الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مدينة الثورة ، مدينة قاسم

هادي الحسيني
(Hadi - Alhussaini)

2008 / 5 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


ما من مدينة عراقية تحملت الويلات والمصائب على مدى أكثر من أربعة عقود من الزمن مثل مدينة الثورة التي شيدها الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم عند تسلمه السلطة في العراق عام 1958 ، فهذه المدينة الفقيرة باحيائها وناسها الطيبين ، سلط عليها النظام المقبور جُل ناره ، الامر الذي جعل من تلك المدينة المليونية بالسكان وان كانت هي حي من احياء العاصمة بغداد ان تتلقى الكدمات الكبرى الواحدة تلو الاخرى ولسنوات طويلة ، وانتهى الامر بمقتل العديد من شبابها في حروب النظام وفي سجونه المقيته جراء الاعدامات المستمرة لاي تحرك غريب كانت تقوم به هذه المدينة الباسلة ، وعلاوة على ذلك فان مدينة الثورة وهكذا يجب علينا تسميتها باسمها الحقيقي وحتى لا ننكر فضل صاحبها الشرعي الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم الذي جمع فيها فقراء العراق ووزع عليهم أراضيها ليبنوا بيوتهم منذ ذلك التاريخ ولهذا لقب قاسم بابي الفقراء ، وممن يطلقون عليها في السابق مدينة صدام كان قسراً على الناس بقوة السلاح التي كان النظام يفتعلها وبتصفيق الانتهازيين المستمر على طول عمر النظام ، اما بعد سقوط النظام فمن المخجل علينا تسميتها بمدينة الصدر مع الاحترام للشهيدين الصدر الاول والثاني ، لكن هذا تجني ونكران جميل بحد ذاته ، فالثورة هي مدينة قاسم ارادها مدينة البسطاء والفقراء والمظلومين في العراق لكنها في ذات الوقت مدينة عملاقة وكبيرة وصاحبة الفضل الاول والاخير على كل مرافق الحياة العراقية ..
فمدينة الثورة كانت ومازالت الحاضن الكبير لمبدعي العراق من الادباء والفنانين والرياضيين الذين رفعوا أسم العراق عالياً في كل المحافل الدولية والعالمية وعلى كافة المستويات ، ومن تلك المدينة ايضا تعالت اصوات الاحزاب العراقية الكبيرة وعملت سنوات طويلة في العمل السري ، ومدينة الثورة هي شريان العراق الذي لا ينضب ابدا ، وكيف لا وانها مدينة الزعيم عبد الكريم قاسم الذي جعلها ماوى العامل والفلاح الذي كان يشعر بالضياع في ذلك الوقت ..
وما ان انزاح من تلك المدينة شبح النظام الصدامي على يد قوات التحالف ، حتى خرج اهالي تلك المدينة بالذات وهم يشكرون تلك القوات التي اسقطت الصنم في التاسع من نيسان عام 2003 ..
لكن بعد شهور قليلة من سقوط النظام وما ان تنفس سكان مدينة الثورة الصعداء حتى خرجت بعض الزمر التي ادعت الاسلام وحاولت ان تكسب الشباب الى الحركة الصدرية التي تزعمها مقتدى ابن السيد محمد الصدر والذي اغتيل على يد النظام المجرم في العام 1998 هو وولديه ، لكن ذلك الرجل كان بحق الامتداد الحقيقي للسيد محمد باقر الصدر الشهيد الاول الذي اعدمه صدام في العام 1980..
وعندما تسلم مقتدى التيار الصدري تغلغلت في داخله العديد من زمر النظام السابق ، والعديد من رجالات الامن والمخابرات السابقين ، الامر الذي جعل من هذا التيار بان يحذو حذو المُدافع عن سقوط الصنم وعدم القبول بقوات الاحتلال كبديل مؤقت عن نظام العوجة الهمجي ،
واذ تشتد المعارك منذ شهور عديدة داخل مدينة الثورة البائسة بكل شيء بفعل التحريض الذي يقوم به اعوان مقتدى الصدر من المعممين السذج الذين ابتلانا الزمن فيهم بعد ان ولى النظام الدكتاتوري , فليس لهم هدف محدد يصبون اليه كي نعرف ماذا سيجنون من تدمير مدينة تكتظ بالسكان كمدينة الثورة ، سكان المدينة غالبيتهم تمردوا على التيار الصدري بعد ان اصبح بايادي غير امينة ، ايادي تافهه اذا صح التعبير , ايادي كل همها سيل الدماء البريئة ، ايادي اتخذت الدين مخرجا لتغطي على جرائمها السابقة ، بينما اهالي المدينة الذين كانوا فرحين بسقوط النظام ظلوا منذ شهور طويلة تحت سوط عصابات مقتدى ، فمن يعمل مع اي حركة سياسية من اهالي المدينة يقيموا عليه الحد ، وفي اليوم الثاني تجده خلف السدة قد نفذ فيه حكم الاعدام شرعا ! العشرات من الشباب من هذه المدينة قام باعدامهم التيار الصدري تحت ذريعة التعاون مع المحتل او العمل مع الحركات السياسية والاحزاب العراقية .. لكن من ينقذ اهالي المدينة من هذا التيار ؟؟؟
المدينة محاصرة منذ اكثر من شهر بسبب الاحداث الاخيرة التي تمرد فيها التيار الصدري على سلطة القانون بعد أن تمرد على سلطة الله في الارض ، والمدينة تلاحقها الاوبئة من كل صوب ، المياه الآسنة تحولت الى انواع من البكتريا التي اصابت المئات من الاطفال ، المدينة مهدمة والناس تقتل يوميا ، العمائم المزيفة تتحكم بعامة الناس ، التقارير كتابتها على قدم وساق ضد شباب المدينة ممن لا يودوا الانضمام الى تيار مقتدى ، حركة العمل داخل المدينة معطلة تماما ، الاسواق اصبحت مغلقة في اغلب الايام , الامريكان يحومون حول المدينة لتصفية هذه العصابات الغير منظمة ، واشياء واشياء كثيرة تعصف بتلك المدينة المحتلة من قبل عصابات القتل والظلم والتعسف بحجة الاسلام والتيارالشيعي !
الامر الذي سيجعل شباب المدينة ان يعلنوا تمردهم على دينهم الاسلامي بعد ان اصبح بيد هؤلاء المتطفلين المعممين بدون وجه حق ...
فالثورة مدينة الفقراء ،
والثورة مدينة عبد الكريم قاسم ،
والثورة مدينة التضحية والفداء في زمن الطاغية المعتوه ،
والثورة شريان العراق الذي لا ينضب ابدا ،
والثورة اطلق عليها هذا الاسم تيمنا بثورة الزعيم قاسم في الرابع عشر من تموز عام 1958 ،
والثورة بابنائها الشرفاء ستخرج المرتزقة ممن يدعون الدين ،
والثورة سيعود اسمها كما هو على الرغم من التسميات المجانية التي تطلق عليها بين الفينة والاخرى ،
والثورة هي التي تثور دائما على كل معوج كي تعدله ،
والثورة ستقذف بالمعممين المزيفين الى المزبلة حتماً وفي اقرب وقت !
انها مدينة الزعيم عبد الكريم قاسم وليس مدينة صدام أو مدينة الصدر !!!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. التعبئة الطلابية التضامنية مع الفلسطينيين تمتد إلى مزيد من ا


.. غزة لأول مرة بدون امتحانات ثانوية عامة بسبب استمرار الحرب ال




.. هرباً من واقع الحرب.. أطفال يتدربون على الدبكة الفلسطينية في


.. مراسل الجزيرة: إطلاق نار من المنزل المهدوم باتجاه جيش الاحتل




.. مديرة الاتصالات السابقة بالبيت الأبيض تبكي في محاكمة ترمب أث