الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مرة أخرى

سهيلة بورزق

2008 / 5 / 8
الادب والفن


ها أنا أغيب مرة أخرى عنّي، أتودّد إلى الصمت في سخاء، أجمع أسئلتي الحافلة بالعري وأعتصم بها عند شارع القلق، لم تعد الأجوبة سخية، ولم يعد القلب ينبض بغير الانتظار.
أواه يا أنا المترعة باليتم والخيبة والبعض من جنون الرفض، ما زلت أؤمن بأن الأرض كصدر الأم غائرة في الحب، وأن العمر قطعة من ذاك الحب المتوحّد في اختلافه. هل أنا غائبة حقاً عن تلك الطفولة الصارخة؟ ما الذي يحيلني على هكذا أسئلة جارحة في معناها التأويلي لزمن عشته بخشوع؟ هل هي الأرض؟ هل هي السماء؟ هل هي الشوارع؟. مازلت لم أتعلم كيف أخون وكيف أخالف قناعاتي المرتبكة، مازلت عندما يدقّ الفرح بابي أبكي بحرقة خوفاً عليّ منه، تسحبني الدمعة إليها تدغدغ أيامي ولغتي معلقة بين الصمت واللاصمت، بين البوح واللابوح، أجلس إلى طاولتي أحاول الكتابة عني لكن الفكرة تأتي دائماً يتيمة ومجروحة، يصطحبني نحيبها إلى الفراش، يمارس معي جرم القطيعة فأتحوّل إلى راهبة صمت. ما أجمل أن تكتشفك الأرض مرتين، مرة وأنت تزهو في حقولها ومرّة وأنت تعصر قلبك شوقاً لغبارها. هناك كان لي بيت من دفء، وهنا لي الشهد البارد كحجر، هناك كان لي زمن من صدق، وهنا لي القلق الدائم ككفر. نحن لا نختار أقدارنا بالطريقة التي ترضي الإنسان فينا، نحن نختارها بالطريقة التي ترضي غرورنا الفائض وبعدها يبدأ الحساب لتعيش الذات مأزق الندم. جئت من زمن عاشق، في قلبي حقل من مطر، وفي صدري حكاية طويلة ستبدأ مع التباشير الأولى من الحبر.
حكايتي طويلة مع نزق الروح وتلك الحفلة البائسة التي أشعلت صوتي بالصراخ وانتهت، لم تعد قادرة على مدّي بغير الفكرة الشاردة، أحاول ماذا إذن؟ وقدري يعاند صباحاتي الولهى بكثير من الضجر، أغرق في مسائي الطويل، أفتح ضوء القلق وأنتهي فيه، أجده مبتلاً بالانتظار فنتعانق وننام معاً.
هي ذي حكايتي مع اليتم، قطعة باردة ملوَّثة بحمى السؤال ودفين الغربة... لا تدقّوا بابي أرجوكم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟


.. -بيروت اند بيوند- : مشروع تجاوز حدود لبنان في دعم الموسيقى ا




.. صباح العربية | الفنان السعودي سعود أحمد يكشف سر حبه للراحل ط