الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أمنيات كانت أحلام

طارق الحارس

2004 / 1 / 7
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


قبل سقوط النظام ، اعتدت في نهاية كل عام أن أكتب أحلامي الرياضية التي كانت تداهمني في ليلة رأس السنة الميلادية ، تلك الأحلام التي كانت تشغل تفكيري طوال العام .

كنت على يقين أن تلك الأحلام لن تتحقق في ظل وجود النظام السابق الذي سلط المقبور ( عدي ) ليكون مسؤولا عن قطاع الرياضة ، لذا فأنها ، أي الأحلام ، كانت تزداد كل عام ، ولم أر منها أي حلم قد تحقق .

الآن وقد مضى على سقوط النظام أكثر من ثمانية أشهر وقد وصلت الى تلك الليلة ، ليلة رأس السنة الميلادية . الغريب في الأمر أنني لم أحلم هذه الليلة ، إذ يبدو أن الأحلام قد تحولت الى أمنيات وكيف لا تتحول وقد ولى النظام الذي كان يقف حجر عثرة في طريق تحقيقها ، بل قد تحقق بعضها خلال الثمانية أشهر الماضية ، لكن ظلت أمنيات أخرى أتمنى أن تتحقق في القريب العاجل .

الأمنيات التي تحققت يقف في مقدمتها خلو الساحة الرياضية ، بل العراق كله من الجراثيم والفايروسات التي كانت جاثمة على صدور العراقيين بعد أن هرب عدد منها كالجرذان وقتل غير مأسوف عليه عدد آخر . نعم ، خلت الساحة الرياضية من المقبور ( عدي ) الفايروس الأكبر وخلت من أذنابه عمر سبعاوي وروكان رزوقي وجمال مصطفى وغيرهم . كان هذا الحلم هو الأصعب تحقيقا بين أحلامي وأحلام الرياضيين العراقيين . أما الحلم الآخر فقد كان حول الحكمة التي تقول : الرجل المناسب في المكان المناسب ، تلك الحكمة التي كنت أتمنى أن تتحقق في حقل الرياضة أي أن يكون الرياضي المناسب في المكان المناسب . كنت أحلم أن يتحقق هذا الحلم ، لا سيما بعد أن رأيت البطل العالمي علي الكيار في الأردن يعمل سائق ( تريللا ) ، هذا البطل الذي رفع علم العراق عاليا في العديد من البطولات العربية والآسيوية والعالمية كان لابد من أن يكون في موقع آخر غير الموقع الذي رأيناه فيه . كنا نتمنى أن نراه ضمن كوادر تدريب المنتخبات العراقية بكمال الأجسام أو عضوا في اتحاد هذه اللعبة . لقد تحقق هذا الحلم بعد سقوط النظام وأصبح بطلنا الكيار نائبا لرئيس اتحاد لعبة كمال الأجسام . لم يكن الكيار هو الوحيد الذي عاد الى موفعه الحقيقي فقد عاد العديد من الاداريين والمدربين الى المواقع الرياضية التي كان لابد من أن يكونوا فيها فهذا أحمد السامرائي وذاك عبد كاظم وباسل عبدالمهدي وغيرهم من رموز الرياضة العراقية الذين حاول المقبور ( عدي ) تغييبهم عن الساحة الرياضية لأنهم لم يتوافقوا مع منهجه التدميري ، هاهم قد عادوا الى المواقع التي يستحقونها ، تلك المواقع التي تحتاج الى خدمات أمثالهم ، لاسيما في المرحلة الجديدة ، مرحلة البناء .

كان من بين أحلامي أيضا أن يأتي اليوم الذي لا يتم فيه سلب 40% من قيمة عقد اللاعب العراقي حين يحترف اللعب مع الأندية الخارجية كما كان يفعل المقبور ( عدي ) ونحد الله أن هذا الحلم قد تحقق ولم يعد اللاعب يدفع هذه ( الخاوة ) التي كانت مفروضة عليه من طرف المقبور ( عدي ) .

هناك حلم آخر طالما شغل تفكيري في السنوات الماضية وهو عودة الكرة العراقية الى بريقها السابق فقد عانت كرتنا الأمرين في عهد المقبور حتى أصبحت مشاركتها في البطولات الخارجية مجرد للمشاركة فقط بعد أن كانت لا تقبل الا بالمنافسة على المراكز المتقدمة . لقد تحقق ما حلمت به وعادت الكرة العراقية الى بريقها السابق . الغريب في الأمر أن هذا الحلم وهذه العودة قد تحققا بسرعة البرق ، تلك السرعة التي أذهلت الأصدقاء قبل الأعداء ، لاسيما بعد أن تأهلت منتخباتنا الوطنية جميعها الى نهائيات البطولات الآسيوية .

أيضا كنت أحلم أن تعود مجاري العلاقات الرياضية العراقية - الكويتية الى قنواتها التي كانت عليه قبل الفعلة النكراء التي اقترفها النظام السابق باحتلاله دولة الكويت في الثاني من آب 1990 وقد بدأت هذه المجاري بالعودة التدريجية الى وضعها السابق ، لاسيما بعد أن التقى فريق الشرطة العراقي بفريق الكويت الكويتي في بطولة الأندية العربية التي جرت بالقاهرة ، هذه المباراة التي جاءت بعد قطيعة امتدت لأكثر من ثلاثة عشر عاما ولا ننسى هنا أن نذكر بدور الزيارة التي قام بها الدكتور علي فائق الغبان وزير الرياضة والشباب العراقي والوفد الرياضي المرافق له الى الكويت في تعزيز عودة العلاقة ، تلك الزيارة التي أثمرت عن عودة مشاركة منتخباتنا الوطنية في بطولات الأولمبياد الآسيوي القادمة ، وأثمرت كذلك عن توقيع العديد من الاتفاقات الرياضية بين العراق والكويت . الأمر نفسه ينطبق على عودة مشاركتنا في البطولات العربية وقد عدنا اليها من خلال مشاركة فريق الشرطة الى بطولة العرب للأندية الأبطال ، تلك البطولة التي حرمت أنديتنا من المشاركة فيها سنوات عديدة .

من المؤكد أن هناك أحلاما أخرى قد تحققت خلال المدة القليلة الماضية لا مجال لذكرها كلها في هذه المقالة ، لكن لابد لي من أن لا أنسى ذكر الدور الجديد للصحافة الرياضية فقد حلمت كثيرا أن أرى صحافة رياضية عراقية تبتعد عن المديح المنافق والردح والتطبيل وأن تنتقد بموضوعية بعيدة عن النفاق والرياء الهدف منها خدمة الرياضة العراقية وقد رأينا التغيير الكبير الذي حصل في هذا الحقل المهم ، لكن يبدو أن هذا الحلم لازال غير مكتمل بسبب استمرار البعض القليل من المتملقين والكذابين الذين تعود قلمهم على نوع خاص من الكتابة نتمنى أن ينتبهوا الى أقلامهم قبل أن تنفرهم الساحة الرياضية نفرا لا تحمد عقباه .

أما عن الأحلام التي لم تتحقق لحد اليوم فهي أيضا ليست قليلة ، لكننا نتمنى أن يكون الزمن القادم كفيلا بتحقيقها . يقف في مقدمة أحلامي القديمة التي أصبحت أمنيات بناء ملعب جديد يكون ملائما للمواصفات العالمية وأن يستوعب الأعداد الغفيرة التي لم يكن ملعب الشعب الدولي يستوعبها ، ذلك الملعب اليتيم الذي شهد العديد من المنافسات الدولية والمحلية . نعتقد أن بناء ملعب جديد مطلب رياضي مهم جدا على الحكومة الجديدة وضعه في أولياتها بعد أن تتحسن الظروف الأمنية . الحلم الثاني أو الأمنية الثانية تتعلق بعودة منتخبنا الوطني بكرة القدم للمشاركة في بطولة الخليج العربي فقد حرمنا احتلال صدام الكويت من المشاركة في هذه البطولة التي لنا فيها ذكريات لا تنسى أبدا . كنت أتمنى أن تتاح لمنتخبنا العودة للمشاركة في هذه البطولة بعد سقوط الطاغية الذي تسبب بهذه الكارثة ، لكن كان للأشقاء رأي آخر فوتنا علينا الفرحة بتحقيق هذه الأمنية مع هذا يبدو من خلال التصريحات التي أدلى بها الأشقاء من دول الخليج أن عودتنا الى هذه البطولة أصبحت مجرد وقت . نتمنى أن تتحقق هذه الأمنية في القريب العاجل .

كانت من بين أحلامي أيضا الاهتمام بالرياضيين القدماء الذين خدموا الرياضة العراقية في المحافل الدولية ويبدو أن هذا الحلم في طور تحققه ، لاسيما بعد أن رأينا أن القيادة الرياضية الجديدة قد أبدت اهتماما واضحا بهم ، لكن تصريحات نقرأها هنا وهنا من بعض الرياضيين القدماء تدعونا لطرح هذه الأمنية ، إذ لازال يشكو البعض منهم عدم الاهتمام به . نتمنى أن لا نسمع أن بطلا رياضيا من أبطالنا القدماء لازال يستجدي لقمة عيشه فالجهد والعرق الذي قدمه في سنوات شبابه يجب أن يكون ضمانا له في شيخوخته وهذا الأمر يجب أن تتكفل به الحكومة الجديدة .

لعل الأمنيات عديدة ولا نريد أن نستعجل الأمور فالظروف التي يعيشها العراق لازالت غير مستقرة وتحتاج الى بعض الوقت ، لكن آمالنا في أن تتحقق أصبحت كبيرة وكبيرة جدا فالغيمة السوداء التي كانت تلبد سماء العراق قد انقشعت كذلك فأن الأصوات التي تطالب بتحقيق ما ينفع الرياضة قد رفع عنها الكمام وستظل تصيح الى أن تتحقق جميع الأمنيات .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حزب الله يعلن تنفيذ هجوم جوي على قاعدة إسرائيلية جنوب حيفا


.. من واشنطن | صدى حرب لبنان في الانتخابات الأمريكية




.. شبكات | هل قتلت إسرائيل هاشم صفي الدين في غارة الضاحية الجنو


.. شبكات | هل تقصف إسرائيل منشآت إيران النووية أم النفطية؟




.. شبكات | لماذا قصفت إسرائيل معبر المصنع الحدودي بين لبنان وسو