الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حبل المشنقة بانتظار المزيد

اياد محسن

2008 / 5 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


الحياة مركبة تسير دون توقف أو هوادة وكل إنسان وإثناء حياته يتغير بتغير ثقافته التي تنبني عليها أفكاره ورؤاه والتي بدورها تكون منطلقا لكل الأفعال والتصرفات التي تصدر منه ايجابية كانت آم سلبية .
قد يكتشف الإنسان إن طريقته في التفكير والتعاطي مع الحياة التي تحيط به لم تكن صحيحة في مرحلة سابقة, وان ما صدر منه من تصرفات وأفعال كانت غاية في الخطاء , قد يندم وقد يخجل من نفسه ويلومها وربما لو إن عقارب الساعة عادت به إلى الوراء ما كان سيتصرف بنفس الطريقة السابقة وما كان ليرتكب نفس الأخطاء التي ارتكبها في مرحلة كان التفكير الخاطىء يسيطر فيها عليه .
اتضاح الأمور ينشا من احتكاك الإنسان بأناس يساهمون في تصحيح الكثير من الأفكار التي يؤمن بها ويعملون على رقي وعيه وتطور ثقافته , وهنا يكتشف إن ما كان يصدر منه من أفعال يتباهى بها باعتبارها صوابا في الماضي هي اليوم أخطاء فادحة وربما وانطلاقا من هذه المعادلة فان ما يعتقد انه صواب اليوم سيكتشف انه خطاء في المستقبل مع استمرار نعمة تراكم المعرفة والوعي المتحضر مما يدفع إلى التأني قبل الاندفاع للمشاركة في الكثير من المواقف التي تدعوه للمشاركة .
في العراق وبسبب الفوضى التي اجتاحت البلد شارك الكثيرون في الحرب الطائفية استجابة للعقل الجمعي للطائفة أو المذهب بعد أن غاب وعي المواطنة وثقافة التعايش السلمي وانزلق الكثير من الناس البسطاء لتأييد من ساهم في استباحة الدم العراقي ما دام هذا الدم ينتمي إلى الطائفة الأخرى والمذهب المختلف وتباين هذا التأييد بين تأييد بالقول وشد الأزر وبين تأييد بالفعل عن طريق تقديم الدعم وتسهيل المهمة وإيواء مرتكبي جرائم القتل .
لم يقف الأمر عند بسطاء الناس بل وصل إلى بعض القادة الذين يديرون العملية السياسية في البلد حيث خلعوا لباس وطنيتهم وراحوا يرتدون لباس الطائفة أو المذهب ويؤججون للحرب الطاحنة بالعلن والخفاء ويقدمون الدعم بالمال والسلاح من اجل أن تأكل آفة الحرب الأبرياء من الطائفة الأخرى حتى يبقوا هم متربعين على عروشهم .
في الجانب الآخر كان هناك صوت للعقل نابع من ضمير إنساني صحيح ينادي بوقف الاقتتال وتحريمه انطلق من المثقفين والكتاب وأصحاب الضمائر الحرة الذين كانوا يتفطرون ألما وهم ينظرون لأبناء البلد يقاتل بعضهم الأخر , وكان هذا الصوت الشريف يمثل الوعي العراقي الذي يدرك ما لا يدركه الكثيرون من مؤامرات تحاك ضد أبناء العراق لجرهم لمثل هذه الحرب التي لن يكون وقودها إلا من الأبرياء العزل .
ألان وبعد مرور أكثر من سنة على الإحداث الطائفية الدامية بداء بعض البسطاء من الناس يكتشف حجم الخطاء الذي ارتكبه وهو يؤيد قتل أخيه العراقي من الطائفة الأخرى بعد أن تعالى الخطاب الوطني الداعي إلى التعايش السلمي المشترك الذي يمثل الخلاص من المأزق العراقي , حيث إن هذا التأييد أيا كان نوعه ساهم في أن تفقد الكثير من العوائل العراقية أبنائها وساهم في صناعة جيل عراقي من الأيتام الذين لا ذنب لهم في كل ما حدث وربما لا يفهمون الكثير من التعاليم الدينية للمذاهب التي اتخذت ذريعة في قتل إبائهم دون جريرة ارتكبوها .
السياسيون ربما ندم بعضهم على مواقفه السابقة وشعر بفداحة الموقف المتخذ وراح يكفر عن سيئاته بالدعوة إلى بناء المشروع الوطني بعيدا عن الطائفية التي كان بالأمس احد أمرائها وقادتها .
أنا شخصيا اكتشف ألان خطاء الكثير من التصرفات التي كانت تصدر مني في الماضي واخجل ساعة استذكارها لأنها كانت مبنية على قناعان مغلوطة وجاهلة لكن ما يخفف علي الم اكتشاف الخطاء انه لم يتجاوز حياتي الشخصية وان اثر ما كان يصدر مني لم يصل إلى إنسان غيري ولم يساهم في إيذاء مخلوق على الأرض مما يسهل عملية المعالجة ومصالحة ألذات والعودة للتصحيح , ولكن كيف بالأشخاص الذين سيكتشفون إن قناعتهم المغلوطة أراقت دما عراقيا بريئا وساهمت في صناعة الم لعائلة سوف يمتد ما امتدت الحياة !!! .
في بعض الأحيان الغاية تبرر الوسيلة وخصوصا لدى السياسيين إلا أن الوسيلة إذا كانت تأجيج الحرب الطائفية ودعم قتل الأبرياء واستباحة أموالهم فسوف تكون غير قابلة للتبرير ولا يمكن لمن استعان بها أن يبنى دولة لان لدول المتمدنة لا تبنى بأيادي مجرمين وقتلة أياديهم ملطخة بالدم وهم وان استطاعوا أن يبنوا تواجدهم السياسي في الظرف الراهن فان المستقبل كفيل بكشفهم وكشف جرائمهم وان حبل المشنقة الذي لف على رقبة اكبر الدكتاتوريات حتما سيصل إلى رقبة من عاث فسادا بحياة أبرياء العراق .











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رد فعل لا يصدق لزرافة إثر تقويم طبيب لعظام رقبتها


.. الجيش الإسرائيلي يعلن قصفه بنى تحتية عسكرية لحزب الله في كفر




.. محاولات طفل جمع بقايا المساعدات الإنسانية في غزة


.. ما أهم ما تناوله الإعلام الإسرائيلي بشأن الحرب على غزة؟




.. 1.3 مليار دولار جائزة يانصيب أمريكية لمهاجر