الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بداية النهاية

شاكر خصباك

2008 / 5 / 6
الادب والفن


إن سناء تتقلب على فراشها في إرهاق تحاول عيناها اصطياد النوم فلا تجد إلى ذلك حيلة . وإن رأسها لتعصف به أفكار سود. وإنها لتحس كأن فراشها الوثير مليء بإبر تخز جسدها!
دقت ساعة الدار الكبيرة الثانية صباحاً وهي لم تنم بعد . لشدّ ما أضناها هذا الأرق! لقد انقضت أربع ساعات منذ لجأت إلى فراشها ، وهي تحاول شتى الحيل لكي تغفو ولكن بلا جدوى .. لو عاد محي فقد يكون بإمكانه مساعدتها . ولكن متى عاد قبل أن ينتصف الليل ؟! فمنذ الأسبوع الأول من زواجهما استأنف سيرته اللاهية وكأنه لا يزال أعزب! ومنذ شهور لم تسعد بوجوده ليلة واحدة ، وقلما رجع قبل منتصف الليل . وحينما يرجع يكون ثملاً واهنا فيجرّ جسده المتعب إلى الفراش وينطرح عليه في تهالك كحمار مكدود .
واشتد على سناء الصداع وهي تستعرض حياتها 00 ليتها تزوجت من معدم لا يجد ما يسدّ به رمقها على أن يرعاها رعاية الزوج المحب بدلاً من أن تقترن بهذا المترف الذي ضمّها إلى قصره وكأنها إحدى تحفه الغالية ! وكلما عاتبته على إهماله لها هتف مغضباً : " وهل قصرّت تجاهك في شيء "، وكأن كل ما تحتاج إليه هو الملابس الغالية والجواهر الثمينة ! أما حاجة الجسد إلى الدفء ، وحاجة الروح إلى الحب ، وحاجة النفس إلى الحنان فلا معنى لها عنده !
رفست سناء الغطاء وهي تهمس في لوعة : غضب الله على راسي!
دقت الساعة معلنة الثانية والنصف . وتناهى إلى سمعها صوت سيارة . وانقضت دقائق ثم سمعت صرير باب الحجرة وأبصرت شبح محي يخطو متمهلاً . وخزرته في غيط .. إنها تمقت هذا الرجل من أعماق قلبها !
فتح محي مفتاح النور وخلع بدلته وارتدى لباس النوم . وحينما فرغ أدار عينيه حواليه فرأى سناء مفتوحة العينيين فتساءل : لماذا ظللت صاحية ؟
_ لم يأتني النوم .
_ حاولي أن تنامي .
وانطرح على الفراش بجوارها وأدار لها ظهره . وبعد دقائق تعالى شخيره . عضت سناء على شفتيها غيظاً وانقلبت على جنبها الآخر ، لكنها عادت فولّت وجهها صوب جسده ثانية. إن نارا غريبة تنهش جسدها ! وأطبقت عليها فجأة آلام حادة فأنت في توجع . ولمست جسد محي في رفق فلم ينتبه . فهزته في قوة ورددت : محي .. محي .
فتح عينيه وتساءل منزعجاً : ماذا بك ؟
_ جسمي يوجعني يا محي .
_ هل أنت مريضة ؟
_لا ، لكن جسمي يوجعني ولا أقدر أن أنام .
قال في امتعاض وهو يدير لها ظهره : حاولي أن تنامي . أنا تعبان .
وتعالى شخيره ثانية . وشعرت سناء كما لو أنها تختنق . وخيّل إليها أن صدرها يوشك أن ينفجر .وتسمرت عيناها في السقف وصور حياتها تنثال على ذهنها كموج متدفق0 ثم تخيلت نفسها تفارق فراشها متلمسة طريقها إلى حجرة الخادم إبراهيم لترتمي بين ذراعيه القويتين 00 وتوالت على مخيّلتها الصور، وغرقت في أحلام عذبة !


ملاحظة من المحرر: هذه هي المرة الثانية التي تصلنا المجموعة القصصية للباحث و الكاتب الكبير شاكر خصباك وقد اخترت منها القصة اعلاه للنشر ، وأنه لشرف عظيم للحوار المتمدن أن يساهم فيه العلامة الكبير بروائعه الأدبية ، لكن ما يؤسف له أن من يبعث نتاجاته لم يعرف نفسه وأن بريده الالكتروني خطأ . وقد حاول كتاب آخرون الاتصال بالكاتب الكبير لكن بدون جدوى. لذا نرجو من العزيز المرسل أو المرسلة أن يكتب ايميلا صحيحا ، و أننا نرجو للكاتب الكبير العمر المديد والعافية.
المحررالأدبي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بحضور شيوخ الأزهر والفنانين.. احتفال الكنيسة الإنجيليّة بعيد


.. مهندس الكلمة.. محطات في حياة الأمير الشاعر الراحل بدر بن عبد




.. كيف نجح الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحسن طوال نصف قرن في تخليد


.. عمرو يوسف: أحمد فهمي قدم شخصيته بشكل مميز واتمني يشارك في ا




.. رحيل -مهندس الكلمة-.. الشاعر السعودي الأمير بدر بن عبد المحس