الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل هناك من مكاسب يحققها التفاوض مع الخصم القوي؟

غازي الجبوري

2008 / 5 / 15
الارهاب, الحرب والسلام


منذ عرف الإنسان النزاع والقتال والعدوان والظلم هناك دائما نسبة معينة بين قوى الخصوم المتنازعة أو المتقاتلة ونادرا ما تكون القوى متكافئة وهناك أيضا بينهم من ينزع إلى التفاوض والحلول السلمية إذا ماوجد أنها تحقق أهدافه الأساسية أو جزءا ً منها بدلا من العمل العسكري الذي غالبا مايكون ثمنه باهظا. وعادة ماتكون المكاسب أو الخسائر متناسبة مع قوة كل من الطرفين المتقاتلين وبالتالي فان الأقوى يفوز بحصة الأسد من المكاسب وليس بالضرورة أن يحصل الأضعف على مكاسب بل قد تكون هناك خسائر اقل من الخسائر المترتبة على استمرار القتال أو الوضع قبل المفاوضات ولذلك فان خيار أهون الشرين يكون الخيار الأفضل منطقيا وعلميا .
وفي حالة الصراع العربي الصهيوني حيث أنهت كل من مصر والأردن نزاعهما مع العدو المشترك للعرب وهذا الصلح وان شكل سابقة في غير صالح توازن القوى بين الجانبين العربي والصهيوني عند التفاوض المشترك إلا انه وكما يراه آخرون كسر الحاجز النفسي باتجاه الصلح والسلام فضلا عن كونه تجربة يستفاد من نتائجها ودروسها العرب الآخرون المعنيون مباشرة بالصراع والذين لازالوا في حالة حرب مع الكيان الصهيوني الغاصب .
وبما أن الحديث يدور منذ سنوات حول حل القضية الفلسطينية قبل غيرها وان هناك من ينزع من الفلسطينيين إلى التفاوض والسلام وهناك من يعارض ذلك بسبب إيمانهم بعدم جدوى المفاوضات وان العدو الصهيوني لايقبل حتى بما منحته له القوى الكبرى من أراضي قسمت ومزقت فلسطين فإنها ترى أن البديل هو استمرار النزاع والقتال بإمكانياتهم البسيطة والمتواضعة.
ولكن عند تقييمنا لنتائج الخيارين وقارنا بينهما لوجدنا أن الخيار العسكري يكلف أبنائنا في فلسطين ثمنا ً غير قابل للاحتمال لأنه لايطال المقاومين الفدائيين فقط كون هؤلاء مشروع استشهاد بل يطال جميع الفلسطينيين أطفالا وشيوخا ونساء ولاسيما المناطق التي تنطلق منها الفعاليات العسكرية البسيطة سواء التي ينفذها الفدائيون بأنفسهم مباشرة بالهجوم على قوات العدو أم بالصواريخ البسيطة التي نادرا ماتصيب أهدافها فتكون ردود أفعال الصهاينة كما تنقلها لنا يوميا وسائل الإعلام قتل ودمار وحصار متصاعد إلى ماشاء الله تعالى فضلا على المكاسب الإعلامية التي يجنيها من جراء وصف الفدائيين بالمجرمين أو الخارجين على القانون الذين يمارسون العنف ضد المدنيين الأبرياء وأنهم لايرغبون بالسلام بل يقومون بذلك للحيلولة دون تحقيق السلام في هذه المنطقة الحيوية بالنسبة للعالم الأول وبالتالي فإنهم يهددون السلم والأمن الدوليين وهو مايضمن لهم غطاء ً شرعيا ً أمام الرأي العام الدولي وأمام الأمم المتحدة بذريعة الدفاع الشرعي عن النفس على الرغم من أنهم لايقيمون وزنا ً لهما إلا أنهم يعدونه مكسبا مجانيا ً .
أما خيار المفاوضات فانه شر لابد منه فبرغم قناعتنا بان العدو سوف لن يوافق على السلام مالم تكن نتائجه 99% لصالحه مقابل 1% لصالح خصمه في أفضل الأحوال إلا انه يبقى الخيار الأفضل في ظل الظروف العربية والدولية والتفاوت الخطير في ميزان القوى بين طرفي الصراع لصالح العدو وهذه حقائق على ارض الواقع وليس تضخيما لقوة الصهاينة أو تبخيسا بشجاعة ودماء الشهداء والفدائيين الأبطال . إلا أن موافقة الفلسطينيين على التفاوض من اجل السلام يحقق مكاسب إعلامية كبيرة للقضية الفلسطينية ويعزز مواقف الفصائل الفلسطينية المقاتلة عسكريا أم سياسيا لان العدو لايريد السلام الحقيقي القائم على الحق والعدل المطلق لأنه غاصب ومحتل ومعتدي ولكن نقول القائم على التقسيم الظالم للقوى الكبرى ، كما انه يعري بنفس الوقت الكذب الصهيوني حول ادعاءاته في الرغبة بالسلام وعدم وجود إرادة السلام لدى القيادات الفلسطينية وهو مايخفف الضغط الصهيوني عن أهلنا في فلسطين ويقوي بنفس الوقت الموقف التفاوضي العربي .
وهذا لايعني بالضرورة إيقاف الوسائل الأخرى الممكنة لمن يستطيع القيام بذلك ولكن بشرط أن لايلحق ضررا بالمواطنين وبالموقف التفاوضي الفلسطيني لان سلاح الإعلام اليوم يكاد يكون مواز للسلاح العسكري إن لم يفوقه وبالتالي فإننا يجب أن نحاربهم بالسلاح الذي يجلب لنا اكبر منفعة واقل ضررا وللعدو أكثر ضررا واقل منفعة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد زيارة بوتين للصين.. هل سيتحقق حلم عالم متعدد الأقطاب؟


.. كيربي: لن نؤيد عملية عسكرية إسرائيلية في رفح وما يحدث عمليات




.. طلاب جامعة كامبريدج يرفضون التحدث إلى وزيرة الداخلية البريطا


.. وزيرة بريطانية سابقة تحاول استفزاز الطلبة المتضامنين مع غزة




.. استمرار المظاهرات في جورجيا رفضا لقانون العملاء الأجانب