الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عندما كان القانون قانون

حمزه ألجناحي

2008 / 5 / 6
كتابات ساخرة


لم نكن كما اليوم قد قرأنا القانون العراقي ولم تكن هناك مثل هذه الوسائل الاعلامية التي تتحدث عن القوانين العراقية وتفسرها وتعطي لك دلالاتها وعقوبة التجاوز عليها وجدنا أنفسنا لدينا دستورا ورئيس له الحق بصناعة أي قانون واستبداله وكيفما يشاء ووقتما يشاء وحتى انه وهو الرئيس يقولب القانون ويصدره على مزاجه وينفذ مأربه ومآرب اهله وزبانيته وغدا يلغيه...
القوانين وجدت في خدمة الانسان أنها كا الشريط المطاط نجره ونرخيه مثلما نريد هذا القول للقائد الضرورة في أحدى جلساته المارثونية على قناة تلفزيون العراق المحجوزة له,,,
لم يكن سابقا من يراقب تنفيذك للقانون ويحاسبك حتى ان في مدينتي كانوا يقولون هنا شرطي واحد والجميع يهابه ويخاف غضبه فلا أحد يقترب منه وهو يتمختر كالديك بين قطيع الدجاج المهلوس هل كان ذالك الشرطي يعرف القوانين هل كان الناس تعرف وتعلم ببواطن القوانين العراقي لماذا هذا الخوف من ذالك الشرطي ؟؟هل لأنه يحمل بيده عصا او يحمل على جنبه مسدس؟؟لا ابدا فقبل نصف قرن كل العراقيين يحملون العصي ليس خوفا من ان تحدث مشاجرة بل خوفا من كثرة الكلاب السائبة والحيوانات المحسوبة وبعضهم يأتي الى المدينة وعلى كتفه بندقية او مسدس لكن لم يحدث وقت ذاك أي شجار يحدث في السوق ولا يوجد من يتجاوز على حدود الغير ولا توجد سرقة في وضح النهار,,اسال كبار السن اليوم وقارن ومن السنتهم بالماضي فانت ستستمع ومن افواههم الخالية من الاسنان الله يرحم ايام زمان لماذا يترحمون على ايام زمان هل توجد في ايام زمان سيارات اخر موديل هل يأكلون مثل ما نأكل اليوم هل يلبسون مثلما نلبس اليوم هل لديهم الماء الصافي والكهرباء عذرا الكهرباء ليس في مستوى الطموح ولم يدر في خلدي ذكرها لكنني اعتقد من كثر التفكير بها كتبتها اصابعي رغما عني المهم لا توجد أي وجه للمقارنة بين الأمس واليوم لكن الناس تترحم على ايام زمان اليوم كل شيء متوفر اما بالامس فلا شيء متوفر لكن هناك فرق بسيط الا وهو راحة البال والامن والقناعة وحب الجار وحب الوطن الجميع اهل وأصدقاء لا تجاوز على مشاعر الغير الناس يذهبون بطريقهم ويعودون بطريقهم الجميع مبتسم للجميع وفي المدينة شرطي واحد وليس جيش او حرس وطني ولا قوات تحالف واحتلال من يعرف القانون العراقي وماهو القانون ومن يصل الى دار العدالة وهل توجد في مدننا دور للعدالة لكن الناس في ذالك الوقت ترتعد من اسم الدولة والحكومة تعتقد ان الدولة هي القانون والحكومة هي القانون ولذالك انت عندما تسرق احد فأنت سرقت الحكومة والدولة من هم رجالات الدولة لااحد يعرفهم ولم يسمعوا بأسماءهم الشرطي هو ابن الدولة وابن الحكومة اذن لابد من احترامه لأنه وحسب الاعتقاد السائد يفهم كل شيء ويعرف كل شيء وهو لا يخطا ابدا والشائع ايضا ان احترام القانون الغير معروف وقتها هو احترام للأسلام وهو واجب مقدس حرام على متجاوزه ...
كل منحى وجانب من جوانب الحياة العامة لها قوانينها فللصحة قوانين وللتربية قوانين وللزراعة قوانين وللجيش قوانين وللشرطة قوانين وللشارع قوانين وللعلاقات قوانين و..و..و..فمن غير المعقول عامة الناس تلم بكل القوانين الحياتية للدولة العراقية بل فقط الاختصاص هو من يلم بالقوانين التي تعنيه وهناك قانون كبير يلم به الجميع لا يعرفه الا المتخصصين في دور العدالة العراقية وهذا عمله ..اسال رئيس الوزراء هل هو ملم بكافة القوانين الحياتية اقول بالطبع لا والدليل هناك مستشارين وفي أختصاصات عدة غرضهم توجيه المسئول في اختصاصاتهم ومنعه من الخطأ...
نقل لي احدهم وكان يعمل في مطار بغداد انذاك وهو رجل كبير بالسن تجاوز اليوم الثمانين من العمر يقول كان السيد نوري السعيد رئيس وزراء العراق وقتها عائدا من احد المؤتمرات العربية ومن دولة لبنان وبما ان لبنان اجواءها تختلف عن اجواء العراق لذا كثير من الفواكه والحمضيات اللبنانية تنضج بوقت مبكر وهي والبعض منها متميزا طلب السيد رئيس الوزراء من احد مرافقيه ان يشتري له فاكهة الالنكي واعتقد انها ليست أطنان مثل ما كان يفعل القائد الضرورة اعتقد انها لا تتجاوز الكيلوين من الالنكي حطت الطائرة على ارض المطار ولا احد يهتم من العاملين لمن هذه الطائرة ولا كوكبة ولا جيش ولا هم يحزنون نزل الرئيس من الطائرة وتوجه الى قاعة الاستقبال ليلتقي بمستقبليه ويستريح قليلا قبل التوجه الى العاصمة بغداد جاءه احد مرافقيه مهرولا ليخبر الرئيس ان البضاعة التي جاء بها قد حجزت في نقطة التفتيش ولا يعلم المرافق السبب توجه السيد الرئيس الى نقطة الكمرك والتفتيش وبصحبته الوزراء المستقبلين والعائدين معه والجميع مستغرب من هذه الفعلة الشنيعة المريعة دخل الرئيس الى غرفة التفتيش ومعه وزراءه ليجد شاب واحد فقط في مقتبل العمر في تلك الغرفه سأله الرئيس
(ها وليدي ليش حاجز غريضاتنة ترة وداعتك مابيهن شي ممنوع)
رفع ذالك الشاب ببصره نحو الرئيس ليخبره ان بعض من هذه المواد لا يسمح بدخولها الى العراق وحسب التعليمات الواردة من الحكومة رد عليه السيد الرئيس (كلي وليدي شنو هذه المواد )
اجابه ذالك الشاب استاذ ان الحمضيات ممنوع دخولها الى البلد هذه الفترة حتى لاتنقل للمزارع العراقية مرض البياض الدقيقي وهذه لائحة بالحمضيات ومن ضمنها فاكهة الالنكي...
رد عليه رئيس الوزراء (لا على بختك وليد هنه كيلوين على كثرهن وداعتك نضيفات ومابيهن شي)
اجابه الشاب تعذرني استاذ هاي تعليمات تقبل اخالف التعليمات ...
طيب وليدي خلينه ناكلهم هنا يمك اني وانت والجماعة واخذ اكشورهن واتلفه
ممنوع استاذ سويت كتاب مصادره وانتهه الموضوع وتعذرني استاذ انت جاي اتعطلني عن شغلي...
خرج رئيس الوزراء من الغرفه وهو بين الحزن لضياع لالنكياته وبين الفرح لوجود من يحافظ على القانون وقال لي ذالك الرجل في وقتها ان وزير الداخلية والدفاع كانا بصحبة الرئيس ولم ينطقا بحرف ولم يشهرا سلاحهما ويردياه قتيلا ولم يجعلا من ذالك الشاب وعشيرته امثولة للغير انه القانون والجميع يجب ان يحترم القانون...
وبذكر الحمضيات ولو انه حديث طرأ سريعا ان الدولة اليوم هي التي تنتهك القانون فالمستورد الاجنبي من الفاكهة والخضراوات وبدون المرور على نقاط التفتيش والرقابة وعدم منع الاستيراد لبعض المواد في اوقات الامراض التي تنقل الامراض للمزارع العراقية هذا هو انتهاك صارخ للقانون بحق المواطن وما امراض المنتجات العراقية الزراعية الا بسبب هذا الانتهاك..
رحم الله ايام زمان عندما كان الناس يحترم القانون








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عادل إمام: أحب التمثيل جدا وعمرى ما اشتغلت بدراستى فى الهندس


.. حلقة TheStage عن -مختار المخاتير- الممثل ايلي صنيفر الجمعة 8




.. الزعيم عادل إمام: لا يجب أن ينفصل الممثل عن مشاكل المجتمع و


.. الوحيد اللى مثل مع أم كلثوم وليلى مراد وأسمهان.. مفاجآت في ح




.. لقاء مع الناقد السينمائي الكويتي عبد الستار ناجي حول الدورة