاء, غزة ليس ما قلتم وتقولون..
****

6 - زقاق اللعنة
في زقاق ما, يتفرع عن شارع ما, في مدينة ما, يسكن أول الزقاق أصولي متشدد, ابنه علماني عنيد, وفي آخر الزقاق يسكن علماني متشدد ابنه أصولي عنيد..
في يوم المعمعة, أعرض الآباء عن الأبناء, وتحاشى الأولاد النظر إلى وجوه الآباء, فأصيب ناس الزقاق بالهلع, وتهامسوا:
- من سيقتل أباه أولا!؟ ومن سيصدر حكم الإبادة على ابنه أولاً!؟
وفي آخر النهار, أقيم سرادق عزاء في أول الزقاق عُلقت فيه صورة لشاب حليق بهي الطلعة, وأقيم في آخر الزقاق سرادق عزاء عُلقت فيه صورة لشاب ملتحٍ بهي الطلعة أيضاً..
وما زال الناس في المدينة يتساءلون: "من قتل من في زفاف اللعنة.."

****

7 - الضحك

كان الحكام العرب والمفكرون العرب, ضيوف فيصل القاسم في برنامج الاتجاه المعاكس, لكن خللا طارئا حدث عند بدء البرنامج توقف على أثره البث دقيقة واحدة فقط, ظهر بعدها البرنامج بترتيب جديد, ظهر فيه الحكام والمفكرون العرب في جهة وفيصل القاسم في الجهة المقابلة, وكان يدير البرنامج مذيع غامض, يعتمر طاقية غريبة مكتوب عليها وباللغة الانجليزية "الضحك"








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كاتب مسلسل -صراع العروش- يشارك في فيلم سعودي مرتقب


.. -بمشاركة ممثلين عالميين-.. المخرج السعودي محمد الملا يتحدث ع




.. مقابلة فنية | المخرجة ليليان بستاني: دور جيد قد ينقلني إلى أ


.. صانع المحتوى التقني أحمد النشيط يتحدث عن الجزء الجديد من فيل




.. بدعم من هيئة الترفية وموسم الرياض.. قريبا فيلم سعودي كبير