الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العالم كبير لكنه في داخلنا عميق كالبحر

روبين قاسم

2008 / 5 / 6
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة


(العالم كبير لكنه في داخلنا عميق كالبحر) ريلكه
ذاك العمق الذي يحملنا للانهايات وذاك الكبر الذي يربكنا بسعته الخارقة والخارجة عن طاقاتنا التحملية، والذكريات التي تبني لاشعورنا الذي لا يفتئ ان يستيقظ بين الحين والاخر ليضعنا امام مطب زعزعة انتمائاتنا وفوضى اماكننا المبعثرة، فتغدو جغرافية الاماكن ارجوحة تلعب بهرولاتنا الطويلة نحو فكرة الوجود الذي لا يمكنه الخضوع للتشتت، والمعضلة تكمن في قدرية الزمان والمكان والمستقبل تللك القدرية التي اختارت للانسان نصيبا لا مفر منه الا وهوالتشتت، ليهرب الوجود من اكف مليئة بتواريخ عايشت تضاد بين ما هو مكتسب في المهجر وما هومرتبط بالوطن الاصل الذي زرع فيه منذ الطفولة ارتباطا بمكان ولادته التي لم تمكنه ومع مرور الزمن على اقتلاع تلك النبتة التي لم تروى بما فيه الكفاية من امطار ثقافة محلية ، فيبقى الحنين قائما ليحيل ذاك الانتماء المكاني الى صمت كصمت ام تنتظر ابنها الذي هُجِّر او هاجر تاركا وراءه بيتا ومراهقة وزقاقات مأرشفة في ذاكرته المهجورة، لينشغل سنوات وسنوات في الهدم والبناء التي تحول حياته الى حجرة سيزيف تأبى الاستقرار ، فلا يستطيع بعد كل تلك التراكمات السلوكية والطبائعية والتفاعلات الانسانية المتفاوتة بناء او استشفاف جمالية لمكان يحتوي وجوده التائه، وهي مصيبة الفرد الكردي الذي اجبر على تحمل نصيب يأخذه الى ابعاد وطنية لاتنفصل عن كينونته الكردية، فالعودة الى الديار تبهج احلامه وخواطره عن الوطن، والحنين الى المهجر الذي اعطاه تكوينا جديدا وتجارب لم يكن ليحظى بها في بلده الشيئ الذي يجعله اكثر انعتاقا عن الراحة والاستقرار، وهنا لانستطيع التكهن بمصير الالاف ممن اختارو الهجرة والذين لا زالو تواقين اليها وتشكل لهم حلما ورديا لن يبهت، محاولين تكرار تجربة الراحلين على الرغم من انهم يدركون تماما عواقب ذاك الرحيل العذب والمُعذِّب، ليحملو حقائبهم على اكتافهم وتضيع عنواينهم بين المانيا وانكلترا وامريكا والسويد وووو.....فلا يبقى لهم الاعنوان واحد وهي جوازات سفرهم والمطارات التي لا تمنحم الا الحزن في الفراق والفرح للقاء، وبلدنا لا يملك مقومات الحياة فقط يعرف البكاء على اطلال مآسيه ليتبعثر المواطن في اراضي الله الواسعة فلا يجد وطنا على مقاسه، اما ان يضيع في بلد فضفاض او ان يختنق في بلده الضيق الذي سوف يتمزق على جسده ، فلا يملك الا الجلوس على مقاعد المسافرين منتظرا نبوءة عن وطن على مقاسه وقادر على احتوائه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بين أنستغرام والواقع.. هل براغ التشيكية باهرة الجمال حقا؟ |


.. ارتفاع حصيلة القتلى في قطاع غزة إلى 34388 منذ بدء الحرب




.. الحوثيون يهددون باستهداف كل المصالح الأميركية في المنطقة


.. انطلاق الاجتماع التشاوري العربي في الرياض لبحث تطورات حرب غز




.. مسيرة بالعاصمة اليونانية تضامنا مع غزة ودعما للطلبة في الجام