الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الخاسر الوحيد

حذام يوسف طاهر

2008 / 5 / 13
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


يسمونها لعبة السياسة لكنها لعبة صعبة ومعقدة وأحيانا مشوهة ليس كل من يدخلها يجيد اللعب في ساحتها .. تلك هي لعبة السياسة التي دوخت ولازالت كل من دخل عالمها ، ولاأدري حقيقة هل لعبة السياسة هي المتهمة أم من دخلها دون معرفة هو المتهم ، على كل حال كلنا نعرف بأن كل اللعبات بها ربح وخسارة بغض النظر عن جدارة الرابح ، لكن دائما هناك رابح وخاسر .. أما لعبة السياسة ففيها طرفان خاسر.. و.. خاسر وربما فقط في العراق يصح هذا الموضوع .. فالسياسيون العراقيون لم يجيدوا لعبة أدارة السياسة أو سياسة الادارة ، ورغم كثرة الوزارات وماتتطلبه من موظفين وحمايات وبنايات ألا أن أغلب الوزارات أثبتت فشلها وباتت لاتمثل شيء بالنسبة للمواطن العراقي سوى التندروأطلاق النكات على هذه الوزارة أو تلك لكن الوزارة التي أستفزت ولازالت تستفز العراقيين هي وزارة الكهرباء التي لايرى أغلب العراقيين مبررا لوجودها .
منذ عقود ونحن نعاني من كسل هذه الوزارة وحتى الآن لم نرى أي دور لها في حل أزمة الكهرباء .. الطريف أن المواطن العراقي حل هذه المشكلة بأن أعتمد على نفسه بتوفير مولدة صغيرة للبيت ، وبادر بعض التجار الى شراء مولدات كبيرة لتوصيل الكهرباء الى سكنة المنطقة مقابل مبلغ من المال ( وطبعاهذا المبلغ يزداد شهريا من قبل بعض تجار الأزمات ) .. الذي حير الناس هو لماذا لاتبادر الحكومة الى تبني هذا الموضوع ؟وترفع الكاهل عن المواطن وتقطع الطريق أمام الجشعين من التجار كي لايحاربوا المواطن المسكين الذي لاحول له ولاقوة ، ومن سنين قلنا لابأس من تبديل أسم وزارة الكهرباء بأسم آخر وليكن ( وزارة اللالات 1) فاللالة صارت رفيقة المواطن العراقي المفضلة في ليالي الشتاء والصيف .
وزارة أخرى لاندري ماالدور الذي تتبناه .. هي وزارة التخطيط فنحن نسمع بوزارة التخطيط لكننا لم نرى شيء ملموس على أرض الواقع يثبت لنا أن هناك وزارة تخطط ، وتدرس قبل ان تقرر ، وهذا ينطبق على كل تفاصيل حياتنا اليومية .
المصيبة الاكبر أن كل الوزارات يفترض أنها مرتبطة بوزارة التخطيط لتسهل عمل تلك الوزارات بأن تحضر لهم خطة واضحة تشرف عليها لجنة مختصة بالموضوع المخطط له ، لكن الذي نراه على الواقع أن القرارات خاصة مايتعلق بالواقع الخدمي ليس له تخطيط مسبق بل كل دائرة وكل مديرية تتحرك بمفردها وبمنأى عن بقية الدوائر ولانرى أي أتفاق أو تعاون بين الوزارات والمديريات التابعة لها .
وأعود لموضوع الربح والخسارة وأؤكد هنا على أن الخاسر الوحيد في السابق وفي الوقت الحاضرهو المواطن العراقي فعلى جسده الهزيل وعلى فكره المرهق تتراكم كل أخفاقات قرارات المسؤولين ، وهو من يتحمل وزر أخطائهم شاء أم لم يشأ هكذا هو حاله وهذا هو قدره كعراقي ، فمتى سيصل الى بر الامان ؟ ومتى سيستلم نتيجة الأمتحان الصعب الذي طال لعقود ؟ولازال يتنقل من أمتحان لصبره الى آخر لتحمله للضيم ، اما آن الأوان لأن يشعر العراقي بأنه أنسان ؟؟!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. زاخاروفا: على أوكرانيا أن تتعهد بأن تظل دولة محايدة


.. إيهاب جبارين: التصعيد الإسرائيلي على جبهة الضفة الغربية قد ي




.. ناشط كويتي يوثق خطر حياة الغزييين أمام تراكم القمامة والصرف


.. طلاب في جامعة بيرنستون في أمريكا يبدأون إضرابا عن الطعام تضا




.. إسرائيل تهدم منزلاً محاصراً في بلدة دير الغصون