الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لو أن الدروب سالكة

جبريل محمد

2004 / 1 / 7
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


لو أن الدرب كان سالك من رام الله إلى جنين، لكنت قطعت المسافة على قدمي إلى مثلث الشهداء هناك، في رأس سهل مرج ابن عامر حيث ينتصب عمود حجري خلف بوابة لمقبرة مسورة، ووضعت كل أكاليل الغار عليه، هناك يرقد شهداء الجيش العراقي الباسل، الذين روى دمهم ارض فلسطين، دفاعا عن الحق وعن الإنسان، وعن الكرامة القومية، لا فرق حين تكون الكرامة القومية جوهرا إنسانيا.
لو أن الدروب سالكة إليك يا مثلث الشهداء لكنت احتفلت بذكرى تأسيس جيش العراق الأشم هناك ولتذكرت كل الأبطال العراقيين الذين تسكن فلسطين قلبهم وروحهم، مهما حاول دعاة العراقوية الضيقة، والذين يعادون القومية العربية لأنهم لا يجدون فيها سوى صورة صدام حسين وحزب البعث، فيما تعلمنا نحن حب العروبة حبا انسانيا من بغداد حاضرة العرب منذ الرشيد، والبحتري، منذ المتنبي، ومعروف الرصافي وحارث الراوي، والبياتي والسياب ونازك الملائكة. ليست العروبة فوبيا ايها المصابون بالصداموفوبيا، وليس الوقت وقت ثارات، أيها القادمون على ظهر دبابة أمريكية.
شهداء الجيش العراقي سقطوا على ارض فلسطين في عهد الملكية، لكنهم أبناء شعب العراق، عراق النخيل قبل البترولـ شهداء الجيش الذي نعتد به نحن أبناء الأرض المنكوبة بالتآمر الرسمي العربي قبل الخطط الصهيونية، هم شهداء شعب فلسطين، لا علاقة لصدام بهم، وتمسك العراقيين بفلسطين وحفها هو تمسك صادق، لأنه لا ينتمي لعهد صدام حسين فقط، انه ينتمي للإباء العربي العراقي، مهما حاول ان يكسره أنذال مثل الكلبي، والعلاوي.
عندنا هنا وفي فلسطين نموذج عراقي لهم، عندنا رأس هرم الفساد وماسك رقاب العباد (خالد سلام أو محمد رشيد)، لكننا نحفظ الصورة الأنقى غير الشهداء أيضا، نحفظ في الذاكرة صورة المناضل العراقي هاتف بلال الذي أكل سجن الصهاينة في عسقلان وبئر السبع وغيرها من جلده راقات وظل صامدا حتى تحريره، أين أنت يا هاتف؟!!
في فلسطين يشكل باسل الكبيسي بطلا قوميا ووطنيا بالنسبة لشعبنا، اسماء باسل كثرت في فلسطين بعد استشهاده، وفي فلسطين نحتفي بقائد وطني فلسطيني، هو قيس السامرائي (ابو ليلى)،
وفي الجليل بين قراها لا زالت الأجيال القديمة التي لا زالت على قيد الحياة تذكر الضابط العراقي جابر، لقد اتخذ من قلعة الظاهر عمر في شفا عمرو مقرا له، ومن هناك كان يدير معركة مع العصابات الصهيونية، كما كان يدير شؤون الناس. كلهم يحفظون اسمه ويذكرون نخوته وشهامته، وكلهم كلما ذكر العراق ذكر لديهم جابر.
ما الذي يدفع ضابطا لتحمل مسؤولية أهالي ثلاث قرى جنوبي مدينة حيفا، حين طلب إليهم مغادرة قراهم كي يدير معركة، فلما هزم، لم يتركهم بل حملهم معه إلى بغداد ، هكذا يروي أهالي الجليل قصة أم الزينات واجزم وعين غزالة والكفرين أيضا، إنهم الآن في بغداد يحاول البعض من الموتورين أن يوقعوا عليهم سبيا، لا لذنب إلا لأنهم من فلسطين.
ويقتلنا الهم نكاد نشعر بنفاذ الأكسجين في رئتينا حين نرى جحافل الجيش العراقي الأشم تتحول إلى طوابير تصطف على أبواب وكلاء بريمر يستجدون لقمة عيشهم، أليس في هذا إهدار مقصود لكرامة الإنسان؟! أليس عيب على كل الذين يمارسون قهر الرجال بقوة الغازي المستبد؟
ليس الجيش العراقي جيشا لصدام، ولكن قرار حله من قبل قوة الاحتلال كان قرارا أرضى شارون، كان قرار حله دثرا لتاريخ هذا الجيش ولبسالته، وليس انتقاما من صدام كما يفكر بعض السذج .

جبريل محمد
فلسطين
مدير تحرير مجلة الهدف/ فلسطين

 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عمليات بحث تحت الأنقاض وسط دمار بمربع سكني بمخيم النصيرات في


.. مظاهرات في تل أبيب تطالب بإسقاط حكومة نتنياهو وإعادة المحتجز




.. رغم المضايقات والترهيب.. حراك طلابي متصاعد في الجامعات الأمر


.. 10 شهداء في قصف إسرائيلي استهدف منزلا في حي النصر شمال مدينة




.. حزب الله يعلن قصف مستوطنات إسرائيلية بعشرات صواريخ الكاتيوشا