الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأولمبياد- بين السياسة و الرياضة

عدنان زاهر

2008 / 5 / 10
عالم الرياضة


يشغل ذهن العالم هذه الأيام مجريات الأولمبياد التى سوف تقوم منافساته فى الصين فى أغسطس المقبل. ازدياد الاهتمام فوق العادى بالأولمبياد سببه القضايا السياسية التى تفجرت فى مجرى التحضير له، و منها قضية "التبت"، و الذى استغل مواطنوه و أنصارهم هذه المناسبة لاثارة مطالبهم و طرحها للرأى العام. فى تقديرى أن القضية جديرة بكل ذلك الاهتمام الذى تحظى به، لأنها لامست و ركزت بعدسة مكبرة على قضايا أخرى ظلت فترة من الزمن منزوية عن محور اهتمام العالم، كما سلطت الضوء و لفتت الانتباه الى القضايا الملتهبة التي سوف تشكل الاجابة عليها- سلبا او ايجابا- دورا استثنائيا فى اعادة تشكيل جزء من عالم اليوم و عالم المستقبل.

• دفعت الى السطح علاقة الصين مع الدول الرأسمالية التى تأطرها دول الغرب فى مدى التزام الصين بالحفاظ على حقوق الانسان، ومن ثم ازدواجية معايير تلك الدول فى التعامل مع هذا المبدأ وفقا لمصالحها.

• سلطت الضوء على قضية القوميات الصغيرة فى كثير من بلدان العالم، و القمع الذى تعيش فى ظله. تجاهل العالم عمدا للتعامل مع مثل هذه القضايا، حق تلك القوميات الصغيرة فى أن تعيش حياة كريمة و أن تنعم بالحريات التى كفلتها مواثيق حقوق الانسان العالمية.

• بعثت من جديد و فجرت بشكل مدو قضية دارفور و دفعت بها الى الاروقة العالمية، ثم كشفت الدور السلبى الذى تلعبه الصين بدعمها لنظام الحكم فى السودان (الانقاذ ) و كيفية استغلال السطة هنالك لذلك الدعم فى رفض كل المقترحات من المجتمع الدولى الرامية لحل تلك المشكلة .

• اعادة طرح سؤال قديم و متجدد، يطرح نفسه دوما و باستمرار بين فينة و آخرى، مدى أحقية الشعوب المضطهدة فى استغلال المناسبات العالمية- رياضية ام ثقافية- لطرح قضايا استغلالها السياسى و الاقتصادى.

• التبت كانت دولة قائمة بذاتها يحكمها الرهبان البوذيين، حاكمها الزمنى و الروحى هو الدلالامى البوذى، استمر ذلك الحكم منذ العام 1642- 1959 و"الدالاى لاما" تعنى باللغة البوذية "محيط الحكمة". احتل الصينيون التبت عام 1949 ابان حكم ماتسى تونج، قاموا بنفى الدالاى لاما الحالى "غياتسوا" عام 1959. استقبله الزعيم الهندى نهرو، و أفرد له محل اقامة فى مدينة ستدعى"دهارمسلا" فى شمال الهند. ظل من هنالك يباشر سلطته الروحية على التبت مؤسسا ما يسمى بادارة التبت المركزية او حكومة التبت فى المنفى.

• يتضح من تداعى الاحداث و الاحتجاج الذى قوبلت "شعلة الاولمب" وهى تسعى متنقلة من اثينا فى طريقها الى بكين عبر كثير من دول العالم، التخطيط الدقيق من مواطنى التبت لاستغلال سانحة الاولمبياد لطرح قضيتهم. الدالاى مهد لذلك العمل المنظم بزيارة لعدة دول منها على سبيل المثال اليابان، امريكا، كندا...الخ

الجدير بذكره ان الدالاى لاما فى طرحه السياسى لقضية التبت لا يرفع شعار الانفصال من الصين بل يدعو لحكم ذاتى و لمزيد من الحريات. اضافة الى كل ذلك فهو لا يطرح مقاطعة الاولمبياد وكما انه يدعو لنبذ العنف فى العمل السياسى. الجيل الجديد من التبتين الشباب لا يوافق على هذا الطرح ويرى فيه تهاونا و تفريطا.

السلطة الصينية من جانبها واجهت الاحتجاجات و المظاهرات فى "لاهسا" عاصمة التبت بعنف زائد قتل خلاله برصاص الشرطة مايزيد عن 140 شخصا.

الصين تبدوا تزمتا واضحا تجاه قضية التبت ويبدو أن حسابتها و قراءتها للواقع تقول، ان التنازل قد يفتح لها ابوابا ظلت مواربة فترة من الزمن لمطالب اقتصادية، سياسية و اجتماعية من قوميات اخرى. كما توقعت الصين فقد تململ المسلمون فى "هيتان" غرب الصين بمظاهرات تم قمعها بعنف فى حينها، وعلى العموم تظل تلك المطالب قنبلة موقوته سوف تواجه الصنيين عاجلا ام آجلا.

الآن يأتى دور السؤال المركزى فى هذا المقال، هل مايقوم به التبتيون يقع فى خانة المسموح به؟ بشكل أكثر تحديدا هل يجوز استخدام المناسبات الرياضية لطرح قضايا سياسية؟

أقول أن كثيرا من المناسبات الرياضية أو الثقافية فى العالم لها ارتباط وثيق بالسياسة بشكل او آخر، و لا تستثنى من ذلك حتى جائزة نوبل للآداب! كما أن كثير من أحداث الاولمبياد ارتبط بالسياسة، اولمبياد موسكو 1980، المكسيك....ألخ وحتى الاولمبياد نفسه فى كثير من الاحيان لا يسمح لبعض الدول بتنظيمه لاسباب سياسية، كما حدث للصين نفسها بمنعها من تنظيم الاولمبياد عام 2000.

بالطبع لا أحد يود أن تصبح الرياضة و منافساتها أجندة سياسية، والرياضة فى جوهرها دعوة للتضامن و الاخاء، بعيدا من الحزازات و المكايدات السياسية، لكن كل ذلك فى تقديرى لا يمنع و لا يقف عائقا - وفى مسار التحضير لبدء أى منافسة- من طرح القضايا المتعلقة بالحريات و حقوق الانسان للشعوب المضهدة و بشفافية عالية كما هو حادث الآن مع شعلة الاولمب (للسخرية فان من قام بابتكار الشعلة و حملها من اليونان و تنقلها بين الدول حتى مكان الاحتفال هى المانيا النازية عند قيام الاولمبياد فى أرضها عام 1936 ).

اخيرا نقول ان الشعوب هى التى تختار اساليب عملها السياسى لنيل حقوقها الأساسية دون وصاية من أحد!!









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تعادل الترجي التونسي والأهلي المصري في رادس في ذهاب نهائي أب


.. التعادل يسيطر على مواجهة الأهلي والترجي في ذهاب نهائي دوري أ




.. فريق باير ليفركوزن يقتحم قائمة أبطال لا يعرفون الهزيمة


.. الأهلي يفلت من غربال .. تقييم حكم نهائي دوري أبطال أفريقيا




.. الأهلي والترجي أداء مهزوز من مصطفى غربال حكم نهائي دوري أب