الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ضد التضليل وضد معالجة الخطأ بالخطأ

سامر خير احمد

2004 / 1 / 9
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


من الرسائل التي ترد عبر البريد الالكتروني واحدة من اردني يعيش في الولايات المتحدة، يشكر من خلالها الذين يكتبون ضد نظام صدام حسين المنهار، ولا ينجرفون مع التيار غير العقلاني السائد في الشارع، باعتبار ذلك انحيازا للديمقراطية التي ستقيمها الولايات المتحدة في العراق!
وتوضيحا لكل من يرى في بغض صدام حسين ونظامه القمعي تأييدا لاميركا، ولكل من يعتقد ان منتقدي صدام هم ابواق لاميركا او «عملاء» لها، لا بد من بيان حقيقة الامر الذي احسبه ينطبق على اكثر الكتاب الاردنيين الذين يتخذون موقفا مبدئيا مناهضا لحكم صدام حسين وهو بالتالي:
لا نرى في افعال اميركا خيرا او نبلا، بل على العكس فاننا نعتبرها العدو الاول للعرب ولمستقبلهم باعتبارها تقف في هذه المرحلة التاريخية على رأس هرم قوى الاستعمار في العالم، ولاننا نرفض الاستعمار أياً كانت اشكاله ومبرراته، ونعتبر التخلص من خطوة لازمة لاحداث نهضة عربية حقيقية، فاننا نتمنى وجود الحكم القادر على دحره، ونرى ان الحكم المؤهل لذلك هو ذاك الذي يقوم على ثنائية الديمقراطية والتنمية لانه بذلك يصنع الانسان القادر على المشاركة الفاعلة في احداث الاستقلال الوطني التام، وبذلك نبغض كل انظمة الاستبداد والقمع. سواء كانت تتغنى - كذبا - بفلسطين او بمجد الاسلام، مثل نظامي صدام حسين وطالبان/ابن لادن على التوالي، وهكذا لا يمكن ان يكون الاستعمار والاستبداد متناقضين بالنسبة لنا، ولا يمكن دعم الاستبداد والوقوف في صفه نكاية بالاستعمار، فالاثنان يؤديان الى النتيجة ذاتها وهي ابقاء الامة في تخلفها وخرابها وهزيمتها.
هذه هي «النظرية» التي تدفعنا للكتابة ضد صدام وحكمه، غير اننا في كل مرة نوضح تكذيبنا المزاعم الاميركية بشأن الديمقراطية والحرص على مصلحة العراقيين، وكم تمنينا لو ان العراقيين استطاعوا بانفسهم ان ينجزوا حريتهم من القمع والخوف والترهيب، ونحن اليوم نتمنى لهم الحرية من الاستعمار ومن التبعية للاستعمار كما تمنينا لهم دوما الحرية من الاستبداد.
ولاننا نتمنى لهم التخلص من الاستعمار المباشر بشكله العسكري، فاننا نشد على ايدي المقاومة العراقية الوطنية المخلصة، ونرى فيها الحل الوحيد لاجبار اميركا على الخروج من العراق، ونود لو ان كل فصائل وطوائف الشعب العراقي تجتمع على مقاومة الاحتلال وهزيمته.
ونرى - اخيرا - ان الديمقراطية ليست مرتبطة باميركا، فهذه فضيلة عامة لكل شعوب الارض، من انجزها انجز نهضته، ونحن - العرب - قادرون على انجازها دون الحاجة لارشادات اميركا وشهاداتها في حسن السلوك.
اما عمن يكتبون ما فيه مؤازرة لصدام حسين، فانهم ولا شك يحبون الحرية ويتمنون الديمقراطية، غير انهم يظنون ان الاولوية هي لدحر الاستعمار وبالتالي يؤيدون كل من يناهضه الاستعمار أياً كان، فما دام  الاستعمار يعادي صدام فان صدام «حبيبهم»، ولذلك قد يكذبون اتصافه بالقمع، او يختلقون قصة تخديره قبل اعتقاله باعتباره بطلا شجاعا لا يستسلم، او يؤلفون حكايات وروايات عن قيادته للمقاومة يصعب على العقل تصديقها، ولا غرابة، فالحب أعمى!
غير ان خطابهم ذاك يتضمن تناقضا غريبا، اذ كيف يستهدفون الخلاص من الاستعمار بينما يمارسون التضليل على عقل القارىء بتلك القصص المختلقة عن صدام، الا يعلمون ان القارىء هو العنصر الاساسي في الامة الساعية للنهضة، وهل تتم النهضة بعقول «مضحوك عليها»؟!
لا بد من الاعتراف بكل اخطائنا ونقاط ضعفنا وهزائمنا، وتحليل الواقع تحليلا موضوعيا، واذ ذاك فقط يمكن المضي على الطريق القويم، فالخطأ لا يعالج بالخطأ.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لماذا قررت مصر الانضمام لدعوى جنوب إفريقيا في هذا التوقيت؟ |


.. بيسان ومحمود.. أجوبة صريحة في فقرة نعم أم لا ??????




.. دول أوروبية ستعترف بالدولة الفلسطينية في 21 مايو/أيار


.. -مطبخ مريم-.. مطعم مجاني ومفتوح للجميع في العاصمة اللبنانية




.. فيديو مرعب يظهر لحظة اجتياح فيضانات مدمرة شمال أفغانستان