الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مدرسة الحوار المتجدد - حوار التناظر مع الأديب الشاعر عمر شبانه

مازن حمدونه

2008 / 5 / 16
الادب والفن


مدرسة الحوار المتجدد في ربوع الأدب السياسي
حوار التناظر مع الأديب الشاعر عمر شبانه
د. مازن حمدونه
[email protected]
شرفة للمساء ...
في أوج الحالة يتجسد المشهد .. فرب البرية جل وعلا اخرج الميت من الحي، والحي من الميت .. فلا عجب ان يشعل فينا سطور تخط لنا وميض النور .. خطا تعيد للمسلوب ما يعيد للنفس سكينتها ..
سنرى لحظات توقد مشاعل النور في وسط الرياح والمطر .. سنتعرف على خطا الثوار وليالي ألحانهم في طريق المشاعل .. ونهارهم في وسط الضباب والرياح العاصفة ، وتحت هطول المطر فلديهم الكثير ليخبرونا عنه
جاء في : شرفة المساء ...
بينما كنت امكث في شارع كسته حلة من ضباب ومطر ، وعلى عتبات النهار ، وبينما ارقب الوقت من حالة الزمن .. وبينما شرفات البيوت تطل على صبح في حالة بلا فجر .. كانت الصبايا تطل من شرفات البيوت يرقبن النهار القادم من خلف الضباب .. يبحثن عن غدٍ لم تتضح ظلاله في خيمة الضباب بعد .. وبينما أشرعت للنار صدري .. راقبت الزمن ان يمضى ، ويحل ظلام الليل .. اخذتنى لهفة من لهيب متوقد مازال في صدري يشتعل، قررت ان لا أغلق شرفة صدري ؛ دونما إعادة فتح شرفات كل الذين لم يحضرهم الغد المرتقب بعد انتظار ..
بينما أغلقت الشرفات .. ذهبوا يتلوون في فراش حسرتهم تحت خيمة الظلام وعذابه .. مضينا نخوض وراء الضباب والمطر .. فاشرعت للرياح يدي ، وأشعلت موقدا .. ووهجت وميضا من مقبض .. قنبلة تهلل .. ورصاصا يغرد .. فانا لم أغلق شرفتي بعد...
سأغلقها متى طل غد مشرق بلا ضباب .. وصبح يسبقه نور الفجر.. قريتي. أصوات المؤذن في مدينتي .. قريتي .. جبالي.. سهولي .. حتى تصل أخمص الوديان ..
كتاب الحجارة والأغنيات ....
يا مشعل حريتي ، يا أنشودة محياي ومماتي .. يا غنوة الدار .. أيتها الجبال الشامخة .. أجيبي عن حال فرسانك كيف قضوا ليلتهم .. نهارهم .. أنالت منهم عيون الذئاب ؟
أيتها النجمة الجبلية .. هل هجرتك البنادق؟ أم مازالوا في عصمة المهجر .. في خلوة التعبد والقدسية في علياء الربوة الشامخة ؟
أيها الكوكب الساحلي ..
أبطال مغاوير جابوا حقولك ، فلا يجزعك صوت البارود ، لن تحرق شفتاك ، ولن تنال منك رصاصاتي .. سأجعل السهل يصافح الواد والجبل والصحراء بلا حواجز .. بلا دنس للغزاة
خضنا الليل وغصنا في بحاره ، وخاض الليل في دمنا وغصنا في دمائه.. ما بين شهيد منا .. وما بين قتيل منهم .. قضينا الليل نتعقب خطاهم .. ووصلنا النهار لنحر طغيان الغزاة ..
تسلقنا جدار الصمت صوب فجر لفته الظلمة .. تسلقنا جبلا شاهقا بمشاعل تتوهج ، أشعلنا مواقدنا بدم الشهداء الزكي ..كانوا ينتشرون يعجون في الجبال، والسهول ،والوديان .. بنادقهم مازالت على صدورهم وأصابعهم على الزناد .. نقبوا أعشاش الدبابير .. أوكارهم .. جحورهم .. ورسموا بوهيج الرصاص نجوما تلمع .. شهبا تخط الظلماء ..
لم تنفض من حولنا غيلانهم .. ونمورهم أصبحوا يولولون بعويل ..ورثاء
أطفالنا رجال اغتالتهم همجيتهم .. حجارتهم تقبض .. تمتشق .. تقدح رؤوس الثعالب والكلاب الضالة في طرقات مدينتي .. قريتي.. تلاحقهم في البوادي .. في السهول .. في الجبال .
في الصحاري انتشروا يغزلون الجمر .. في صحراء عانقت البحر والسهل والوادي بوصل بلا موصلات ..
موطني نهاره بلا فجر وليله بلا بدر .. صادروا ربيع أولادي .. اغتالوا براءة أطفالي ....
في موطني رحابة لم تضيق إلا بما صنعته ذئابهم .. يتعقبون خطانا .. رائحتنا ..دمنا ..
هناك في "أريحا" عاصمة التاريخ القديم .. انتشروا ينشرون الخراب .. تركوا ذئابهم تتقصى رائحة خطانا ،وكلابهم تترقب الأبواب ، تتلوى جوعاً تنتظر غزالاتنا المستثارة .. الغاضبة من اغتصاب أشجارها ..
لا تعتبي يا توأم الروح .. يا وميض الجسد .. يا سر الكلمات المقدسة في جسدي .. يا ديمومة في مهجتي ..
سأمنحك الروح والجسد .. تسيجي به الدار ، افعلي به ما شئت ، اصنعي منه طريقا معبدا ،من جلدي اشتقي خيمة لأطفالك ، اصنعي من عظامي رماحا .. محراثا ً في ترابك .
في الجنوب سنغرد للحرية ، سنمطر الغزاة ونجود عليهم ، بسيل من حمم اللهب.
أيها العابثون بمصائر الناس .. أيها العابرون .. أيها المعثرون .. لن تمروا إلا من هنا ولن تمروا ..على جسدي .. على دمي ولن تمروا أبدا.
البحر يموج بحكايات أطفالي .. زندهم ..أصابعهم .. حجارتهم ، طفل وأطفال .. شبل وأشبال .. جميعهم يعزفون لحن الوطن على أوتار صنعوها من عرباتكم المصمتة من الرصاص ، فقرروا محاكمتكم .. حصاركم .. سجنوكم تحت زخات أمطارهم ، جعلوكم تطالبون بحق اللجوء في سراديب الجبن ؛ وقالوا لكم لن تمروا ، جعلوا منكم أسطورة مكبلة بالعار من بعد خيلاء وتجبر، هزءوا من قذائفكم ... من رصاصكم ، فقرروا ان يحولوا من أجسادهم قنبلة تغتال سكينتكم ..
هم منحوا الوطن ريحان حياتهم وعوسجها .. زرعوا الجبال والسهول .. وأزهرت أجسامهم .. أنارت معبدا .. صنعوا مدرسة في الأدب .. السياسية .. في الثورة .. في الحرب .. في حسم معركة الانتصار .
قراءات في عيني خلود ...
أنا نبعت من ارض المشردين .. من وتر الخيمة .. من قرص الفقر .. أشعلت من دمى موقدا .. حولت أزقة المخيم .. غنيت للحرية .. حرثت حقول المخيم .. جمعت البذور.. قلبت تراب الأرض .. بذرت الأرض .. فأصبح المخيم بستانا تزغرد غصونه .. تسمع الحان زنده .. تقطع صمت القبور .. تحمل بشرى الغد القادم من بعيد .
حين أطلقنا رصاصة في فضاء المخيم كانت أولى الطلقات .. فغردت كل أزقة المخيم .. وأصبح كل المشردون يزغردون .. يغنون للوطن .. أصبحت كل طرقات المخيم تحمل مشاعل الحرية .. وعزفوا على وتر أوجاع الوطن أنشودة موطني وحريتي ولم يعودوا يكحلون جفونهم على أنشودة بلاد العرب أوطاني .. بعدما رحلت عروبة الأوطان !!
سبحت في فضاء المخيم وهيجا .. برقا وجلجل أرجاؤه وعدا .. مزقت صخور عبوديتي وفتت صلادتها وحولت منها إلى حصى تذر في عيون الذل وكلابهم وذئابهم .. وسنمضى قدما في مسيرة لن تنتهي لطالما حظيرة الخنزير تتربع على ركن من أركان موطني ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مباشر.. أسئلة لازم تراجعها قبل امتحان اللغة العربية غدًا.. أ


.. جامعة كاليفورنيا في ديفيس تفتتح أول مركز أكاديمي لأبحاث وفنو




.. تفاصيل جديدة في واقعة مشاجرة إمام عاشور بالشيخ زايد..«مراته


.. فوق السلطة 394 - اتّهام جدّي لمعظم الفنانات بالعمل بالدعارة




.. ادعوا لطلاب الثانوية العامة بالتوفيق.. آخر الاستعدادات لامتح