الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السكوت على الجريمة مشاركة فيها

يحيى السماوي

2008 / 5 / 5
كتابات ساخرة


تقول النكتة ، إن جورج بوش وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ، أجاب عن سؤال يتعلق بعدد ضحايا حربه على العراق قائلا : لقد قتلنا مليون عراقي إضافة إلى مترجم إسرائيلي واحد .... فضجت القاعة بأصوات الصحافيين وهو يسألونه بسؤال واحد : لماذا قتلتم الإسرائيلي سيادة الرئيس ؟ فالتفت بوش إلى بوتين قائلا : ألم أقل لك إن قتل مليون عراقي بريء لا يثير اهتمام الرأي العام الدولي بقدر اهتمامه بمقتل إسرائيلي واحد ؟

لقد أسفرت الحملة الوحشية على مدينة الثورة حتى الان ، عن سقوط نحو أربعة آلاف مواطن عراقي ، الغالبية العظمى من الضحايا هم أطفال ونساء وشيوخ ... ودكـّت مئات البيوت على رؤوس ساكنيها ... ولم تسلم من هذه الحملة الوحشية حتى المستشفيات ...ومع ذلك ، فلم نسمع صرخة احتجاج من قبل المنظمة الدولية حتى لو كانت بصوت خفيض .. والسؤال المطروح على مائدة الضمير العالمي : هل كانت الأمم المتحدة والجهات المهيمنة على صنع قراراتها ، ستقف خرساء مكتوفة الأيدي ، لو أن الضحايا الذين استبيحت دماؤهم في مدينة الثورة ، كانوا إسرائيليين ؟ هل الدم العراقي رخيص إلى هذا الحد ؟
قد يكون للأمم المتحدة ومنظمتها المعنية بحقوق الإنسان حججها بصمتها الشائن ... ولكن : ما هي حجج جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي في صمتهما حيال ما يجري من قتل عشوائي كيدي ؟

وماذا عن صمت المرجعية الدينية العراقية ؟

من اللافت للإنتباه ، أن المرجعية الدينية ـ الشيعية على وجه الخصوص ـ لم يصدر عنها حتى الان ، نداء يسهم في وقف نهر الدم الشيعي المسفوح هدرا على الرغم من سقوط نحو أربعة آلاف ضحية بين قتيل وجريح !!
أهو تواطؤ ؟ أم الخوف من المحتل ؟ أم أنّ حقن دم ( النفس التي حرّم الله قتلها بغير وجه حق )، لم يعد واجبا ً شرعيا في فـقهها ؟ وماذا عن الأحزاب والقوى الوطنية العراقية ـ الرجعية منها والتقدمية ( على افتراض وجود هذا الخيط بين الأسود والأبيض في المرحلة الراهنة ) ومنظمات المجتمع المدني في تحريك الجماهير للمطالبة بوقف هذه الحرب الوحشية واللجوء إلى الحوار ، إفشالا ً للمخطط الأمريكي الهادف إلى تفتيت اللحمة الوطنية ؟
لقد شاهدنا أطفالا ً ونساء ً متفحمين نتيجة أحدث أسلحة القتل الجماعي الأمريكية .... فهل هؤلاء أفراد ميليشيا ولصوص أو من الرافضين للإحتلال الأمريكي ( لي قناعة مفادها أن أمريكا لا تمانع أن يكون أفراد ميليشيا ما يسمى بجيش المهدي ، لصوصا وقطاع طرق لو أنهم يباركون الإحتلال ... والدليل على ذلك أن الجيش الأمريكي لم يشن حملة لاعتقال اللصوص الكبار المتواجدين على مقربة من سفارته ، واللصوص الهوامير الأقل حجما ً أصحاب الموانئ السرية لتهريب النفط )

إذا كان صحيحا القول : إن الساكت عن الحق هو شيطان أخرس ، فإنه من الصحيح القول : إنّ الكلّ متهمٌ ... والكلّ مشارك في الجريمة!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنان التونسي حكيم بالكحلة: تقديم الأدوار الكوميدية صعب


.. الفنان التونسي حكيم بالكحلة يوضح كيف تعلم اللهجة السعودية بس




.. الفنان التونسي حكيم بالكحلة: تغيير مصيري من الهندسة المعماري


.. الفنان التونسي حكيم بالكحلة: والدي لم يدعم قراري بترك الهندس




.. صباح العربية | رهف ناصر تتحدى الحرب بالموسيقى وتغني للأمل