الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
البحرين ليست للأغنياء فقط
حسن مدن
2008 / 5 / 5ملف الاول من آيار 2008 - أفاق الماركسية واليسار ودور الطبقة العاملة في عهد العولمة
عنوان هذا المقال هو نص شعارٍ كُتب على بعض اليافطات التي رفعها عمال ونقابيو المنبر التقدمي في مسيرة الأول من مايو، عيد العمال العالمي، التي نظمت عصر يوم السبت الماضي. وهذه المسيرة الاحتفالية باتت تقليداً سنوياً في البحرين منذ العام ١٠٠٢، حتى قبل صدور قانون العمل النقابي، حين تقدم القائد الوطني الكبير الراحل أحمد الذوادي مسيرة عمالية كبيرة نظمها المنبر التقدمي وشاركت فيها فعاليات عمالية ونقابية متعددة، انتهت بخطابٍ معبر ألقاه الذوادي. بعد شهور من ذاك أطلقت حرية العمل النقابي بمرسوم من جلالة الملك، مما مهّد الطريق أمام تشكيل النقابات العمالية في مختلف المواقع، كما صدر مرسوم ملكي باعتبار الأول من مايو عطلةً رسميةً في البحرين أسوةً بالبلدان الأخرى وتقديراً لمكانةِ ودور طبقتنا العاملة. وهذه التطورات الايجابية بالغة الأهمية، تُقيدنا قليلاً إلى الوراء، ففي العام ٤٧٩١،وفي دور الانعقاد الأول للمجلس الوطني آنذاك تقدم نُواب كتلة الشعب باقتراح بقانون باعتبار الأول من مايو عطلة رسمية في البحرين. حينها لم تكن الحكومة وحدها من وقف ضد الاقتراح، إنما تصدى له، أيضاً، نواب الكتلة الدينية الذين لم يروا فيه سوى استيراد لفكرة دخيلة علينا من بلدان أخرى، فضلاً عن أن الأول من مايو، كما قالوا، يؤجج صراع الطبقات وتناحرها، فيما المطلوب هو تعاون هذه الطبقات! علينا، بعد هذا، أن نُلاحظ مدى التطور الذي قطعته طبقتنا العاملة في أن تجعل من هذا اليوم عُطلة رسمية لها، اذا ما تذكرنا المسار الطويل الذي قطعته فكرة الاحتفال بالأول من مايو، منذ أن كانت مجرد احتفالات سرية تقام على شكل رحلات للمزارع على أيدي نشطاء الحلقات السرية الأولى لجبهة التحرير الوطني في منتصف القرن العشرين، ثم إلى مهرجان خطابي في نادي البحرين بالمحرق عام ٤٧٩١، وأخيرا إلى مسيرات علنية تطوف شوارع البحرين، وتشارك فيها أطياف العمل السياسي والنقابي في البلاد. وأمر يبعث على الفخر والاعتزاز أن تحمل مسيرة الأول من مايو في البحرين كل مظاهر الاحتفاء والتعبير التي نجدها في المسيرات العمالية بهذا اليوم في مختلف بلدان العالم من أعلام ويافطات وشعارات وهتافات. وعودة إلى ما رفعته مسيرة هذا العام من شعارات نجد تجليات الفكرة الأممية النبيلة لهذا اليوم، التي تجسد وحدة شغيلة العالم في النضال ضد الاستغلال، ومن أجل ظروف معيشة أفضل والعدالة الاجتماعية والمساواة. وعلى الصعيد العام فان القضية التي تواجه عمال وشغيلة العالم، بمن فيهم عمال وكادحو البحرين، هي غلاء الأسعار وتردي مستوى المعيشة، بسبب معدلات التضخم المرتفعة وتدني الأجور. إن الحديث يدور عن ازدهار عام تشهده البحرين، يتجلى في مظاهر العمران والأبراج الشاهقة التي تنهض في العاصمة وسواها، لكن يظل أن هذا"الازدهار" محصور في شريحة محدودة من الأثرياء والمتنفذين، فيما تعاني الغالبية الساحقة من المواطنين من تدهورٍ مضطردٍ في أحوالها المعيشية، وهو أمر يؤكد مصداقية المطلب الذي رفعه المنبر التقدمي في مسيرة الأول من مايو بألا تكون البحرين للأغنياء فقط.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. حاكم دارفور: سنحرر جميع مدن الإقليم من الدعم السريع
.. بريطانيا.. قصة احتيال غريبة لموظفة في مكتب محاماة سرقت -ممتل
.. عائلات المحتجزين الإسرائيليين يضرمون النيران بشوارع تل أبيب
.. بإيعاز من رؤساء وملوك دول العالم الإسلامي.. ضرورات دعت لقيام
.. بعبارة -ترمب رائع-.. الملاكم غارسيا ينشر مقطعاً يؤدي فيه لكم