الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سلوك حزبي غريب

سامر خير احمد

2004 / 1 / 8
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


لا يستطيع المرء ان يفوت لحزب اليسار الديمقراطي فعلة «نوابه» يوم التصويت على الثقة بحكومة فيصل الفايز قبل ايام.
فقد يكون مفهوما ان تقوم الكتلة النيابية بتعويم موقفها من مسألة الثقة بحيث يتخذ اعضاؤها المواقف التي يرونها مناسبة وعندها قد تتباين المواقف من عضو لاخر، غير انه ليس مفهوما ولا مقبولا ان تتباين مواقف اعضاء الحزب الواحد: احدهم يمنح الثقة والاخر يحجبها!
صحيح ان النائبين مصطفى شنيكات وبسام حدادين لم يترشحا باسم الحزب في الانتخابات النيابية، بمعنى انهما بالنسبة لجمهوريهما ليسا ممثلين لحزب سياسي، غير انهما بالنسبة للحياة السياسية ممثلان لحزب واحد، بحيث يفترض قياس مواقف الحزب ورؤاه التشريعية من خلال سلوكهما في البرلمان، وهذه حقيقة لا نحسبها غائبة عن النائبين المحترمين وعن حزبهما، وهكذا لا يمكن تقبل ان يحجب حدادين الثقة عن الحكومة، فيما يقوم شنيكات بمنحها اياها: أليس للحزب موقف سياسي؟!
هذه الواقعة دليل على غياب المؤسسية عن بعض الاحزاب، ولا ندري كم عدد هذا «البعض» وكم نسبته التي نخشى ان تكون كبيرة، وهذا يفتح الباب على اشتراط تنظيم الاحزاب من الداخل قبل دعوتها لتفعيل دورها في الحياة السياسية واتاحة المجال لمشاركتها في الانتخابات النيابية بصيغة «القوائم الانتخابية» بحيث تتمكن من حجز مواقع داخل البرلمان، فأصل الرغبة في تنشيط الاحزاب هو العمل على مأسسة الحياة السياسية، وهذه «المأسسة» لا تتحقق بأحزاب غير قادرة على ممارسة المؤسسية في داخلها.
وما يقال عن حزب اليسار الديمقراطي في هذه المسألة، يقال عن احزاب كثيرة غير قادرة على ممارسة المؤسسية في تبادل قياداتها عبر الانتخاب الحر والديمقراطي بحيث لا يتحول «الامين العام» الى قائد ملهم وزعيم فذ، هذا بينما ترفع تلك الاحزاب صوتها مطالبة بدمقرطة الحياة السياسية حسب الاصول. وان كان «اليسار الديمقراطي» لا يعاني من قضية الزعيم الملهم، فهو يعاني على ما يبدو من عدم القدرة على ضبط تصرفات اعضائه في سياق الموقف الحزبي الثابت، والحالة في المحصلة واحدة.
وقد يقال في تفسير هذا السلوك الحزبي الغريب، ما يقال، مثل ان حجب حدادين الثقة عن الحكومة جاء نتيجة رؤية شخصية، او ان واحدا من النائبين كان له اجتهاده الخاص، وهذا كله - بالنسبة  للمراقب - غير مهم، فالذي حصل ان واحدا من الاحزاب السياسية التي تقدم طروحات برنامجية مبشرة اصابنا بخيبة امل، والمطلوب الآن من حزب اليسار الديمقراطي ان ينقذ ماء وجهه، وان يفسر القصة، ويبين أياً من النائبين خالف موقفه، وما الذي سيفعله لردع الخروج عن الموقف الحزبي، وعندها قد نفوت للحزب المحترم ما لم نستطع ان نغض النظر عنه حتى الان!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مواهب غير مفيدة للمجتمع ???? مع بدر صالح


.. تونس : لماذا كل هذه الفيود على الحريات؟ • فرانس 24 / FRANCE




.. بعد حرب غزة.. هل ستفوز حماس إذا أجريت انتخابات؟ شاهد كيف رد


.. بسبب التصعيد الإسرائيلي في رفح.. تزايد حدة التوتر بين القاهر




.. أمير الكويت يصدر مرسوما أميريا بتشكيل الحكومة الجديدة | #راد