الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رجل المرور ... دليل في استمرار الحياة

وسام محمد شاكر

2008 / 5 / 10
حقوق الانسان


أدرك العراقيون دور وجود رجل المرور في الشارع خصوصاً بعد أحداث 9/4/2003 وما خلفته من ركام بنيوي مادي وأنفلات امني كبير يتجلى من خلال مشهد مر به أغلب العراقيين خصوصاً عندما يريد سائق سيارة اجرة او باص الركاب من تجاوز تقاطع مروري في شارع فقد يؤدي ذلك للوقوف نصف ساعة او اكثر في أزدحام مروري يحتضن به القادم من الشرق بالقادم من الغرب ويتداخل فيه المتجه الى الجنوب مع المتجه الى الشمال فالجميع يريد المرور ولا تحل الأزمة الا بتدخل الخيريين من المارة او من سائقي السيارات اللذين يظطرون لترك سياراتهم وتنظيم السير وهكذا دواليك ، حينها ادرك جميع الناس ان من اساسيات القيادة في الطرق والشوارع العامة ان يكون هناك رجل مرور يحترمه الجميع وينفذ اوامره ياله من سبب بسيط يؤدي الى مشكلة كبيرة ، فمن يرى تعداد السيارات المتوقفة طولاً وعرضاً وصوت أناس يتشاجرون لايستطيع ان يتصور سبب كل هذه الفوضى رجل واحد يرتدي بزة زرقاء وأحياناً تكون قربه دراجة نارية انه ببساطة رجل المرور الذي يمثل الإنتظام والنظام والقانون على حدٍ سواء ، فهو اول من امتطى صهوة جواده لينزل به الى الشارع رغم المفخخات والعبوات والإغتيالات وهمجية الهمرات الأمريكية لكننا رأيناه شامخاً كشموخ النخيل يحمل في صدره شكباناً من الصبر فهو يدرك انه يخدم العراق ويحيل الفوضى الى حياة طبيعية رغم هول الأحداث السياسية وسخونة الصيف وبرد الشتاء نرى ابتسامته تأطر اكليل الشوارع كل صباح ويداه السمراويتين تلوح بغدٍ مشرق انه الناجي الوحيد من النبال الطائفية فلليوم لم يجرء سياسي بنعته أرهابي او مليشياتي وهذه شهادة سيشهد بها التاريخ لرجال المرور، ورغم كل هذا وعند تجوالك في شوارع بغداد تشهد مناظر مخزية تعبر عن ثقافة وضيعة لاوطنية ابطالها ارتال الجيش والشرطة والحمايات الأجنبية ومواكب المسؤلين الحكوميين الذين لايعيرون أي احترام لرجل المرور عند مخالفتهم للسير او القيادة بطريقة غاية في العنجهية والفوضوية يراد منها ايصال رسالة عدم احترام ومبالات لوجود رجال المرور في الشارع وهذه الظاهرة بدت تتسع في الأونة الأخيرة حتى وصلت في بعض الأحيان الى سخط ليس رجال المرور فقط بل حتى الناس من هذه السلوكيات التي تنتمي في جذورها لفكر البعث الصدامي وهسترية رجل الأمن سابقاً الذي يتفاخر بكونه جلاد ليس الا وهو ابن السلطة التي فوضه بها مسؤله القروي ولكن اليوم على الجميع ان يدرك ان هذه المظاهر المريضة قد ولت الى غير رجعة وما تبقى هو رواسب ستزول حتماً بمرور الوقت وسيادة القانون ستكون فوق الكل .
ان انتشار رجال المرور في الشوارع يرسم لنا لوحة جميلة تعبر عن الأمان والسلام فبوجوده يشعر الجميع بأن هنالك من يقف ليفتح الطريق ليس لبيوتنا ولأماكن عملنا بل يفتح الطريق نحو مستقبل زاهر للبلد خصوصاً عندما نجده واقفاً يبدد وحشة الشوارع وخلوها من الناس بتفاؤل كبير وبشجاعة عراقية خالصة تعبر عن حبهم لوطنهم في وقت بات الجميع احوج اليه من قبل .












التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ميقاتي: نرفض أن يتحول لبنان إلى وطن بديل ونطالب بمعالجة ملف


.. شاهد: اشتباكات واعتقالات.. الشرطة تحتشد قرب مخيم احتجاج مؤيد




.. رغم أوامر الفض والاعتقالات.. اتساع رقعة احتجاجات الجامعات ال


.. بريطانيا تبدأ احتجاز المهاجرين تمهيداً لترحيلهم إلى رواندا




.. جولة لموظفي الأونروا داخل إحدى المدارس المدمرة في غزة