الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


استقلالية الأعلام والارتقاء بالسلطة الرابعة

سلام خماط

2008 / 5 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


التجربة الديمقراطية في العراق اليوم هي تجربة جديدة في مجتمعنا ,فلا توجد قي تاريخنا تجربة ديمقراطية بالمعنى الحقيقي ,بل كل الذي عرفناه من خلال قراءتنا وتفحصنا لهذا التاريخ هو فترات حكم استبدادية وغير استبدادية بعيدة عن الديمقراطية تعاقبت عليها أنظمة مختلفة وتحت مسميات شتى باستثناء فترة حكم مؤسس الجمهورية المرحوم عبد الكريم قاسم ,فحكومات العراق عدا الاستثناء المذكور لا نخرج عن مقولة الشبيبي المشهورة ( حكومات العراق جرباء تخلف بعدها جرباء) .
لذا فليس من الصحيح أن نقارن تجربة الديمقراطية في العراق مع تجارب الآخرين سوا ء في أوربا أو غيرها من مناطق العالم والسبب في ذلك يرجع إلى أن شعوب العالم لم تصل إلى الديمقراطية التي نعرفها اليوم إلا نتيجة لجهود استمرت قرون عديدة من أعمال المفكرين والصحيحات المستمرة للفكر والثقافة وظهور العديد من الحركات التنويرية والمدارس الأدبية والفلسفية ، فهم عندما يتحدثون عن الديمقراطية فأنما يتحدثون عن حقيقة لها جذورها الأصيلة أما نحن فنتحدث عن شكل من أشكال السلطة قد تتم تبنيه بعد سقوط حكم القرية المنسية في 9 – 4 –2003 ، لكن هذا الشكل أصطدم لعقبات كثيرة كان من أهمها الإرث الاستبدادي المتجذر والفهم السياسي لهذا الاستبداد ، وعدم فهم حقوق الإنسان ومحاربة هذه الحقوق في اغلب الاحيان ، وضيق الأفق ، والاهم من هذا كله هو عدم إدراك المفاهيم الديمقراطية ، فعناوين الأحزاب تلغي الآخر وتتعارض مع مفهوم الديمقراطية الحقيقي والذي هو الاعتراف وقبول الأخر وليس التعريف التقليدي للديمقراطية الذي يتحدث به الجميع كحكم الشعب وتداول السطلة بشكل سلمي والتعددية وغيرها من التعريفات ، فعلى سبيل المثال إن تسمية البعث العربي أوجد في المقابل أحزاب تحمل تسميان قومية أخرى كالحزب الديمقراطي الكردستاني أو الاتحاد الوطني الكردستاني وكذلك الآمر بالنسبة الى الأحزاب التي تحمل اسم ( الإسلامي ) فهو إلغاء الآخر الصابئ واليزيدي والمسيحي بينما نجد ان الأحزاب العراقية سابقا كانت تحمل عناوين لم تنم عن الطائفية او القومية كحزب الاستقلال والحزب الوطني وحزب الأمة والحزب الدستوري يتحدثون عن حرية الإعلام دون تطبيق هذه الحرية على ارض الواقع ، كالفضائية أو الجريدة أو مجلة التابعة إلى هذا الحزب او ذاك المكون إنما هي عبارة واجهة من واجهات هذه الأحزاب أو هذه المكونات وليست منبرا إعلاميا حرا ومستقلا في قول الحقيقة التي يراد من ورائها إرشاد او تنوير العامة من الناس ، والدليل على ذلك عندما لا ترضى الجهة الممولة أو المسؤولة لهذه الوسيلة الإعلامية عن نشر هذا الخبر او ذلك المقال فأنها تجعل من هذه الوسيلة وبشكل تلقائي تابعة لها وحكرا عليها فيفقد الإعلام حرية واستقلاله في آن واحد من خلال الضوابط التي تفرضها بعض المجلات او الصحف ومنها ( تهمل المواد التي لا تراعي خط المجلة او الجريدة فكرا وصياغات ورؤى ) وهذة العبارة تتعارض مع حرية النشر التي تتحدث عنها اغلب وسائل الإعلام مما يجعل منها وسائل إعلام متخلفة عن مثيلاتها في العالم بالإضافة إلى أسباب أخرى منها :
1- قلة الخبرة وعدم مهنية القائمين عليها

2- حرير هذه الصحف نشر بعض المعلومات التي تسئ للذائقة الجمعية على طريقة ( خالف تعرف )
3- عدم الدقة والمبالغة في نقل المعلومات
4- سوء نية البعض ممن وقفوا ندا للعملية الديمقراطية بسبب ماضيهم غير المشرف وارتباطهم المباشر في النظام المقبور حتى اسماهم بعض النقاد ( الطبالين ) فلا زال هؤلاء يعملون في العديد من وسائل الاعلام الحالية وإذا أردنا أن نعدد الأسماء فالقائمة تطول وهي ليست خافية على أحد .
فلكي ننهض بالواقع الإعلامي يجب الاهتمام بالكوادر الجديدة والطاقات الإعلامية الشابة من خلال إقامة الدورات المكثفة والاستفادة من التجارب العاليمة بهذا الخصوص كي لا يتعمد الأعلام العراقي الجديد على العناصر السابقة ممن باعوا ضمائرهم قبل أقلامهم وقدموا دعما ومساندة النظام الفاشي السباق ، وعلى نقابة الصحفيين وشبكة الإعلام العراقي وكل مراكز والمؤسسات الإعلامية الوطنية أن تتبنا هذه المهمة .
إن الملامح المهنية بدأت تتشكل مع تطور الإعلامي الحالي وبدأ معه الجميع متفائلا بالمستقبل رغم العثرات الذي يواجهها هذا الأعلام ومن هذه العثرات ان اكثثر وسائل الاعلام لا يتستطيع ان توجه النقد للجهات الممولة عدى شبكة الاعلام العراقي كونها مدعومة من قبل الدولة ، لذى فأن هذة الوسائل لا تستطيع ان تتخطى الخطوط الحمراء التي تفرضها الأيديولوجية او العرقية او الثيوقراط الذي تنتمي او ترتبط به الجات الممولة ،فالممول الأجنبي يسعى للحصول على الأرباح لذا يختار العناصر الإعلامية المعروفة وذات المهنية العالية اما الممول العراقي او العربي فهدفه ليس الربح انما هدفه سياسي لذا فأنه غير مكترث بالربح او الخسارة.
ففي ضل الوضع الراهن وبسبب التحرر من النظام الشمولي فهنالك الكثير من الصحف قد تتشكل يوميا وأخرى تتداعى في تفاوت متوازن ، لقد حدثني احد الزملاء في نقابة الصحفيين المركز العام ان العديد من الصحف تتشكل يوما وتغلق صحف اخرى او تتوقف عن الصدور بسبب التمويل ، وبما ان أكثرها لا تسد نفقاتها من الإعلان التجاري فأن اعتمادها الأول والأخير يبقى مرهونا بهذا الممول ، ولهذا السبب يكون الأعلام العراقي بشكل عام عن الدفاع عن التجربة الديمقراطية الجديدة وعاجزا كذلك إزاء الإعلام المضاد وذلك لغياب الرؤية الحقيقية من جانب وارتباط مهنة الأعلام وخضوعها للموازنات السياسية من جانب آخر مما يجعل من الإعلام محكوما بوضع سياسي لا يستطيع معه ان يتخطى ألا عندما يكون حرا ومستقلا في آن واحد .
نستطيع القول إذا لم تكن هنالك سلطة تشريعية وتنفيذية وقضائية بالمعنى الحقيقي فلا يمكن أن تكون هنالك سلطة رابعة ، لذا يجب أن تكون لهذه السلطات الثلاث صلاحيات واضحة ومثبتة دستوريا ضمن الحدود القانونية بحيث لا تتجاوز على بعضها البعض بل تكمل بعضها البعض ، ففي المجتمعات الغربية تتكامل هذه السلطات بسبب التجارب التي مرت بها هذه المجتمعات أما بالنسبة لنا فلم تصل إلا ألان حد التكامل بسبب استمرار أنظمة الحكم الاستبدادية وقد تحولت السلطة الرابعة في هذه الأنظمة من سلطة لها دورها في مراقبة السلطات الثلاث إلى سلطة تعمل من اجل هيمنة الطبقة الحاكمة ,ولهذا السبب فهي سلطة غير فاعلة وبعيدة عن هدفها المتمثل في إنعاش السلطات الثلاث مما أدى إلى ولادة سلطة خامسة متمثلة بمنظمات المجتمع المدني








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انتخابات رئاسية في تشاد بعد 3 سنوات من استيلاء الجيش على الس


.. الرئيس الصيني في زيارة دولة إلى فرنسا والملف الأوكراني والتج




.. بلحظات.. إعصار يمحو مبنى شركة في نبراسكا


.. هل بات اجتياح مدينة رفح قريبا؟




.. قوات الاحتلال تقتحم مخيم طولكرم بعدد من الآليات العسكرية