الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من تخدم الحملة الإرهابية الشرسة ضد الكلدوآشوريين في العراق؟

نجاح يوسف

2004 / 1 / 8
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


منذ سقوط النظام الدكتاتوري البائد وحملة تصفية الكلدوآشوريين , سكان العراق الأصليين لم تنقطع , لا بل تفاقمت في الاونة الأخيرة ..ولا يخفى على الجميع بأن بعض عناصر النظام المخلوع قد تسللت إلى العديد من التنظيمات السياسية والدينية والعشائرية , إما هربا من الملاحقة القضائية أو لإثارة الفتن والشقاق بين العراقيين, أملا بالوثوب ثانية إلى دست الحكم .. كما تستهدف هذه الحملة الإرهابية الشرسة, من ضمن ما تستهدف, طرد المسيحيين العراقيين من بلدهم الذي بنوا اولى حضارته وسنوا اول قوانينه , لياتي من جاء من وراء الحدود ليطردهم من بلدهم بحملات إرهابية بشعة متهمين إياهم بالكفر ومهددينهم بالموت إن لم يسلموا , او أن تمتنع بناتهم وزوجاتهم عن لبس الحجاب في المدارس والدوائر والمؤسسات, أو ان يتوقفوا عن بيع الخمور!! ويقف وراء هذه الحملات الإرهابية تنظيمات (حزب الله, ثأر الله,..الخ) من المسيميات الجديدة التي لم يكن يعرفها العراق قبل سفوط الدكتاتورية , او يكن لها أي نشاط سياسي ضد النظام البائد من قبل!!
ولقد انبرى عدد من المثقفين العراقيين واصدروا بيانا أدانوا فيه هذه الحملة البريرية التي يشنها أعداء الشعب العراقي من الذين يريدون فرض آرائهم ومعتقداتهم السياسية والدينية عن طريق القتل والترهيب , كما طالبوا قوات التحالف والآحزاب السياسية والمرجعيات الدينية الشيعية بوضع حد لهذه الإنتهاكات الفظة بحقوق المسيحيين العراقيين وإصدار البيانات والفتاوى التي تدين وتحرم مثل هذه الجرائم والتي تقوم بها هذه الزمرالإرهابية وتقديمهم إلى المحاكمة لينالوا عقابهم العادل.. ففي الوقت الذي يثمن شعبنا الكلدوآشوري الموقف الوطني والإنساني الذي تبناه المثقفون العراقيون من محنة شعبنا , نرى ان هذا الموقف يبقى ناقصا وغير فعال إن لم يتبعه موقف واضح وصريح من المرجعيات الشيعية والتي لحد هذا اليوم لم تطلق إدانتها الصريحة وفتواها المنتظرة من هذه الجرائم المنكرة والتي ترتكبها زمر إرهابية تدعي التشيع..ونحن نامل ان لا يكون سكوتها (علامة الرضى) كما يقولون, على ما يحدث من إنتهاكات فظة ضد أرواح وممتلكات وحقوق أبناء شعبنا في العراق!!
ويخطئ من يعتقد ان شعبنا الكلدوآشوري سوف يكون لقمة سائغة بحلق الإرهابيين الجدد والقدامى. إذ ان شعبنا ورغم منطلقاته السلمية ودين التسامح والمحبة الذي يأمن به , يمتلك إرثا وذخيرة حية من الحكمة والشجاعة والاستعداد لخوض النضال من اجل نيل حقوقه أسوة ببقية أبناء شعبنا العراقي , إلى جانب تضامن ووقوف شرائح واسعة ومؤثرة من أبناء شعبنا العراقي ومن كافة القوميات والمنطلقات السياسية والدينية إلى جانب قضيته العادلة ..
وفي الظروف الحساسة والصعبة التي يمر بها وطننا , يستدعي من كافة قوى شعبنا العراقي أخذ الحيطة والحذر من مغبة الانزلاق في دوامة القتل العشوائي , والوقوف بحزم ضد ما يخطط له الإرهابيون القتلة وفضح مآربهم الخبيثة التي تسعى لدفع بلادنا وشعبنا إلى أتون حرب أهلية لا تبقي ولا تذر..
وهذا لا يعفي بطبيعة الحال قوات الإحتلال من مسؤولية تردي الأوضاع الأمنية بشكل عام , وسكوتها على الإعتداءات والتجاوزات التي لحقت بأبناء شعبنا الكلدوآشوري على يد العصابات الإرهابية المارقة واستمرارها لحد هذه الساعة.. لذا يتطلب من كافة القوى الخيرة العراقية مطالبة الأمم المتحدة التدخل لحماية شعبنا والضغط على قوات الإحتلال للقيام بواجباتها تجاه الشعب العراقي والتي شرعتها القوانين الدولية ..
ويتطلب كذلك من ممثلي الجاليات العراقية المنتشرة في جميع أنحاء العالم, من كنائس وجوامع وحسينيات رص الصفوف وفضح مآرب هذه الزمر الإرهابية وعدم السكوت على انتهاكاتها المتكررة ضد أبناء شعبنا الصابر والمسالم.. وضرورة إرسال الرسائل والاحتجاجات إلى قوات التحالف ومجلس الحكم الانتقالي والمؤسسات الحكومية ومنظمات حقوق الإنسان العالمية وإلى كافة القوى والمؤسسات الداعمة لإقامة المجتمع المدني المتحضر البعيد عن الهيمنة واغتصاب حقوق الآخرين..
وإذا ما استمر هذا المسلسل الإرهابي ضد أبناء شعبنا الكلدوآشوري واستمرار سكوت وعدم مبالاة الأطراف المتنفذة والتي تتحدث بإسمها هذه الزمر الإرهابية , وإخفاق مجلس الحكم وقوات الاحتلال وقف هذه التجاوزات وتقديم مقترفيها للمحاكم , فسيكون لنا وقفة أخرى , وستكون من نوع آخر هذه المرة..   








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل يُحطم رياضيو أولمبياد باريس كل الأرقام القياسية بفضل بدلا


.. إسرائيل تقرع طبول الحرب في رفح بعد تعثر محادثات التهدئة| #ال




.. نازحون من شرقي رفح يتحدثون عن معاناتهم بعد قرار إسرائيلي ترح


.. أطماع إيران تتوسع لتعبر الحدود نحو السودان| #الظهيرة




.. أصوات من غزة| البحر المتنفس الوحيد للفلسطينيين رغم المخاطر ا