الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا لوحدث ذلك...؟ (1)

محمد الشهابى

2008 / 5 / 6
كتابات ساخرة


كان يوم أمس يوما طويلا متلاحق الأحداث حيث ترقب الجميع هذا اليوم ‏لما فيه من تناقض وعناد بل وتحدى بين الحكومة المصرية والشعب .‏
حينما أصر بعض زعماء الإخوان المسلمين التمسك بتنفيذ الإضراب العام ‏الذى دعوا إليه جميع فئات الشعب للتعبير عن السخط الشعبى الذى إمتد ‏إلى جميع نواحى الحياة حيث لم يقتصر هذا السخط على الأحوال ‏الإقتصادية السيئة فقط ولكنه إمتد للمناخ السياسى الموبوء ثم أحوال ‏الشعب الذى يتألم من قهر حكامه حيث لا يمكنك حتى الإضراب أو التعبير ‏عن رفضك للوضع الداخلى المتأزم بل ولا يمكنك حتى التعاطف مع ‏إخوانك المقهورين فى غزة أو العراق أو أى مكان فى العالم ولكن يجب ‏أن تكتفى فقط بأضعف الإيمان وهو التعبير عن هذا السخط داخلك ولا ‏تبوح به حتى لأقرب أقربائك وإلا...فالويل والثبور وعظائم الأمور مما ‏نعلمه جميعا من إعتقال تحت مظلة قانون الطوارىء ثم المحاكمة ‏العسكرية ثم السجن إلى ماشاء الله ..‏

ومماهو معلوم للجميع بأن منظموا إضراب الأمس حينما إختاروا هذا ‏اليوم بالذات لم يكن ذلك من قبيل المصادفة ولكنه مقصود به يوم ميلاد ‏الرئيس الثـمانيــــــــــــــــــــــــــــــــــن...‏

لما فى ذلك من رسالة يتوجهوا بها للحكومة وعلى رأسها رئيس ‏الجمهورية بأن الكيل قد فاض وأن الأمور لم تعد كما كانت عليه من قبل ‏فالأحوال تسير من سيء لأسوأ ولا حياة لمن تنادى .‏

وقد كان حشد الحكومة وعلى رأسها وزارة الداخلية لمواجهة هذه الدعوة ‏للإضراب مكثفا بل وكان لتصريح الرئيس بالعلاوة التى تبلغ 30% ‏لمرتبات العاملين فى الدولة أكبر الأثر فى التأثير على وحدة الصف بل ‏والأكثر من ذلك إجهاض هذا الإضراب تماما.‏

ثم كانت زيارة الرئيس لمدينة السادات والإستقبال الشعبى الحافل له كانت ‏ضربة سياسية موجعة لمعارضى النظام الحاكم بل واللافتات التى إمتلئت ‏بها شوارع القاهرة والمحافظات المختلفة التى تؤيد الرئيس وحكومته .‏

فوجدت نفسى مجددا أقف معزولا وحدى لا أدرى ماذا يحدث وهل تغير ‏هذا الشعب بين يوم وليلة وتحول من ساخط وناقم على الحكومة إلى مؤيد ‏ومبارك لها فى سياستها بل والأدهى حينما شاهدت الصفحات تفرد لسرد ‏التاريخ المشرف لسيادة الرئيس وتهافت الكتاب والمثقفين للتعبير عن ‏سعادتهم ومشاركتهم للرئيس فى الإحتفال بعيد ميلاده.‏
وربما يكون ذلك مقبولا من بعض المتسلقين وبعض الكتاب الذين يتملقوا ‏الحكام للوصول لمناصب معينة ولكن ما أدهشنى حقيقة هو ما شاهدت ‏على قنوات التليفزيون المصرى أثناء نزول الكاميرات إلى الشوارع لرصد ‏أحوال المواطن المصرى حينما يقوم المذيع بسؤال أحد المواطنين :‏
ماذا تقول لسيادة الرئيس يوم ميلاده..؟

فتأتى الردود وكأنما إتفق عليها الجميع بدون إتفاق
كل سنة وهو طيب ويارب يخليه لنا ميه سنة
وتسابق الجميع فى التغنى برغد الحياة والنعيم الذى يتمرغون فيه ليل ‏نهار..‏

ولكن ... لى سؤال لهذا الشعب الغريب الأطوار والمتقلب المزاج‏
كيف تفكرون...؟
والله لقد إحتار عقلى فى فهم هذه الإزدواجية؟

على كل الأحوال إنتهى اليوم بنهاية سعيدة للحكومة ونهاية تعيسة وغير ‏متوقعة للمعارضة .‏
فقررت الهروب من التفكير فى أحوال هذا البلد فقررت النوم...‏

ولم تنتهى الليلة عند هذا الحد بل قمت مفزوعا من النوم وأنا أردد

لا ياريس متسبناش – دإحنا من غيرك مانسواش‏

حيث كنت أحلم بكابوس مفزع رأيت فيه السيد الرئيس يخطب فى الشعب ‏ويفجر قنبلة من العيار الثقيل أثناء خطابه حينما قرر التنحى عن الحكم ‏وحينها قمت من نومى مفزوعا أردد الهتاف السابق لأثبت لنفسى أننى ‏مصرى أبا عن جد وأننى أنتمى لهذه الإزدواجية
فقمت من نومى أضرب أخماسا فى أسداس وأسأل نفسى هذا السؤال
ماذا لو حدث ذلك....؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. برنار بيفو أيقونة الأدب الفرنسي رحل تاركًا بصمة ثقافية في لب


.. فيلم سينمائي عن قصة القرصان الجزائري حمزة بن دلاج




.. هدف عالمي من رضا سليم وجمهور الأهلي لا يتوقف عن الغناء وصمت


.. اختيار الناقدة علا الشافعى فى عضوية اللجنة العليا لمهرجان ال




.. صباح العربية | نجوم الفن والجماهير يدعمون فنان العرب محمد عب