الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا حوار للحكومة مع القتلة

طارق الحارس

2008 / 5 / 6
الارهاب, الحرب والسلام


أكدنا في مقالات سابقة على أن السبب الرئيس الذي دعا مقتدى الصدر لتأسيس جيش المهدي هو لمعادلة الكفة مع خصومه آل الحكيم الذين يمتلكون قوات فيلق بدر ، وليس لمحاربة ( المحتل ) الأمريكي كما يدعي .
لقد أثبتت المدة الأخيرة ما ذهبنا اليه ، لاسيما حينما أصدرت الحكومة العراقية قرارا طالبت فيه مقتدى وتياره بحل هذا الجيش فورا ، إذ خرجت تصريحات من قبل أعضاء ( مهمين ) في التيار الصدري ومنهم رئيس الكتلة الصدرية في البرلمان تعد حل فيلق بدر الشرط الرئيس لحل جيش المهدي .
هذا الاشتراط الذي وضعه التيار الصدري يشبه الى حد بعيد في عدم واقعيته ، كون قوات بدر قد تحولت الى منظمة مدنية قبل الانتخابات ( على الأقل وفق التصريحات الرسمية ) ، يشبه الاشتراط الذي كان يرفعه التيار لحل جيشه بخروج القوات المتعددة الجنسية والذي يعلم تماما أنه ، واقعيا ، لن يتحقق ، على أقل تقدير ، في هذه المرحلة .
أكدنا في مقالات سابقة أيضا على أن جيش المهدي لم يدخل في أية معركة مباشرة مع القوات ( المحتلة ) ، لكنه دخل في عدة معارك مع خصمه اللدود قوات فيلق بدر ، أما الأحداث التي حصلت في مدينة النجف في العام 2004 فقد احتمى جيش المهدي بمسجد الامام ( ع ) بعد دخول القوات الأمريكية للمدينة مباشرة ، أما ما حصل ويحصل في مدينة الثورة فليست هناك أية مواجهات بين جيش المهدي والقوات الأمريكية ، إذ أن الذي حصل ويحصل في هذه المدينة هو أن القوات الأمريكية تدخل للمدينة لقمع العصابات الخارجة عن القانون من عناصر جيش المهدي.
لقد سيطرت عصابات جيش المهدي على العديد من المدن الشيعية بقوة أسلحتها الثقيلة والمتوسطة والخفيفة ، وارهاب المواطنين ، وبدأت تتدخل في شؤون الدوائر الحكومية ، بل وتفرض أوامرها على هذه الدوائر ، وتقتل كل مَن يعارضها من المواطنين الأبرياء ، أو الشخصيات الدينية ، وتسرق ، وتأخذ أتاوات من التجار ، وتمنع المواطنين من الذهاب الى دوائرهم وجامعاتهم ومحالهم التجارية بحجة الاعتصام ( المدني ) .
هل المطلوب من الحكومة أن تحاور القتلة ؟
هل من المطلوب من الحكومة أن تحاور السراق ؟
هل المطلوب من الحكومة أن تحاور العصابات التي تأخذ أتاوات من التجار ؟
هل المطلوب من الحكومة أن تحاور العصابات التي تمنع المواطنين بقوة السلاح الذهاب الى دوائرهم وجامعاتهم ومحالهم التجارية بحجة الاعتصام ( المدني ) ؟
هل المطلوب من الحكومة أن تحاور الذين يتخذون المواطنين الأبرياء دروعا بشرية ؟
نحن نعتقد أنه تقع مسؤولية كبيرة على رئيس الوزراء السيد نوري المالكي لا نقاذ المواطنين الأبرياء في هذه المدن ، وفي الوقت ذاته تقع مسؤولية على مواطني هذه المدن لمعاونة الحكومة تشبه المسؤولية التي وقعت على عاتق المواطنين في محافظة الأنبار .
ان العمليات العسكرية التي تقودها الحكومة العراقية ضد الجماعات المسلحة والمليشيات
هي البوابة الحقيقية للأمن والاستقرار وعلينا جميعا تقع مسؤولية مساندتها والوقوف الى جانبها لتخليص أهلنا من هذه العصابات التي عاثت بالأرض فسادا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. علامات استفهام وأسئلة -مشروعة- حول تحطم مروحية الرئيس الإيرا


.. التلفزيون الرسمي الإيراني يعلن نبأ مصرع الرئيس إبراهيم رئيسي




.. دعم وقلق.. ردود فعل على حادث طائرة الرئيس الإيراني


.. ردود فعل دولية وعربية بشأن وفاة الرئيس الإيرانى إثر حادث تحط




.. الشعب الإيراني مستاءٌ.. كيف تبدو الانطباعات الشعبية بعد موت