الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جاليتنا المغربية وتصدير الإرهاب

جمال هاشم

2008 / 5 / 6
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة


إذا كانت الغالبية من أبناء وبنات جاليتنا المغربية في الديار الأوروبية قد تأقلمت مع المناخ الحضاري لأوروبا ، بعد أن ضمنت عملا ومسكنا وحقوقا اجتماعية وسياسية ، وإذا كانت نسبة مهمة من الجالية قد اختارت الجنسية المزدوجة ضمانا لمختلف الإمتيازات التي تخولها الجنسية الأوروبية ، فإن مجموعة لا يستهان بها من أفراد الجالية اختاروا التطرف والإنخراط في الشبكات الإٍرهابية ، بعد أن تشبعوا بالفكر الوهابي المتشدد ، حيث أصبحوا أكثر المجندين بعد السعوديين في المنظمات الإرهابية الإسلاموية ، فبعد أن ساهموابفعالية في تنظيم القاعدة الإرهابي ، كانوا وراء العملية الإرهابية التي هزت مدريد خلال شهر مارس 2004 ، وشكلوا خلايا لإرسال مجندين إلى العراق بمن فيهم امرأة بلجيكية تم غسل دماغها حتى تحولت إلى انتحارية وفجرت نفسها في العراق. ولعل أخطر ما فكر فيه بعض أفراد جاليتنا بعد أن اغتنوا في بلاد المهجر ، هو زعزعة استقرار المغرب عبر مخططات خطيرة استهدفت قتل الأبرياء وتدمير المنشآت ، فبعد أن نجح الأمن المغربي في تفكيك شبكة(الرحا) التي تضم مهاجرين مغاربة من بلجيكا ، نجح مرة أخرى في إلقاء القبض على زعيم شبكة أخطر هو الإرهابي بلعيرج المستقر بالديار البلجيكية والذي أشرف على تكوين أخطر خلية إرهابية عرفها المغرب . لقد تحول هذا المهاجر من إنسان سعى إلى إيجاد شغل وتكوين أسرة إلى مجرم ومخطط للإرهاب بعد أن لعب الأورو بــرأسه وتشبع بالفكر الشيعي المتطرف ، وحلم بأن يكون هو خميني المغرب . لقد عمل بلعيرج على إدخال الأسلحة وساهم في تنمية الإقتصاد بتبييض أمواله في مشاريع سياحية وعقارية ، كي تدر عليه أرباحا يوظفها في مخططه الإرهابي الكبير . هكذا وفي الوقت الذي نجحت فيه جاليتنا في دعم الإقتصاد الوطني عير تحويلاتها المالية المهمة وعبر مباشرتها للعديد من المشاريع الإقتصادية ، اختار الرحا وبلعيرج وأمثالهما أن يـصدروا الإرهاب إلى بلدهم ، كما ارتضوا لأنفسهم أن يكونوا مجرد سفراء فوق العادة لأسيادهم قادة التنطيمات الإسلاموية المتشددة وهابية كانت أم شيعية . إن بعض المنحرفين من أبناء جاليتنا يستغلون تسامح الدول الغربية واحترامها لحرية الرأي والتعبد وحرية تأسيس الجمعيات ، فيعضون اليد التي ساعدتهم ووفرت لهم العمل والغذاء والمسكن ومختلف الحقوق التي حرموا منها في بلدانهم الأصلية يوم هاجرواوهم عراة وحفاة وعاطلين عن العمل ، كما أنهم برعوا في تأسيس الجمعيات الخيرية الوهمية التي توفر أموالا للتنظيمات الإرهابية كما توفر لها الرجال الذين تم تجنيدهم في المراكز الدينية التي تهتم بشحن أذهانهم بالفكر الجهادي . إن تفكيك خلية بلعيرج يفرض على الحكومة المغربية أن تعيد النظر في سياستها الموجهة إلى الجالية وفي صيغ التأطير الديني والتعليمي لمغاربة المهجر وذلك بتنسيق مع دول الإستقبال ومع الجمعيات المؤطرة للمهاجرين والمجلس الأعلى للهجرة لإبعاد مواطنينا عن مخالب التيارات التكفيرية الإرهابية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما ثمن الاتفاق الدفاعي بين السعودية وأمريكا وهل ستصبح الرياض


.. تونس: الحكم بالسجن سنة على إعلاميين اثنين على خلفية تصريحات




.. هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية تتلقى تقريرا عن واقعة


.. أوروبا ستبني قبة حديدية في وجه بوتين والناتو قد ينشر قوات في




.. رئيس الوزراء البريطاني: حانت اللحظة المناسبة لتختار بريطانيا