الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خلف العليان واللعبة الأخيرة

عباس النوري

2008 / 5 / 10
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


لا يشك مراقب للوضع السياسي العراقي أن للقادة السياسيين أثر فعال في تأجج الأمور أو استقراره، ولا يشك أحد أن وراء البعثيين المتشتتين بين أحزاب حديثة الصنع بقيادات تخلق الأزمة بعد الأزمة، ولا يشك أحد بأن من ينادي بالمقاومة الشريفة في واقع الأمر يغطي على كثير من الجرائم التي تقترفها عصابات منظمة. ولا يشك أحد بأن الأمور أختلط على الكثيرين بخصوص المقاومة الحكيمة والمقاومة المسلحة التي كانت سبباً في قتل الأبرياء من أبناء الشعب العراقي. وليس بمقدور أحد أن ينزه بعض القياديين السياسيين لأحزاب هشه في تكوينها ومريضه في أسلوبها أنهم وراء كثير من الجرائم وتأزم الأوضاع. ومن يمكنه أن يقول بأن لخلف العليان نوايا حسنه بعد أن رفض السيد نوري المالكي ترشيحه لنائب رئيس الوزراء للمواقف والثوابت التي أقرها خلف العليان بلسانه ومن خلال تصرفاته.

ولا أتصور بأن خلف العليان ينكر حين لبس السواد على قائد الضرورة بعد إعدامه شنقاً حتى الموت، وأنه ما زال مخالف لما قرره البرلمان العراقي بخصوص العلم العراقي…فهو يرفع العلم القديم الذي خط بدم الدكتاتور ونجومه.
لكن لكي ينتقم من الوضع الذي وضع نفسه فيه بدأت بالتهجم على السيد طارق الهاشمي والتحدث عن أمور كان يفترض به أن يناقشها ضمن الكتلة وليس عبر وسائل الإعلام. ولعله يتصور بأنه يقود حزباً يمكنه فرض شروط وقيود، وفي واقع الحال أن أكثرية قيادات هذا الحزب لا يكنون له الولاء…والدليل الوثيقة التي حصلت عليها من مصدر موثوق لا يريد أن يفصح عن أسمه.

كلما بدأت العملية السياسية تنجو من مصيبة يدفع ثمنها الإنسان العراقي البسيط، يخرج لنا مارداً يحاول التصيد في برك لا يشرب منها فلوات الصحراء. وكأنه القائد المنقذ والمقاوم الأوحد ضد المحتل. والله لقد أبتلى الله العراقيون بأمثال القيادات وبعضهم لا يصلح لقيادة عنزة ولا أقول عنزتين….ولا أريد أن اشخص قيادياً معيناً فكلٌ يعرف قدر نفسه، ومن لا يعرف قدر نفسه لا يعرف الله ولا عرفه الله…!

خلف العليان يقول من خلال قناة الفيحاء الغراء أن السيد طارق الهاشمي رئيس الحزب الإسلامي قد أستغل جميع الوظائف لصالح حزبه 6000وظيفة للحزب الإسلامي ولم يترك له مجال. ولا أعرف كيف يمكنه التنكر من أن أهم المناصب الرئاسية أحيلت للعليان وحزبه، أن نائب رئيس الجمهورية ليس منصباً تنفيذياً مثل نائب رئيس الوزراء حسب علم الجميع ولا حتى منصب الوزارة كسلطة تنفيذية تقابل سلطة تشريفية مع أنه هناك مؤاخذات وتفسير خاطئ لصلاحيات حددها الدستور. ولا أعرف سبب خلاف السياسيين العراقيين على السلطات وكلٌ يحاول الحصول على الأفضل والأحسن، ولماذا لا يعملون كفريق يريد إنقاذ العراق من مأزقه والكوراث التي خلقتها بعض القيادات. على الشعب العراقي أن يتعرف من قرب على قياداته ومن منهم يريد خير الشعب ومن هم أصحاب الأزمات والمأجورين.

هل بدأ خلاف خلف العليان بسبب وقفت السيد طارق الهاشمي نائب رئيس الجمهورية العراقية مع الوضع الجديد…وجهوده الوطنية للم شمل التشتت العراقي، أم لأن نجمه بدأ يتألق فكثر حساده. أم أن وقفته الوطنية مع رئيس الوزراء، أم لأن جولاته المتكررة لكردستان العراق ولقائه مع القيادات الكردية حركة الحقد البعثي القومجي لدى البعض لينالوا منه…! هذا يبقى للقارئ العزيز أن يستخلص الحقائق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ليبيا: ماذا وراء لقاء رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني


.. صفاقس التونسية: ما المسكوت عنه في أزمة الهجرة غير النظامية؟




.. تونس: ما رد فعل الرئيس الأسبق المنصف المرزوقي بعد فتح تحقيق


.. تبون: -لاتنازل ولا مساومة- في ملف الذاكرة مع فرنسا




.. ما حقيقة فيديو لنزوح هائل من رفح؟ • فرانس 24 / FRANCE 24