الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شعر: في ظل فتنة الردة

بنعيسى احسينات

2008 / 5 / 10
الادب والفن



في ظل فتنة الردة..
تنتشر الأزلام..
تكبر الأقزام..
تصبح الكلاب أسودا..
والأبطال نعاجا..
والأشراف أرذالا..
تصبح الشهادة إرهابا..
و الخيانة شرفا..
والمقاومة شبهة.

* * *

في ظل فتنة الردة..
تصلب ذاكرة الزمن..
ينتظرك الموت..
في كل مكان..
تداس في الطرقات..
تطحنك الجرافات.
لا يحمي ظهرك..
إلا شجرة أو جدار..
حولك غربان وذباب..
تقتلك العشيرة..
تفتك بك القبيلة..
يُصبح العيد لعنة..
بين الأهل والأشقاء.

* * *

في ظل فتنة الردة..
يموت صلاح الدين..
يموت القعقاع و المعتصم.
يموت شي غفارا وعرفات..
يموت عبد الكريم الخطابي..
يموت الشرفاء..
تباع الأوطان..
في سوق الأحزان.
في ظل فتنة الردة..
يحيى هولاكو و ابن العلقم..
يحيى أبو لهب وبوش..
تحيى الرذيلة.

* * *

في ظل فتنة الردة..
يصبح القادة آلهة..
والشعب صعالكة.
بيوت الله تحولت..
بين عشية وضحاها للقتل والفتن..
توضع البندقية والمتفجرات..
تحت سجادة الصلاة..
يُقتل الإمام ومن معه..
تلطخ المصاحف بالدماء..
يموت الأبرياء..
ويقبع الوطن..
في زنزانة كبيرة..
شاهدا على تاريخ الردة.

* * *

في ظل فتنة الردة..
تُمزق أطفالك القذيفة..
تلم أشلاءهم ..
في زمن الحرب..
على الإرهاب..
كما يعتقدون.
كم يريدون أن نعتقد.
أكبر همك ..
أن تبقى إنسان.
تنام في المعبر..
شهوراً وأياما..
تُنجب النساء أطفالا..
على الحواجز المقفرة.

* * *

في ظل فتنة الردة..
" تورا بورا " في كل مكان..
في العراق..في فلسطين..
في لبنان.. في السودان..
في الصومال.. في الشيشان.
تُسرق المقابر..
وتُسحق جماجم الأجداد..
يُهدم البيت فوق رأسك..
يُهدم البيت على أهلك..
لأنك مع هذا أو ذاك..
من فتح أو حماس..
تبحث عن نفسك..
في الزمن الضائع.

* * *

في ظل فتنة الردة..
تبيع الأم خاتم الزفاف..
والقرط الجميل..
والسوار القديم..
لتشتري لأطفالها..
الحليب و الطحين..
والقلم والدفتر..
أصبح الصمت..
لغة التواصل..
آلامك أكبر..
من صخرة سيزيف.
لا تحاول أن تفهم أو تسمع..
قد تموت إن تفعل.

* * *

في ظل فتنة الردة..
يخرج من بيتك رصاص..
تمشي في الطريق..
يصادفك رصاص..
تعود لبيتك..
يلقاك رصاص..
وبين الرصاص والرصاص..
غارات وقاذفات.
تُخير كيف تُقتل..
كيف تموت..
بلا اختيار..
رصاصة طائشة..
تصطادك في كل مكان.

* * *

في ظل فتنة الردة..
يقرأ التلاميذ..
في الصباح دروسهم..
بين الحواجز..
ورصاص الإخوة..
ومتاريس الرمل..
والمطاردة الهوجاء..
يصبح أخر همك..
أن تأكل وتشرب..
تفتح جراحك للملح..
تخاف العصافير..
أن تقترب من نافذتك..
تقاسمك الرغيف.

* * *

في ظل فتنة الردة..
يصمت السلاح المقاوم..
والرصاص الثائر..
يُغير وجهته ووجهه..
ولا تشتري إلا عزلتك..
تنام على ذل العرب..
وتصحو على عار العرب..
وتعيش على حقد الأشقاء.
تجلس مع سارق أرضك..
تصافحه وتواسي نفسك.
يصبح القاتل بطلا..
والمقتول إرهابيا..
وحماة الديار في حرج.

* * *

في ظل فتنة الردة..
تمكث الغربة وطن..
وأنت مجرد رقم من الأرقام..
بين الضحايا.
المقتول مرتد..
عن الله والوطن..
تُصبح صلاتك كُفر..
وطُهرك عُهر..
تضع الوطن..
في حقيبة السفر..
كي يبقى وطن وترحل..
تعلم أنها الحياة وابتسم..
حتى لا يسرقك اليأس اللئيم.

* * *

في ظل فتنة الردة..
تكون في عيني أمك..
أجمل خلق في الكون..
أحلى فرحة العمر..
بطل مغوار منتظر..
أمل الانتظار..
وبعد حين..
تلم أشلاءك..
تكفنك بالصمت ..
تضع فوقك..
التراب وغصن زيتون..
ودمعتين وحجر..
لتزورك في الغد إن استطاعت.

* * *

في ظل فتنة الردة..
ترى شعبا مقهورا..
مرابطاً مقاوماً..
بين المقابر والحفر..
فهنا يرقد الأب..
وهنا الجنين الشهيد..
رمته رصاصة الغدر..
وهو في بطن أمه..
في شهره السادس.
وهذا قبر الأخت والأخ ..
وتلك السيدة..
قُتل زوجها صبيحة العيد..
في طريقه إلى المسجد..

* * *

وهذا قبر فتاة..
ربيعها مازال أخضر..
تربصت بها رصاصة..
فماتت بين القلم والدفتر..
وتلك الجالسة هناك..
كبستان أحزان..
قُتل طفلها بشظايا قذيفة..
لم يعد من يومها..
يعانق في صدرها..
رائحة الزهر..
وأريج الزعتر..
وهذا وتلك وهؤلاء ..
لا حصر.. لا حصر.

* * *

في ظل فتنة الردة..
لا تقف ذليلا..
لا تختبئ ..
لا تقطف إلا الورد..
لا ترم سلاحك..
لا تستسلم للغضب..
وإن عجزت أمام غضبك..
اشتري بثمن الرصاصة..
الفرح الضائع..
في ابتسامة طفلتك..
تعلم ألا تفرغ الحب والأمل..
في قلبها ووجدانها ..
وقلبها الغاضب.

* * *

في ظل فتنة الردة..
لا تستفتي أحدا..
لا تخف من أحد..
لا تخشى لومة لائم..
لا تصدق إلا قضية التحرير..
لأنها الحقيقة المرة..
في هذا الزمن .
يا فلسطين الحبيبة..
يا جرح العروبة النازف..
يا وصمة عار أبدية..
يا وجع الآهات اليتيمة ..
يا طعم الظلم ..
في جوف الضعيف..

* * *

يا نسمة تمحو الخريف ..
يا نبتة الجنة..
في أرض الأنبياء..
دنستها يد الشياطين..
من عرب ويهود..
وفرنجة وأمريكان..
حتى دعاة السلام.
يا صيحات البطولة..
يا نافورة الدماء..
بين الأشقاء..
في ظل فتنة الردة..
في زمن الهزائم.
في زمن الخنوع الدائم.

* * *

متى يطلع الفجر..
متى يسقط القناع..
متى يصدح الحق..
متى يعلو صوت المقهور.
لا بد للدمار أن ينتهي..
لا بد للحق أن ينتصر..
لا بد للحرية أن تنتشر..
لابد للغضب أن ينتفض..
بعد فتنة الردة والغدر.

--------------
بنعيسى احسينات








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائـ.يل سجنتني سنتين??.. قصة صعبة للفنان الفلسطيني كامل ال


.. عمري ما هسيبها??.. تصريح جرئ من الفنان الفلسطيني كامل الباشا




.. مهرجان وهران للفيلم العربي يكرم المخرج الحاصل على الأوسكار ك


.. محمود حميدة يحمل الوهر الذهبي من مهرجان وهران للفيلم العربي




.. تفاصيل أول زيارة لمصر من الفنان العالمي كامل الباشا?? #معكم_