-   يتواصل العدوان الامبريالي الأمريكي الهمجي ضد العالم العربي بشكل لم يسبق له نظير. ويتمثل  ذلك في احتلال العراق وإقتراف أبشع الجرائم ضد شعبه من قتل للأبرياء واعتقال الآلاف من المقاومين والمواطنين واحتجازهم في ظروف لاإنسانية وإهاناتهم وتعذيبهم ونهب خيرات العراق النفطية وتقديم كل أشكال الدعم للتقتيل والمذابح التي يرتكبها الكيان الصهيوني بقيادة الجزار والمجرم ضد الإنسانية شارون.

وإذا كانت شعوب العالم العربي تطمح إلى الانعتاق من الهيمنة الإمبريالية والصهيونية وإلى الديمقراطية, فإن الأنظمة تعمق في إنبطاحها أمام الغطرسة الامبريالية الصهيونية وتغلف ذلك بديمقراطية  شكلية تغطي بها قمعها وتفقيرها لشعوبها.

والمغرب لا يشد عن هذه القاعدة حيث تعمق نهج الاستسلام للإمبريالية والتطبيق المتحمس لتوجهاتها: هكذا فعلى مستوى علاقات بلادنا مع الخارج, يتم التهافت على توقيع اتفاقية لتشكيل منطقة للتبادل الحر مع أمريكا لن يجن منها شعبنا, وخاصة الفلاحون, سوى الخراب والويلات؛ ويستقبل وزير خارجية الكيان الصهيوني بينما تتصاعد عملية إبادة الشعب الفلسطيني واعتقال الآلاف من مناضليه وقتل العشرات من كوادر المقاومة. كما يصرح نائب وزير الدفاع الأمريكي بول فولفوفيتز عن انضمام المغرب للتحالف الاستعماري ضد العراق ويتبنى المغرب مواقف مخزنية في الأمم المتحدة.

أما على المستوى الداخلي فقد تصاعدت الهجمة ضد الطبقة العاملة تمثلت في إقرار مدونة الشغل تشرعن للتسريح والطرد وتفرغ حق الإضراب من مضمونه, وذلك لتمكين الشركات المتعددة الاستيطان وعملائها من الاستغلال المكثف للطبقة العاملة بدون حسيب أو رقيب. كما تزايد قمع الحركات الاحتجاجية ضد التسريح والتهميش والعطالة ومواجهة المناضلين الحقوقيين والنقابيين والصحافيين والمعطلين بالعنف والمتابعات والاعتقالات والأحكام الجائرة والتجنيد الإجباري والإبعاد. وشهدت البلاد موجات من الاختطافات والاعتقالات والتعذيب والمحاكمات الصورية والأحكام القاسية. وسنت الدولة ترسانة من القوانين التراجعية لشرعنة ذلك (قانون مكافحة الإرهاب, قانون الصحافة...).

وبموازاة مع الانتخابات وإعادة تشكيل المؤسسات "الديمقراطية" المزعومة التي كانت مسلسلا من المهازل والمسخ أكدت صحة موقف المقاطعة الذي مارسه شعبنا بشكل عارم, واصل المخزن تطبيق السياسات الاقتصادية والاجتماعية المناقضة لمصالح الشعب المغربي والقائمة على تغليب التوازنات المالية على حساب التوازنات الاقتصادية والاجتماعية وعلى تصفية القطاع العام(صوجيطا وصوديا...) وتقوية هيمنة المخزن على الاقتصاد وتمركز الثروات في يد بعض العائلات, مما نتج عنه تردي أوضاع الجماهير الشعبية, بما في ذلك الطبقات الوسطى بل حتى شرائح من البرجوازية الغير مندمجة مصالحها مع المخزن. كما أنه حاول طي صفحة ماضي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان بدون قراءتها وبدون اعتبار ما يمارس من انتهاكات جسيمة في السنوات الأخيرة.

أمام هذه الأوضاع الخطيرة, فإن اللجنة الوطنية للنهج الديمقراطي:

-         تدين الجرائم التي تقترفها الإمبريالية الأمريكية في العراق والجرائم التي يرتكبها العدو الصهيوني في فلسطين وتطالب بمحاكمة المسؤولين عن هذه الجرائم الشنيعة وبجلاء قوات الاحتلال عن العراق لكي يتمكن الشعب العراقي من تقرير مصيره بكل حرية وبحق الشعب الفلسطيني في بناء دولته المستقلة عاصمتها القدس وعودة اللاجئين إلى ديارهم.

-         تدين انضمام المغرب إلى التحالف الاستعماري ضد العراق ومحاولات التطبيع مع الكيان الصهيوني و المواقف المساندة لأمريكا في الأمم المتحدة وترفض أية اتفاقية للتبادل الحر مع الولايات المتحدة الأمريكية.

-         تعلن شجبها للعنف والقمع الذي تواجه به الحركات الاحتجاجية والمتابعات والتجنيد الإجباري الذي يطال مناضلي الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين والإبعاد الذي يمس مجموعة من رجال التعليم والاعتقال و التعذيب والأحكام الجائرة ضد الحقوقي رشيد الشريعي والصحفيين علي المرابط والهرد وتطالب بإطلاق سراحهم فورا ورفع المتبعات والتجنيد الإجباري وإرجاع المبعدين إلى مدنهم.

-         تعلن استمرار النهج الديمقراطي في النضال من أجل المساواة بين المرأة والرجل في إطار قانون أسرة ديمقراطي وعصري ودسترة اللغة الأمازيغية ومن أجل المساءلة وعدم الإفلات من العقاب في الجرائم السياسية والاقتصادية وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين والإفراج عن المختطفين الأحياء و تسليم رفات المتوفين منهم إلى ذويهم وكشف كل الحقيقة عن الجرائم المرتكبة.

-         تعلن رفضها للقوانين التراجعية (مدونة الشغل, قانون مكافحة الإرهاب...) واستمرارها في النضال من أجل إلغائها.

-         تعلن عن وقوفها إلى جانب كل نضالات الشعب المغربي من أجل الديمقراطية والكرامة والحق في الشغل والتعليم والصحة والمسكن وضد السياسات الليبرالية المتوحشة.

-         تدعو كافة القوى الديمقراطية والتقدمية المغربية إلى مساندة مقاومة الشعبين العراقي والفلسطيني والمساهمة في بناء جبهة مناهضة للإمبريالية الأمريكية والتصدي للتوجهات الرأسمالية المتوحشة ولخطط المخزن الهادفة إلى إطباق سيطرته على الميادين الاجتماعية والاقتصادية والثقافية و المدنية.

البيضاء في 21 دجنبر 2003

النهج الديمقرطي

  اللجنة الوطنية