الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مدرسة الحوار المتجدد-في ربوع الأدب السياسي- حوار التناظر مع الأديبة الكبيرة فدوى طوقان(2)

مازن حمدونه

2008 / 5 / 10
الادب والفن


الوطن ليس حالة جوع وإشباع ، و ليس أرضا خصبة خضراء ، ولا بحر لسياحة واستجمام .. فالوطن ليس هذا كله .. هو مضمون لكل العناصر والأجزاء .. فهو هوية وروح للجسد لا تنفصمان ، لا تسقطان إلا من وجدان مجرم .
فالوطن ليس بخضرة أرضه ، وإلا لما كانت الصحراء شطر وطن .. ولا تغنت به السنة الشعراء .. ولما سقط الجنود على ترابه في عجاج . ولا بخضرته وخصوبته وإلا لسقط متى عم القحط ترابه وانحبست عنه الأمطار ..فالوطن ليس بحالة صيف أو شتاء .
وكفاني بحره حصنا في وجه الغزاة .. ويكفيني انه حلة يلفني بأحشائه متى قضيت .. يكتب أسمى على شواهد قبري على ان تكتب في موطن ليس فيه سوى رقما في جبانة الأغراب .
فالوطن ليس حزبا .. وليس سجنا ... فهو نعمة لمن لا يعرف طعمها إلا من كوت وجده غربة الأوطان ...
كفاني أجوب زهر الربيع متى دعاني عبيره .. أسافر ربوعه دون جواز سفر .. أو إذن دخول من سفارة لا تعرف لوني ؛ وان منحت فلا راحة في غربة هي ليست بموطني ..
مستوحاة من قصيدة : الطوفان والشجرة ....
حلت علينا أعاصير الشيطان الماكر في غفلة من أبنائي .. افجعوني بصبحهم العافر .. غبار وضباب وليالٍ كلها سواد ونهار.. احمر قانٍ .
هللوا وأذاعوا عن موت شجرتي .. كيف هوت ..طائراتهم لبدت سمائي كغربان.. ودبابتهم كعلب الموت تسرح بالمكان ..مزقوا جناح عصفورتي .. مزقوا حلة بلدتي وهوت أشجارها شاحبة .. قطعوا أغصانها .. بعثروا ثمارها .. هدموا أسوارها .. قتلوا أطفالي .. وشردوا أهل قريتي .
طيروا السكينة من مهجعها .. بددوا زينتها .. حلوا في شوارعها أهوال .. وأهوال .. قتلوا جاري .. بقروا بطن جارتي .. نصلوا الجنين من أحشائها .. ركلوه في أنياب دبابتهم .
خيم الصمت على موطني .. ومازالت جراحة تنزف .. ويقف أولاده بسواعدهم ينتظرون اسودا إعادة مفتاح القرية .. وتصويب مسار التاريخ بعد غياب طال وطالت معه عذابات قريتي ..
مستوحاة من قصيدة : الصيرورة ...
كان أطفالي يرقدون في حللهم .. يداعبون الوجوه ببراءة ملائكة .. يناغون .. يضحكون قناديل معلقة في المكان . تشق سكينتنا أصوات ضحكاتهم العذبة .. لا يعلمون ما طوته لهم الأيام ..
هم لا يعلمون ان هناك وحشا ضاريا يجوب المكان .. طفلتي مازالت تتلقف اللهب الواقد من حولها .. تحبوا صوب نافورة مياه يشدها صوت خرير ماء .. مزيج الضوء المتكسر في لوحة ذروة رأسها ..
ترنو صوب طائر رطبت جناحية قطرات ماء .. يبحث عن حزمة شمس تربعت في عقدة تدفئ المكان .
مضت ليالٍ شدت عودهم .. وفي غابات الليل وسط مرار كالصبار .. شبت قامتهم .. شدت سواعدهم .. .. غنوا للوطن .. للثورة .. ركلوا الذلة والهوان .. تلحفوا بكوفية كالحناء .. ترى وجوهم بدرا متألقاً كقرص عباد الشمس .
ضربت جذورهم بواطن الأرض .. فردوا أذرعهم للشمس .. صادروا همجية الرياح الهوجاء ..
عقدوا العزم ..وحملوا أزاميلهم ..ثقبوا الصخر .. حفروا جدار الظلم .. هدموا أسوار السجن .. شيدوا للوطن حلة من عز ومجد لا تعمرها ايدى الغرباء ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مباشر.. أسئلة لازم تراجعها قبل امتحان اللغة العربية غدًا.. أ


.. جامعة كاليفورنيا في ديفيس تفتتح أول مركز أكاديمي لأبحاث وفنو




.. تفاصيل جديدة في واقعة مشاجرة إمام عاشور بالشيخ زايد..«مراته


.. فوق السلطة 394 - اتّهام جدّي لمعظم الفنانات بالعمل بالدعارة




.. ادعوا لطلاب الثانوية العامة بالتوفيق.. آخر الاستعدادات لامتح