الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل وقعت المقاومة في الفخ الذي نصبه لها المتساوقون مع التآمر الأمريكي؟

محمود جلبوط

2008 / 5 / 12
الارهاب, الحرب والسلام


اتسم نهج المقاومة اللبنانية ومنذ انطلاقتها إثر الغزو الصهيوني للبنان عام 1983بالاتزان والهدوء في ردود أفعالها في ظل قيادتها الحكيمة وخاصة أميرها حسن نصرالله , وتمتعت بالشجاعة الكبيرة المتجملة بالصدق والحكمة الاستثنائية وبالحرص الكبير على جمهور المقاومة العربي , والمحلي الذي احتضنها يجلله نظافة كفها وقيامها بإنشاء المرافق لإنجاز الكثير من خدماته الاجتماعية فالتف حولها ودعمها مما أوصلها إلى الغاية المنشودة في طرد المحتل الصهيوني من الوطن اللبناني صاغرا رغم أنف المهزومين وأمراء الحرب الأهلية المتعاونين معه بل المنفذين لأعماله القذرة من خلال مذابح ضد اللبانيين في مدنهم والفلسطينيين في مخيماتهم كصبرا وشاتيلا أمثال جعجع وجنبلاط , اللذين كانوا يلعبون على خطوط تماس مزارعهم الشخصية الطائفية مع المخابرات الإسرائيلية والسورية آنذاك .
واتسم نهج المقاومة بالصبر والمصابرة والشجاعة النادرة في مواجهة اعتداء الكيان الصهيوني وجيشه الذي هزم جميع جيوش الأنظمة العربية على مدار عمر النكبة في حرب تموز الشهيرة عام 2006 برعاية تآمر دولي لقوى الاحتكار ووكلائه من العرب لم يسبق له مثيل ومارافقه من استصدار من مجلس الأمن الدولي لقرارات دولية للقضاء عليها دون جدوى .
لقد كشف فشل الجيش الصهيوني في القضاء على المقاومة اللبنانية عن هشاشة مقولة الجيش الذي لا يقهر , وعن صعوبات في طريق مشروع الشرق الأوسط الأمريكي الكبير , وعريّ أنظمة العمالة , وتهافت صيغة الدولة اللبنانية نفسها بل صيغة الدولة القطرية في جميع الحدود السايكوبيكية وأن مهمة هذه الكيانات و منذ تشكيلها هي حماية أمن الكيان الصهيوني وتأمين مصالح الاحتكار العالمي , وكشف عن تهافت قرار استقالة قيادة منظمة التحرير الفلسطينية من المقاومة ضد الاحتلال الصهيوني بحجة عدم قدرتها على مواجهة قوته العسكرية واكتفائها بالمفوضات معه على حساب حقوق الشعب في أرضه الوطنية وحق العودة , وكشفت هشاشة ادعائات طيف واسع من أحزاب عربية لبرالية تدعي عدم قدرة القطر العربي الواحد على تحمل عبء مواجهة جيش الكيان الصهيوني وحيدا , بل تبين أن الأنظمة العربية هي غير معنية بالتحرير ولا بمواجهة العدو في ظل تركيبتها الطبقية والسياسية الحالية بل هي منسجمة مع مصالحها بتحالفها مع العدو لإنهاء المقاومة وإجهاض أي إمكانية مادية ومعنوية لصمودها واستمرارها .
من هنا , ومنذ أن حطت حرب تموز رحالها , تضافرت جهود الأنظمة السايكوبيكية وعلى رأسها الصيغة اللبنانية , ولستر عورتها التي كشفتها المقاومة , للتخطيط عبر التنسيق مع الإدارة الأمريكية من خلال سفيرها في لبنان ووزيرة خارجيتها بالتعاون مع ما يسمى محور الاعتدال للإيقاع بها عبر توريطها بأتون لعبة الطائفية والمذهبية التي أتقنوها منذ إنشاء الكيان اللبناني , ونصب الأفخاخ لها عن طريق أمراء الحرب ووكلاء الصهيونية المحليين في الصيغة اللبنانية والجامعة العربية السايكوبيكية , وهذا ديدنها .

لقد قامت السلطة اللبنانية بالأمس من خلال ما اتخذت من قرارات عنترية ضد المقاومة حول شبكة اتصالاتها بدور شبيه بالدور الذي اتخذته الكويت إبان حرب الخليج الأولى عندما استخدمت من قبل الامبريالية الامريكية طعما لاستجرار العراق في حينه إلى فخ منصوب له من خلال استفزازه , بعد أن قررت تحطيم قوته العسكرية المتعاظمة والتي خشيت أن يكون لها استحقاقا بالمساوقة مع ما لديه من احتياطي ثروة نفطية في المعادلة الإقليمية وخصوصا في مواجهة تفوق قوة الكيان الصهيوني في المنطقة لخدمة مصالحها فقررت سحقه عسكريا بل تفتيته إلى مكوناته الأولى(عشاير , سنة , شيعة , آشوريين , سريان , تركمان , أكراد , إلخ).
استقوت السلطة اللبنانية بأمريكا وإسرائيل وعملائهما في المنطقة باستصدار قرارات قصدت من ورائها كشف الغطاء عن المقاومة من خلال المس بشبكة اتصالاتها وهي تدرك أن "إسرائيل" بجبروتها العسكري لم تستطع تحقيقها , وتدرك أن هذه الشبكة هي العمود الفقري لعملياتها العسكرية في مواجهة العدو ومحاولاته لتصفيتها وتصفية قادتها ومقاوميها كما تفعل بالمقاومين في فلسطين , وهي تدرك أن المقاومة بلا شبكة الاتصالات ستكون مكشوفة للعدو , وأن إزالتها كما تدعي سيكون مقتلا للمقاومة وقادتها , فهي بمثابة روحها العسكرية التي لا يمكن أن تسلمها هكذا ببساطة .

إن تجاوزنا المضحك المبكي بطريقة صياغة قرارات السلطة اللبنانية على لسان العريضي بلهجته الحربية العنترية وعبارات السيادة المهدورة والمثيرة للضحك فيها واستفسرنا ماوراء تحرك السلطة اللبنانية في هذا الوقت بالذات وما الذي هدفت إليه بالرغم من إدراكها خلل قوتها العسكرية والسياسية أمام قوة المقاومة؟

إن سيرورة ما جرى وسرعته وما أحاط به بعد أن قررت المقاومة توجيه بندقيتها إلى الداخل العميل لحماية نفسها تدل على أن هناك مكيدة نصبت لها .
إن اللغة العنترية للبيان , وسرعة تسليم مواقع ميليشيات تيار المستقبل ووليد جنبلاط العسكرية للجيش اللبناني , ومسرحية إغلاق محطات تلفيزيون المستقبل وإذاعة الشرق , واستنفار أبواق الصحف ومحطات التلفزة "للأنظمة المعتدلة" المؤيدة للسلطة وأمريكا وإسرائيل والمعادين لنهج المقاومة لإظهار أن هناك خلل بمصداقية مقولة المقاومة بأن بندقيتها هي لمواجهة العدو الصهيوني ومساندة أختها المقاومة الفلسطينية , ويدل دون أدنى شك أن المقصود كان هو إسقاط دعوى طهارة اليد الممسكة ببندقية المقاومة من خلال عدم مشاركتها في الحروب الداخلية , وأنهم كانوا محقين بتخوفهم من سلاح المقاومة , لأن المقاومة ستوجهه إلى الداخل في أي صراع على السلطة لتحسين الحصة من الكعكة في صيغة التعايش الطائفية البغيضة .
فهل وقعت المقاومة في الفخ؟ وأخذ فجور السلطة وعهرها بحلم وحكمة أميرها ؟
أم سحقا لهذه السلطة العميلة وبؤسا للدولة الطائفية الكراكوز وأمرائها؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيطاليا: تعاون استراتيجي إقليمي مع تونس وليبيا والجزائر في م


.. رئاسيات موريتانيا: لماذا رشّح حزب تواصل رئيسه؟




.. تونس: وقفة تضامن مع الصحفيين شذى الحاج مبارك ومحمد بوغلاب


.. تونس: علامَ يحتجَ المحامون؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. بعد لقاء محمد بن سلمان وبلينكن.. مسؤول أمريكي: نقترب من التو