الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مؤسسة رامسفيلد السرية لاستفزاز الإرهابيين!!

باتر محمد علي وردم

2004 / 1 / 7
الارهاب, الحرب والسلام


في بداية العام 2002 قرر وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد تشكيل مؤسسة جديدة لمكافحة الإرهاب تحت مسمى " مجموعة العمليات الاستباقية" Proactive Preemptive Operations Group" (P2OG)   ضمن صلاحيات ومهام واسعة لمكافحة الإرهاب منها بعض الوسائل غير الاعتيادية.
تم إنشاء هذه المؤسسة بعد توصيات قدمها المجلس الاستشاري للدفاع والذي كان برئاسة رتشارد بيرل أعتى دعاة الصهيونية والليكود في البيت الأبيض وجاءت هذه التوصية بإنشاء المؤسسة بتمويل مقداره 3 مليارات دولار سنويا وتخصيص كادر ثابت من 100 شخص من أفضل عناصر وزارة الدفاع الذين يعملون حتى بشكل مستقل عن وكالة الاستخبارات الأميركية واستخدام آلاف العملاء السريين.  المهمة الرئيسية لهذه المؤسسة ، كما جاء في الوثيقة هي "استفزاز الإرهابيين واختراق منظماتهم للقيام بعمليات إرهابية كبيرة توفر الحجة للإدارة الأميركية للقيام بعمليات عسكرية مضادة للإرهاب في أي مكان في العالم". وهذه التفاصيل ليست مأخوذة من جريدة أبو لمعة الأسبوعية العربية بل من صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأميركية في خبر قديم يعود إلى 27 تشرين الثاني 2002.
حاولت متابعة أية معلومات عن هذه المؤسسة عبر شبكة الإنترنت والصحف الأميركية ولكن لم يتم نشر أية أخبار عن نشاطاتها في الصحف الأميركية منذ العام 2002 أي منذ أن تم نشر خبر تأسيسها، ولكن كانت هناك بعض المعلومات من مصادر إعلامية أخرى مضادة لنظام "الإمبراطورية" الأميركي. ومن الواضح أن هذه المؤسسة تعمل في الخفاء ولا يوجد عليها اي رقيب أو حسيب سواء كان الكونغرس الأميركي أو الإعلام وهي بمثابة مافيا سوداء بصلاحيات مطلقة ودون مساءلة وهذا ما يجعلها من أخطر المؤسسات التي يمكن أن تسبب الدمار في العالم من خلال تطبيق نظرية الحرب الاستباقية أو العمليات الاستباقية لجر المنظمات الإرهابية إلى عمليات دموية ضد الولايات المتحدة أو مصالحها تساهم في تسهيل مهمة الإدارة الأميركية في بسط السيطرة والنفوذ في كل أنحاء العالم، وربما يكون السيد اسامة بن لادن نفسه هو المدير التنفيذي لها!
وعلى كل حال  فإن هذه المؤسسة تسمع لوزارة الدفاع الأميركية باستخدام كل أسايب التجسس والعمليات القذرة بدون أن تكون عرضة للمساءلة تحت شعارات حماية الأمن القومي ومكافحة الإرهاب وتخترق التنظيمات التي تعتبرها الإدارة الأميركية "إرهابية" والأخطر من ذلك أنها تجعل الدول التي توجد فيها هذه التنظيمات عرضة للمساءلة والانتقام، ومن هنا تأتي خطورة هذه المؤسسة على الأمن الدولي إذ أن تقريرا واحدا فقط قد يضع دولا مستقلة تحت مطرقة وزارة الدفاع الأميركية باعتبارها "مأوى" للإرهابيين.
وإذا ما ربطنا هذه المؤسسة مع السذاجة والتفكير المتطرف سهل الاستفزاز الذي يميز التنظيمات الأصولية فإن نجاح هذه المؤسسة الأميركية في "استفزاز" الإرهابيين شبه مؤكد، وقد تكون العديد من العمليات الإرهابية وخاصة التي تحدث في بعض الدول العربية نتيجة هذه الاستفزازات الاستراتيجية لمنظمات رامسفيلد السرية. وعلينا أن نتذكر فورا حادثة التفجير البشعة في مجمع المحيا في الرياض والتي جاءت بعد يوم واحد فقط من تحذيرات البنتاجون بحدوث عمليات إرهابية في السعودية. ونعرف تماما بأن هذا التفجير الغبي الذي استهدف العرب والمسلمين في السعودية قد "استفز" السلطات السعودية للقيام بأوسع وأشد عملية مطاردة للتنظيمات المتطرفة في السعودية بعد أن كانت ترفض الضغوطات الأميركية لسنوات عديدة. 
مقاومة الخطط والاستراتيجيات الأميركية في العالم العربي لا يمكن أن تتم عبر الخطابات والصراخ والعويل، بل من خلال الدراسة المنطقية والتحليل الذكي لهذه الخطط حتى نعرف بأن التنظيمات الأصولية الساذجة التي يتفاخر بها البعض ويعتبرها أفضل وسيلة للرد على العنجهية الأميركية هي في حقيقة الأمر أفضل وسائل الولايات المتحدة للسيطرة على المنطقة وايجاد تبريرات الغزو والاستعمار والاحتلال وعلى العالم العربي نفسه بمثقفيه وعلمائه تفكيك هذه التنظيمات الغبية التي دمرت سمعة الإسلام وسمحت للولايات المتحدة باستغلالها إلى أقصى حد لتنفيذ أهدافها الاستراتيجية في المنطقة وكفانا كل هذا الإعجاب غير المنطقي بالتنظيمات الأصولية المتطرفة والشعارات الكاذبة ولنفكر بذكاء ومنطق حتى نفهم الخطط الأميركية وكيفية مقاومتها. 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما محاور الخلاف داخل مجلس الحرب الإسرائيلي؟


.. اشتعال النيران قرب جدار الفصل العنصري بمدينة قلقيلية بالضفة




.. بدء دخول المساعدات عبر الرصيف الأمريكي العائم قبالة سواحل غز


.. غانتس لنتنياهو: إما الموافقة على خطة الحرب أو الاستقالة




.. شركة أميركية تسحب منتجاتها من -رقائق البطاطا الحارة- بعد وفا