الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراق والعرب قراءة الواقع الحالي

حسين علي الحمداني

2008 / 5 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


منذ سقوط الطاغية في التاسع من نيسان 2003 وما أعقب ذلك من تطورات مهمة وتاريخية في العراق وفي ظل مساحة الحرية التي يتمتع بها المواطن العراقي والكاتب العراقي على حد سواء يطرح دائما على طاولة النقاش السؤال المتكرر والدائم ما دور الجامعة العربية في العراق؟ وتتفرع من هذا السؤال أسئلة أخرى لعل أكثرها طرحا لدى الشارع العراقي ما فائدة وجودنا في الجامعة العربية؟ وهو السؤال الأكثر جرأة من باقي الأسئلة التي يرددها ليس السياسي العراقي بل المواطن العراقي البسيط .
ولمن لم يجد تعريف للجامعة العربية في قواميس المصطلحات السياسية فأنني أجرم إنها جزء من متطلبات الحرب الباردة آنذاك حالها حال الكثير من المنظمات التي أفل نجمها بأفول احد أقطاب الحرب الباردة ومنها منظمة عدم الانحياز وغيرها, نأتي الآن لمحاولة الإجابة على السؤال الرئيسي وهو ما دور الجامعة العربية في العراق ؟ وقبل أن نجيب عن السؤال نقول وماذا كان دور الجامعة العربية في الصراع المغربي الجزائري وقضية البولساريو؟ وما هو دورها في لبنان قديما وحديثا ؟ الجواب معروف للجميع انها لم تلعب أي دور يذكر في حل الكثير من الخلافات العربية – العربية على الرغم من إنها يجب أن تلعب دورا كبيرا الا انها تجد نفسها عاجزة عن لعب هذا الدور لسبب آو لآخر. نعود لدورها في العراق فنجد انها كمنظمة عربية تضم الأنظمة العربية ذات النكهة الشمولية – أي أنظمة متشابهة- وجدت نفسها أمام صدمة سقوط نظام كان يشكل أحد ابرز ركائز وجودها ويشبه الكثير من ركائزها الأخرى وهذه الصدمة لم تفق منها الجامعة العربية ولم يفق منها النظام السياسي العربي أو المنظومة العربية حتى هذه اللحظة وإلا لما وجدنا العقيد معمر القذافي يتعاطف مع ( صدام حسين ) ويصفه بالالقاب حسنة في مؤتمر القمة العربي في دمشق آذار الماضي وهذا ناجم من حالة عدم الاستفاقة من الصدمة التي ذهلت الجامعة العربية وأعضائها .
ومع هذا حاولت الجامعة ايجاد موطئ قدم لها في ((قضية العراق)) فكانت الزيارة الخجلة جدا التي قام بها السيد عمرو موسى واكتشف سيادته إن العراق كنظام سياسي جديد قائم على التعددية الحزبية والانتخابات والدستور وان الحكومة ليست بشخص رئيس الوزراء فقط بل العراق في طريقة لبناء دولة المؤسسات نقول توجب على الأمين العام أن يلتقي أكثر من طرف ويزور أكثر من مدينة من اجل استكشاف وجهة النظر العراقية التي استطاعت الخروج من شرنقة القرارات الفردية إلى القرارات الجماعية لتتلخص الدولة في الجميع بعدما ظلت لسنوات طويلة تتلخص في شخص واحد . وهذا غير مألوف في النظم العربية التي تتصف أغلبها بما يقوله رئيس الدولة , وربما خرج الأمين العام بنتيجة ابلغ بها مجلس الجامعة بان على العرب (( أن يغسلوا أيديهم من العراق)) لأنه لم يعد ذلك العراق الذي تتمناه المنظومة العربية بل العراق الآن فيه دستور موجود في كل بيت عراقي ومجلس نواب فيه من المعارضة من هم حكومة؟ وأن ثمة عقد بين الشعب وحكومته ينتهي مفعوله بقرار من الشعب حين يحتكم لصناديق الاقتراع .
إذن أي دور ممكن أن تلعبه الجامعة العربية في العراق؟
لا اعتقد انها قادرة على لعب أي دور لسبب بسيط جدا انها ما زالت تتصرف بعقلية الأنظمة الدكتاتورية التي تمثلها، لذا فهي لن تستطيع التعاطي مع الشأن العراقي بعهده الجديد وصيغته الجديدة كحالة لم تعشها أروقتها من قبل.
هذا الاستنتاج قادنا للسؤال الثاني إذن ما الجدوى من البقاء فيها؟ نعم قد يحمل هذا السؤال كما قلنا الكثير من الجرأة وربما يمنح الكثير من المتصيدين للنيل من عروبة العراق ولكن هل العروبة هي في الانتماء للجامعة العربية وحضور اجتماعاتها ؟ قد يقول البعض نعم خاصة وإنها تمثل تجمع عربي لأكثر من ستين عام , ونحن نقول أن العراق ومنذ سقوط الصنم وفي كل قمة عربية يحضرها لا يسمع سوى الاتهامات بالتبعية مرة لأمريكا وأخرى لإيران حسب مكان انعقاد القمة مع تسخير الماكنة الإعلامية العربية لنعت العراق وحكامه بالكثير من الصفات التي لا تليق حتى وصل الأمر أن تطالب الجامعة العربية ممثلة بأمينها العام في مؤتمر القمة العربي الأخير العراق والمسؤولين العراقيين بان يحافظوا على عروبة العراق؟؟؟ وكأنهم يمهدون الطريق لعدم توجيه أية دعوة قادمة للعراق لحضور القمم العربية.
وبما إننا اكتشفنا ان جامعتنا العربية من مخلفات الحرب الباردة وبما ان الحرب الباردة قد انتهت منذ اكثر من عقد من عمر البشرية وان النظام السياسي الجديد في العراق يختلف كثيراً عن النظم السياسية العربية الموجودة حاليا فان بقاء العراق في الجامعة العربية يحرجها جدا لأنها يجب أن تتعامل بروح جديدة تنسجم على أقل تقدير مع الروح العراقية القائمة على مبدأ الرأي والرأي الآخر وهذا غير متوفر في النظام الداخلي للجامعة العربية خاصة إذا ما عرفنا أن قراراتها يجب أن تحظى بالإجماع وليس الأغلبية!!!
إذن ثمة فارق ديمقراطي كبير بين بلد قائم على التعددية الحزبية والانتخابات والشفافية وغيرها وبين منظمة ينتمي إليها ويحضر اجتماعاتها ويتبنى قراراتها رغم تناقض نظامها الداخلي مع دستوره – أي دستور الدولة العراقية-
لذا لا زال المواطن العراقي يتسائل ما الجدوى إذن من حضور قمم الجامعة العربية ؟ هل مجرد ان نؤكد عروبتنا أمام الآخرين ؟ والجميع يعرف اننا عرب رغم كل شيء .
وهل دليل عروبتنا هو انتمائنا لهذه الجامعة؟ بالتأكيد لها ولا يمكن أن تقاس الأمور هكذا وإلا لتنكر الأوربيون لسويسرة ؟؟؟
تلك الأسطر التي دوناها تمثل تساؤلات الشارع العراقي الذي لا زال يبحث عن دور عربي في العراق الجديد ولكنه اكتشف في نهاية الأمر أن ثمة دور ولكنه قد يكون سلبي وسلبي جدا.












التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بكاء رونالدو حديث المنصات العربية • فرانس 24 / FRANCE 24


.. التشكيلة المتوقعة للجمعية الوطنية الفرنسية بعد الجولة الثاني




.. كيف يمكن للديمقراطيين استبدال بايدن في حال قرر التنحي وما ال


.. حاكم ولاية مينيسوتا: نحن قلقون بسبب التهديد الذي ستشكله رئاس




.. أحزاب يشكلون الأغلبية في الحكومة والبرلمان الجزائري يطالبون