الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا لوحدث ذلك...؟ (2)

محمد الشهابى

2008 / 5 / 7
كتابات ساخرة


إستكمالا للتساؤل الذى أنهينا به المقال السابق والذى هو عنوان هذه المقالات
ماذا لو حدث ذلك...؟
أى ماذا لو تخلى الرئيس مبارك عن الحكم لأى سبب من الأسباب ؟
وكيف سيكون الحال فى هذا البلد المختلف على نفسه والذى لا يحمل أى هوية ؟
وما هو السيناريو المتوقع حدوثه فى حالة كهذه؟
وهل يوجد سيناريو محدد لإنتقال السلطة السلمى أم ستتحول مصر للبنان أخرى؟
وللإجابة على كل هذه التساؤلات التى تسيطر على فكر الغالب الأعم من الشعب المصرى يجدر بنا الإجابة أولا على سؤال آخر لا يقل أهمية عن الأسئلة السابقة ولكنه قد يحمل الإجابة بين طياته وهو:
لماذا لم يقوم الرئيس مبارك خلال 27 عاما قضاها رئيسا للجمهورية بإختيار نائبا له ولو حتى لمرة واحدة؟

وفى الواقع هذا السؤال عند محاولة التفكير فى الإجابة عليه سيسيطر على الذهن مباشرة فكرة التوريث التى يخشاها سواد الشعب لما فيها من إجهاض لأحلام كبيرة فى التغيير وعمل نقلة نوعية للحياة السيا سية فى مصر لتأخذ بها لمصاف الدول المتقدمة سياسيا على الأقل فى الفترة الحالية.
ولكن من وجهة نظرى أن عدم إختيار الرئيس نائبا له كان فى البداية بسبب الحكمة الزائدة والتريث الذى يميز الرئيس مبارك بل لنقل إن هذه الصفة هى من أهم صفات الرئيس إن لم يكن أهمها على الإطلاق .
فمعروف عنه أنه شديد الحرص والحذر وعدم التعجل أو التهور فى جميع قراراته ويتضح ذلك جليا فى الوزارات التى شكلت خلال فترة حكمه والتى لم تتجاوزأصابع اليد الواحدة خلال فترة حكم قاربت من الثلاثين عاما .

لذلك كان عدم تعجله فى البداية إتخاذ نائبا له هو السبب الرئيسى وليست فكرة التوريث التى لم تظهر على السطح إلا منذ عشر سنوات تقريبا.

وهكذا يتضح لنا أن فكرة التوريث جديدة وهى فكرة نابعة من حساسية الشعب المصرى الشديدة تجاه رموزه وحكامه وهى نابعة أيضا من حالة الفراغ السياسى التى تغلف الحياة فى مصر فى ظل عدم وجود أحزاب معارضة حقيقية تشارك وتقاسم الحزب الحاكم فى السلطة أو تداول هذه السلطة كما يحدث فى جميع البلدان المتقدمة .
بل إن حالة الضعف الشديدة التى تعانى منها المعارضة وحالة الإستنفار والتحفز التى يمارسها التيار الليبرالى والعلمانى المصرى للتيار الإسلامى هما من الأسباب الرئيسية التى أغرت السلطة بضرورة الحفاظ على هذا الجو وهذه الحالة السياسية والإجتماعية فى مصر.
ففى ظل الملاحقات الأمنية والتضييق الذى تمارسه الحكومة ضد التيار الإسلامى ووجود مساندة قوية من معارضى التيار الإسلامى وفى ظل حالة الهلع والرعب الذى يسيطر على العالم من كل ماهو إسلامى كانت هناك المباركة الغير معلنة للتمادى فى زيادة نفوذ نجل الرئيس وكما يقول المثل الشعبى:
إللى نعرفه أحسن من إللى منعرفوش

وربما يوجد سبب آخر لا يقل أهمية عن فكرة الحذر والتريث عند الرئيس مبارك وهى إحساسه بعدم جدوى هذا المنصب حيث أن جميع الخيوط فى يد الرئيس ولا يملك أحد سلطة إتخاذ القرار سواه فبالتالى سيكون مساوىء وجود نائب له أكبر بكثير من المميزات .
فقد يتسبب وجود نائب له فى ظهور أطماع أو لنقل تطلعات لهذا النائب فى الحكم وهو ماقد يحدث إنشقاق أو وجود لوبى مناهض للرئيس قد ينتج عنه بعض التعاطف من بعض أطياف الشعب ولذلك كان قرار الرئيس الغير معلن هو عدم إتخاذ نائب له مهما كلفه من متاعب ومشقة فى ممارسته لأمور الحكم التى كان من المفترض أن يساعده فيها نائبه.

ثم تطور الأمر وبدأ نجم نجل الرئيس يزداد توهجا وإنتشارا منذ نهاية التسعينات وحتى الآن حيث يرى المتابعون للحياة السياسية المصرية الزيادة المطردة لشعبية السيد جمال مبارك وهو الأمر الذى بدأ يمهد الطريق لإنتقال السلطة بطريقة سلمية شرعية ودستورية.

وقد يتسائل البعض كيف سيكون التوريث للحكم بطريقة دستورية وشرعية؟

بالتأكيد سيكون ذلك من خلال المادة 76 والخاصة بإختيار رئيس الجمهورية حينما يتقدم من تنطبق عليه شروط الترشح لرئاسة الجمهورية وذلك لإجراء إنتخابات حرة ونزيهة وتحت إشراف أى هيئة فى العالم ولو كانت الأمم المتحدة.
وبالتأكيد يجدر بنا وضع أكثر من خط تحت عبارة شروط الترشح لرئاسة الجمهورية فهذه الشروط هى التى ستحدد نتيجة هذه الإنتخابات الرئاسية.

وللحديث بقية إنشاء الله








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقابلة فنية | المخرجة لينا خوري: تفرّغتُ للإخراح وتركتُ باقي


.. فقرة غنائية بمناسبة شم النسيم مع الفنانة ياسمين علي | اللقاء




.. بعد تألقه في مسلسلي كامل العدد وفراولة.. لقاء خاص مع الفنان


.. كلمة أخيرة - فقرة غنائية بمناسبة شم النسيم مع الفنانة ياسمي




.. كلمة أخيرة - بعد تألقه في مسلسلي كامل العدد وفراولة.. لقاء