الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نحلم بحاكم نترحم على والديه!!!-بقلم حميد لفته

مجلة الحرية

2008 / 5 / 13
كتابات ساخرة


في اغلب بلدان العالم ومنها العراق تعتبر الحكومة هي المسؤلة عن توفر الخدمات باختلافها لمواطنيها لذلك فان أي تقصير او إهمال او تردي في هذه الخدمات إنما ينعكس سلبا على الحكومة وحسب تعلق الأمر بكل منها وحصته من التقصير لان الحكومة في بلدانها هي صاحبة القرار في كل شيء ابتداء برفع الازبال الى قرار الحرب والقتال.
فان اغلب العراقيين في دورهم وخصوصا من قبل ربات البيوت حينما تنقطع الكهرباء او الماء او شحة الغاز او النفط او ارتفاع أجور قوائم الماء والكهرباء والتليفونات وانقطاع كل او بعض مفردات التموينية او إغلاق الطرق ودوي الانفجارات وطغيان المليشيات او استهتار ووحشية في الإجراءات والتميز في التعيينات والروتين الممل في انجاز المعاملات او شيوع ظاهرة الرشوة او الجريمة وتردي الخدمات الصحية والتعليمية وغيرها بكل مايتعلق بحياة المواطن اليومية .فقد أعتاد الإنسان العراقي ان يشتم المسؤل في ظهره متدرجا من اصغر مرتبة الى أعلاها درجة وهو ينفس عن همومه وكدره واستياءه وتذمره وهو غارق في بحر من الأزمات والمضايقات والوعود الكاذبة والمؤجلة فقد ذكر لي احد الأصدقاء العاملين في قسم السيطرة على توزيع الطاقة الكهربائية في المحافظة أنهم حينما يضغطون على زر الإطفاء يرددون معه كلمة (أو والديكم)) كرد أوتوماتيكي على شتيمة المواطنين التي تنطلق من أفواههم في البيوت ومحلات العمل والمستشفيات والمزارع وبصوت واحد موحد ((نعل عله والديكم)) يقصدون والدين من يقطع عنهم التيار الكهربائي.
اما الصحفي فهو يعاني الأمرين وهو يلجم قلمه لألا ينزلق صوب الشتيمة والمسبة ليبقى بارد القلم هادئ النبرة على الرغم من النار التي تستعر في داخله كي لايقع تحت طاولة القانون ويسلم من ((عصا الشيخ)) فيتحول من مدافع عن حق وناقل لحقيقة الى متهم، خصوصا وأننا قد اكتسبنا خبرة كبيرة لما عانيناه طويلا من عسف الأنظمة الحاكمة في كيفية صناعة وإلصاق التهم بالمواطن المحتج والمتذمر من ظلم السلطان وعدم عدالته، فالعراقي لم يرى حكومة او سلطة عراقية حتى( عبد الريم قاسم الزعيم المحبوب من قبل اغلب العراقيين) لم تتعرض للسب والشتم من قبل اغلب الناس لابسبب عدوانية الفرد العراقي ولكن بسبب قصور وفساد وعدم كفاءة واستبداد الحاكم.
ويبدو حال الصحفي كحال رجلا طويل القامة عريض المنكبين يحمل مختلف الأسلحة الجارحة والراضخة والخارقة والحارقة عندما كان يسير مدججا بمختلف أنواع الأسلحة متفاخرا متباهيا بها أمام رجال ونساء القرية، قائلا لهم أنهم سيرون فعل هذه الأسلحة في الدفاع عن حياض وشرف القرية وأهلها وحمايتها من المجرمين وقطاع الطرق والسراق، وفي احد الأيام اعترضه احد السلابة في طريق مقفر بعيدا عن قريته وأمره بالتوقف وإلقاء جميع أسلحته أرضا؟؟!!
فما كن من صاحبنا الا الاستجابة الفورية للطلب ملقيا أسلحته واحدا تلو الأخر أمام السلاب وهو يرتجف؟؟
ثم أمره بخلع ملابسه ففعل دون أي تردد او مقاومة و بعد ان ضربه بخيزران على قفاه ولى هاربا عاريا لينجو بجلده.!!!!
وعندما وصل الى قريته تجمع الناس عليه كبارا وصغارا مستفسرين عمن فعل هذا به وهو البطل المغوار حامل البندقية والمسدس والمكوار وماذا فعل بمن تجاوز عليه وسلبه سلاحه ولباسه؟؟
تبسم صاحبنا قائلا:-
لقد فعلت بهم فعلة لم يفعلها احد قبلي وقد لقنتهم درسا لن ينسوه بدا!!!
فبعد ان ابتعدت عنهم وأصبحت خارج مرمى بصرهم وسمعهم، اعتليت مرتفعا على الطريق وحِملت الرياح التي كان تهب باتجاههم مالا يخطر على بالهم من الشتائم والسباب الذي وصلهم بالتأكيد دون ان يرد علي أحدا منهم فما أشجعني إذا؟؟!!
ان هذا الوصف ينطبق على الكثير منا ونحن نحس بالاهانة وجرح الكرامة عندما نرى سلب حق او امتهان كرامة الغير والاعتداء عليه من قبل أجهزة السلطة او غيرها دون ان نفعل شيئا سوى السباب المكتوم والغضب المكظوم علما إننا مدججين بالأقلام والكاميرات الفوتوغرافية والرقمية والأفلام ولوائح حقوق الإنسان التي لم تعني شيئا أمام مسلح مغرور او رجل أمن جاهل؟؟
وإذا كنا على مدى عدة عقود من الزمان نسب أسماء معروفة ورموزا موصوفة طيلة حكم الديكتاتورية فان المواطن العادي يحتار في اختيار من يشتم ليخفف عن مصائبه وآلامه فقد نجحوا عن طريق المحاصصة في تشتيت وشرذمة سبابه وشتائمه كما نجحوا في تشتيت مكوناته وشرذ مة طبقاته!!!.
هل يشتم الأمريكان ام أعضاء حكومته او أعضاء البرلمان؟؟
ليتهم يتفقوا على احدهم ليكون هدفا مركّزا للسباب باعتبار سببا للحرمان والعذاب والأزمات والا فسيشملهم السباب أجمعين.!!!
نتمنى ان نشهد زمنا نترحم فيه على آباء حكامنا وألي الأمر منا.
أقول اللهم اجعلني ممن يشهدون اليوم الذي اسمع فيه ربات بيوت العراقيين جميعا يترحمن على ولا يشتمن آباء الحكام والمسؤلين بسبب قلة الغاز او النفط او انقطاع الماء الكهرباء,.و.و.و ..لأغمض عيني مطمئنا على امن وسلام ورفاه وحرية بناتي وأبنائي وبنات وأبناء العراقيين جميعا من بعدي ..اللهم آمين يا رب العالمين.
اللهم ارزقنا بمسؤلين وحكام يحرصون على صيانة إباءهم من الشتم واللعن والسباب من قبل رعاياهم حينما تصان كرامتهم وتتوفر لهم الخدمات الأساسية وتصان حقوقهم في ثروة بلادهم ويرفعون عنا إثم السب واللعن والشتم؟؟؟ اللهم اغفر لنا قولنا وفعلنا فما نحن من الآثمين ولكنك اعلم بما نحن فيه يارب العالمين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أكاديمية زادك.. أول صرح تعليمي لفنون الطهي في السعودية


.. الفنان ويل سميث يتحدث لصباح العربية عن ردود الأفعال على زيار




.. صباح العربية في لقاء خاص مع أبطال فيلم Bad Boys


.. نبيل الديراني: بالثقافة والفن نعزّز الاندماج والتواصل والانف




.. فنانة فرنسية تبرز جمال أزقة سوريا القديمة في لوحاتها