الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في مقام غزة - 3 -

غريب عسقلاني

2008 / 5 / 12
الادب والفن


1 – برعم

في حديقة الجامعة, وقفا عند شجرة ورد جوري تتهيأ لإطلاق نوارها, كانت براعم الشجرة خضراء لامعة وعفية.. قالت:
- متى نلتقي؟
- عندما يتفتح هذا
وأشار إلى برعم انبثق من إبط شوكة, فتحول وقتها إلى أجندة البرعم.. لكن البرعم انطفأ فجأة بعد قصف جوي مفاجئ..

2- مثل نسمة الفجر..

هامسة مثل نسمة الفجر.. حالمة مثل أحيرة السحر.. عيناها يحر غويط, عقلها حاضر على مدار الساعة, ووقتها فارس يستريح على وسادة القلب, يغفو ولا ينام..
فالت:
- هو الإحباط!
قلت:
- انه منتهى العقل
- كيف
- جربي أن يسكن الفارس بين العقل والقلب.
أطبقت رموشها على بحر غويط, وحمست مثل نجمة السَحر.. همست:
- سأحاول

3 – أُحجية

سأل المعلم التلاميذ:
- ما الفرق بين صلعاء وصنعاء؟
سكنت الحيرة وجوه التلاميذ.. فجأة رفع تلميذ " قُتل أباه في المعمعة " أصبعه, قال:
- صلعاء امرأة بلا شعر, وصنعاء عاصمة بلا اتفاق.
ضج الفصل بالضحك.. اخذ المعلم التلميذ إلى صدره وبكيا..

4 - سلة غذائية

أعلنت المخابز الإضراب, واختفى الخبز من السوق.. لم يكترث الناس لغياب سلعة كمالية, فقد تعودوا على غياب اللحوم والأسماك وحليب الأطفال و..
.. واقترح خبير في التغذية سلة غذائية بديلة تضم الشاورما, والكنافة وأنواعا نادرة من الفواكه المجمدة, وراعى أن تتناسب السلة المقترحة, متوسط دخل الأسرة الغزية والعادات الاستهلاكية الفلسطينية, ورضا الحكومة والدول المانحة, والحد من عدد المخابز لتوفير الطاقة والقضاء على التلوث..
الغريب أن أصحاب المخابز أيدوا السلة الجديدة, ولكنهم واصلوا الإضراب..

5– النظارة

مدربة الأطفال شابة رقيقة حالمة, وتحب الأطفال.. أغمضت عينيها خلف نظارتها الطبية, ورنشرت رموشها مثل ضفيرة الحلم.. امتطت قوس قزح, وعاشت البهجة حتى الامتلاء..
رفعت المدربة النظارة عن عينيها, فاشرأبت رموشها على صمت الحيرة المرسوم على وجوه الأطفال.. ضربها السؤال " كيف تبدأ "
زقزقت طفلة:
- هل كنتِ نائمة يا معلمتي؟
عثرت المدربة على طرف البداية.. قالت:
- كنت في السماء أحلم.
- هل رأيتِ الزنانة التي تقصف الأرض..

6 – البكر

سقطت قنبلة الغاز في حوش الدار, والحوش بمساحة حصيرة لا يزيد.. ترنحت العروس, وانخبطت بالأرض ونز من بين فخذيها سائل أصفر.. شهقت الحماة:
- إنه الاجهاض
في الليل مرر العريس راحته على جلد بطنها, عز عليه تكور صغير لم يعد موجودا.. جاس بأصابعه بتفقد تضاريسها.. كانت ترتجف, همس:
- نحن في البداية والبطن بستان
- ولكنه زهرتنا البكر
ودفنت رأسها في الوسادة, فيما قضى الليل محقا في العتمة يطارد قمرا صغيرا حجبته الغيوم..

7 – العين

سرحت شعره الذهبي, وتباهت أمام الشمس, وغسلن يديه وقدميه بماء الورد.. قبلته فغرغر ضاحكا, وانطلقت تطعمه ضد شلل الأطفال..
في الطريق ظهرت حافلة الجنود فجأة, وفجأة انهمرت الحجارة وانهمر الرصاص, وبكت الشمس وضاعت عين الصغير..
وفي مستشفى هداسا سأل الطبيب اليهودي حانقاً:
- كيف
- إنهم الجنود!
انتهى الطبيب من حشو كهف العين بالقطن وتمتم معذبا:
- السياسة تري الأمور بعيون زجاجية..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كاتب مسلسل -صراع العروش- يشارك في فيلم سعودي مرتقب


.. -بمشاركة ممثلين عالميين-.. المخرج السعودي محمد الملا يتحدث ع




.. مقابلة فنية | المخرجة ليليان بستاني: دور جيد قد ينقلني إلى أ


.. صانع المحتوى التقني أحمد النشيط يتحدث عن الجزء الجديد من فيل




.. بدعم من هيئة الترفية وموسم الرياض.. قريبا فيلم سعودي كبير