الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مفاعل ديمونا...محرقة الشرق الأوسط النووية القادمة

باتر محمد علي وردم

2004 / 1 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


في الوقت الذي تواصل فيه منظمة محمد البرادعي "متابعة" ملف الأسلحة النووية الإيرانية، وبعد أن بقيت لسنوات تدعي مع الولايات المتحدة وجود أسلحة نووية في العراق، وبعد أن تنصل العقيد معمر القذافي من برنامج تسلحه النووي، يبقي مفاعل ديمونا الإسرائيلي في صحراء النقب الذي تم إنشائه في العام  1963 بدعم فرنسي هو مصدر السلاح النووي الوحيد في الشرق الأوسط.
هذا المفاعل هو أهم الأسرار العسكرية الإسرائيلية ولم يسمح للعامة أو حتى للباحثين غير الإسرائيليين بالدخول إليه أو الاقتراب منه أو معرفة نوعية التجارب القائمة فيه، وقبل أن تنشر جمعية العلماء الأميركيين في موقعها على الإنترنت عام 2000 صورا مأخوذة من الأقمار الصناعية للمفاعل، لم يكن الناس في كل دول العالم يعرفون حتى شكل المفاعل.
وتقدر الوكالات الحكومية الأمريكية وغيرها من المصادر الوثيقة أن إسرائيل تمتلك الآن حوالي 100 - 200 قنبلة نووية كل قنبلة منها أقوى أضعافاً من تلك القنابل التي ألقيت على هيروشيما وناغازاكي  وهذا ما يجعل إسرائيل القوة النووية الخامسة في العالم. وتتضمن هذه الأسلحة قنابل يمكن إلقاؤها من الجو وألغاماً نووية أرضية ورؤوساً حربية يمكن إيصالها إلى أهدافها باستخدام صواريخ بالستية مثل صواريخ أريحا التي يعتقد أن مداها يصل إلى حوالي 1500 كيلو متر. وتشير بعض التقديرات الغربية إلى أن إسرائيل تمتلك من البلوتونيوم ما يكفي لإنتاج 100 قنبلة أخرى إضافية.
 ولكن هذه القوة النووية المدمرة، ليست خاضعة لأية مراقبة دولية، حيث لم توقع إسرائيل على معاهدة حظر إنتشار الأسلحة النووية، كما أن الولايات المتحدة تتجاهل دائما البرنامج النووي الإسرائيلي من حملتها العالمية ضد انتشار أسلحة الدمار الشامل. ويقول ديفيد اولبرايت، رئيس معهد العلوم والأمن الدولي وهو معهد مستقل للأبحاث في واشنطن في مقابلة أجريت معه في أيلول 1998، إن جميع القوانين المتعلقة بمنع انتشار الأسلحة النووية فصلت من أجل إعفاء إسرائيل من الخضوع لها. بينما يشير زئيف شيف المعلق العسكري الإسرائيلي المعروف إلى أن اي شخص يعتقد بأن إسرائيل سوف توقع يوما ما على معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية هو واهم.
مما لا شك فيه أن مفاعل ديمونا الإسرائيلي قد بدأ يشيخ ، وعلامات الشيخوخة معروفة تماما فيما يتعلق بالمفاعلات النووية، وأخطرها ضعف السلامة العامة والتسرب الإشعاعي. ولكن المفاعل ليس مفتوحا لمفتشي وكالة الطاقة الذرية، والمعلومات الوحيدة المعروفة عن المفاعل نشرتها صحيفة الصنداي تايمز اللندنية عام 1986 بناء على مواد علمية وفرها مردخاي فعنونو الخبير النووي الإسرائيلي الذي كان يعمل في مفاعل ديمونا وكشف فيها عن أسرار ديمونا، وكانت نتيجة هذه المعلومات أن قامت إسرائيل باختطافه وسجنه لمدة 20 عاما، وهو لا يزال وراء القضبان حاليا.
أما المصدر الآخر للمعلومات فهما كتابي "خيار شمشون" للباحث سيمور هيرش وكتاب "إسرائيل والقنبلة" للمؤلف أفنر كوهين واللذان اثارا أيضا الكثير من الغضب في المؤسسة السياسية والعسكرية الإسرائيلية بسبب كشفهما لمعلومات حساسة حول القدرات النووية الإسرائيلية وحالة مفاعل  ديمونا.
وكان البروفيسور "عوزي ايبان" أحد كبار العلماء سابقا في "ديمونا" قال عبر صحيفة يديعوت أحرونوت عام 2000 إن المفاعل النووي خطير وغير آمن ويجب إغلاقه خلال فترة قريبة، أو على الأقل البدء بخطوات تؤدي إلى إغلاقه في نهاية المطاف. وأضاف إنه يجب إغلاق المفاعل قبل وقوع كارثة تشرب إشعاعي مضيفا بأن المفاعل بدأ العمل في مطلع سنوات الستينيات ويبلغ عمره الآن 40 عاما. وقالت الصحيفة الإسرائيلية مبررة طلب الإغلاق أن مفاعلات نووية مماثلة لديمونا في أرجاء مختلفة في العالم تم إغلاقها لأسباب أمنية لتشكيلها خطرا على البيئة.
وأضاف (إيبان) أن المفاعل في ديمونا لا يتضمن خطرا مثل تلك التي تسبب به مفاعل تشرنوبيل لكنه قال: إنه
حسب التقارير، فإن مفاعل ديمونا هو مصدر الموت الأول في الشرق الأوسط، فقد أنتج هذا المفاعل أكثر من 200 قنبلة نووية، مما يعني إبادة كل البشر في الشرق الأوسط في حال استخدام إسرائيل لهذه الأسلحة، وهذه الترسانة التي يتجاهل العالم وجودها تمثل أكبر خطر على الحياة والبيئة وعلى السلام في العالم العربي، وقد تتحول إلى محرقة نووية غير مسبوقة في التاريخ.
في الوقت الذي تركض فيه منظمة محمد البرادعي وراء الألسحة النووية المزعومة في العراق وايران وليبيا، يبقى مفاعل ديمونا جاثما كشبح الموت في صحراء النقب، بدون أن تكترث الدول العربية في شن حملة سياسية وإعلامية منظمة لفضح هذا المفاعل والمطالبة بإغلاقه والنهوض بمسؤولياتها تجاه شعوبها ومواطنيها وحمايتهم من هذا الخطر المحدق بدلا من تجاهله والتخفيف من شأنه.
وحتى في حال عدم لجوء إسرائيل للخيار النووي المباشر، فإن التسرب الإشعاعي من المفاعل ربما يقوم بنفس الدور الذي قد تقوم به القنبلة النووية، ولو بشكل بطئ وتدريجي!  








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. خبراء عسكريون أميركيون: ضغوط واشنطن ضد هجوم إسرائيلي واسع بر


.. غزة رمز العزة.. وقفات ليلية تضامنا مع غزة في فاس بالمغرب




.. مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة مدنية شمال غرب مدينة رفح جنوب ق


.. مدير مكتب الجزيرة في فلسطين يرصد تطورات المعارك في قطاع غزة




.. بايدن يصف ترمب بـ -الخاسر-