الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل اصبح البعث الممثل الوحيد لسنّة العراق

سليم سوزه

2008 / 5 / 12
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


صرّح الدكتور عدنان الدليمي رئيس جبهة التوافق العراقية لوسائل الاعلام بأن رفض السيد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الأسماء التي رشحتها جبهته لشغل الحقائب الوزارية الشاغرة كان بسبب ارتباطاتها وميولاتها البعثية، فضلا ً عن عدم كفاءة بعضهم الآخر.

وهنا يأتي هذا التساؤل الذي لطالما ارهقني كثيراً! ترى لماذا تصر جبهة التوافق على ترشيح الاسماء البعثية فقط؟ لماذا تلتصق هذه الجبهة دائماً بحزب البعث وتحاول ان تكون الوريث الشرعي له؟ هل ان التوافق من البعث فعلا ً، ام ان البعث من التوافق!! يعني بصيغة أوضح قليلاً، هل ان البعث كان حزباً سنياً؟ هل ان السنة في العراق كانوا بعثيين؟ حسب علمي ان البعث كان حزباً علمانياً، فلماذا يصر التوافقيون على اختطافه لحساب جبهتهم او طائفتهم؟

امّا ان كانوا يظنون بأن البعث كان سنّي المولد والمنشأ والتوجّه، فلماذا اذن يعترضون على الآخرين حينما يصفونه بالحزب الطائفي؟ ليس انا من يقول ذلك بل السنّة في العراق وللأسف الشديد هم يصرّون على هذا، نتيجة التصاقهم غير المبرّر بهذا الحزب المجرم. هذا الحزب الذي اجرم وقتل وعذب جميع ابناء هذا المجتمع من كافة الشرائح والطوائف، أليس كذلك؟ ام ان كلام البعض بأن البعث لم يجرم الاّ بحق الشيعة والاكراد صحيحٌ؟ كيف لا يكون صحيحاً وهناك من السنّة بل اغلبهم دون بقية طوائف العراق، يصرّون على تأكيده من خلال موقفهم المستميت في الدفاع عن البعث قادة ً ومنتسبين!

لا اصدّق اطلاقاً بأن طائفة عريضة وكبيرة في المجتمع العراقي كالطائفة السنية ساهمت في رسم معالم وتاريخ العراق المعاصر على جميع الأصعدة سيما السياسية منها، لا تملك مؤهلين وتكنوقراط مستقلين سوى بعثيين انتهازيين!! نعم انتهازيون، فقد تركوا مقاومتهم المزعومة ليقدّموا سيرهم الذاتية من اجل شغل مناصب وزارية في حكومة (الاحتلال) اليوم .. حتى وان كان منهم من عارض واختلف مع سياسة حزبه ابّان قيادة المقبور صدام، فهذا ليس مبرّراً لاعطاءه منصب، لان التوجّس والقلق منطقي ومشروع مع وجود البعثيين في السلطة نتيجة خيانتهم المستمرة لقضيتهم الوطنية وعقليتهم الانقلابية ذات النزعة الفردية التي سرعان ما تتخلص حتى من حلفائها في الانقلاب عند اقرب فرصة ممكنة.

بحكم وجودي في العراق الذي لم اغادره يوماً، فقد عرفت الكثير من الكوادر المتقدّمة علمياً وثقافياً وسياسياً من اهل السنّة لم يكونوا بعثيين .. كما معي الآن عدد غير قليل من الكتاب والشعراء السنّة نجتمع سوية ً في بغداد، مندهشون كما انا مندهش لماذا لا ترشح الحركات السنية الموجودة في العملية السياسية العراقية هذه الكفاءات للمناصب العليا في البلد؟ لماذا يتم التركيز فقط على مَن كانت لديه خلفية بعثية؟ هل في الأمر سرّ؟ ام ان هناك امرٌ يدبّر بليل لا يستطيع احد التكهّن به الآن!!!!!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرانس كافكا: عبقري يتملكه الشك الذاتي


.. الرئيس الإسرائيلي يؤكد دعمه لحكومة نتنياهو للتوصل إلى اتفاق




.. مراسلتنا: رشقة صواريخ من جنوب لبنان باتجاه كريات شمونة | #را


.. منظمة أوبك بلس تعقد اجتماعا مقررا في العاصمة السعودية الرياض




.. هيئة البث الإسرائيلية: توقعات بمناقشة مجلس الحرب إيجاد بديل