الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل حقاً سيعيد أولمرت الجولان الى سورية بحصوله على السلام ؟

فريد حداد

2008 / 5 / 10
السياسة والعلاقات الدولية


أم
أن أسداً آخر سيأخذ ما تبقى من سورية الى الجولان بحصوله على تثبيت نظامه ؟

منذ أربعين عاماً , وإعلام النظام يصدح بعباراته " القومية – الثورية " واصفاً اسرائيل بأنها ( دولة عنصرية قائمة على العدوان والتوسع ) . وواصف للولايات المتحدة بصفات تتراوح , مابين ( دولة راعية للعدوان ) الى ( إحدى الدولتين الراعيتين لعملية السلام ) وأخيراً ( الدولة التي تمنع اسرائيل من السير في طريق السلام ) .

إن وصف اسرائيل بانها عنصرية , ومعتدية , وتوسعية , هو وصف صحيح , وان كانت دعاية النظام لاتبغي من ذلك توخي الدقة العلمية في توصيف اسرائيل , بهدف بناء موقف سياسي سليم , ومهام عمل مرتبطة بهذا الفهم لطبيعة اسرائيل . بل اراد النظام من هذا التوصف , الحفاظ على درجة عالية من التوتر والقلق لدى شعبه , بهدف تبرير سياسته القمعية في كم الأفواه , والمافياوية في نهب خيرات الوطن .

وهذا الوصف لكون اسرائيل معتدية وعنصرية وتوسعية وقمعية للشعب الفلسطيني وغيره وغيره من الصفات الأخرى , تصبح صحيحة بالمطلق , في ظل ميزان قوى إقليمي بين العرب واسرائيل , مختل بشكل فاضح لصالح الأخيرة , مما يسمح لها ويشجعها على الأستمرار في أعمالها العدوانية والعنصرية دون ان ينالها الحساب . وحصارها المهين للعرب لقطاع غزة أكبر دليل على ذلك .

ان عناصر ميزان القوى بين دولتين أو أكثر كما هو الحال في منطقتنا العربية , لايٌقاس بعدد الصواريخ والدبابات لأن - كفات الميزان - تأبى النوسان ان لم توضع الوزنات فيها بترتيبها الصحيح . ان الوزنات الداخلة في قياس ميزان القوى تبدأ بوزنة الحرية , ثم الكرامة , فالأمن الغذائي , وأمن المستقبل ( المرض والشيخوخة ) فالعدالة بين ابناء الوطن الواحد . تم تأتي الوزنات الأخرى ومنها , نسبة التعليم , نسبة المرأة العاملة من اليد العاملة الأجمالية , كمية الأموال التي تُصرف على البحوث . وتجر قائمة الوزنات التي لا حد لها ولاحصر وآخرها تأتي الدبابات والمدافع .

فاذا أجرينا مقارنة بسيطة بين وزنات القوة العربية مجتمعة , ووزنات اسرائيل , لرأينا حجم الخلل الهائل في ميزان القوى بين العرب واسرائيل .

في ظل هذا الخلل الهائل وبدون أي مقدمات , وبدون أن يكلف النظام نفسه عناء توضيح للصورة , تصبح اسرائيل فجأة دولة ساعية الى السلام , والعقبة الوحيدة في سيرها على دروبه هي منع الولايات المتحدة لها من الدخول في مفاوضات مع سورية , وليست طبيعتها العدوانية التوسعية العنصرية كما كانوا يقولون ( النظام ) . ويصبح أولمرت " حمامة سلام " على أستعداد لإعادة الجولان الى سورية , لمجرد توقيعه على معاهدة سلام معها . هذا مايبشرنا به بشار الأسد .

ان بديهيات السياسة تعلم أن الأتفاقيات المعقودة بين الناس والدول . الأصدقاء والأعداء . ستعكس ميزان القوى القائم بينهم . فكيف لك يابشار الأسد ان تفاوض الأسرائليين في ظل عزلة كاملة لنظامك عن شعبك , وقطيعة كاملة مع أخوانك العرب , وحصار شبه محكم من المجتمع الدولي . وان وقعت اي اتفاق معهم في ظل ميزان القوى القائم , فهل سيكون هذا الأتفاق أقل من تكبيل سورية وشعبها الى قيود اسرائيلية واضحة أو خفية , بمقابل حماية نظامك ؟ .

ان نظام حكم , يذهب لمفاوضة الأعداء , بعد ان يدمر كل عناصر قوة الوطن . لايمكن أن يكون نظاماً ممثلاً لشعبه . وانني كمواطن سوري مجرد من حقوقه المدنية منذ ثلث قرن , أعلن عدم تفويضي لهذا النظام ان يفاوض باسمي , كما أعلن بان اي اتفاقية سيوقعها هذا النظام مع الأسرائيلين , لن تشملني.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تأثير مقتل رئيسي على المشهد السياسي في إيران| المسائية


.. محاكمة غيابية بفرنسا لمسؤولين بالنظام السوري بتهمة ارتكاب جر




.. الخطوط السعودية تعلن عن شراء 105 طائرات من إيرباص في أكبر -ص


.. مقتل 7 فلسطينيين في عملية للجيش الإسرائيلي بجنين| #الظهيرة




.. واشنطن: عدد من الدول والجهات قدمت عشرات الأطنان من المساعدات