الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إغتيال ثورة الأرز

عبد الغني مصطفى

2008 / 5 / 13
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


أن يتراجع مجلس الوزراء عن قراريه القاضي أولهما بنقل رئيس جهاز أمن المطارالعميد وفيق شقير، وثانيهما بتفكيك شبكة الإتصالات العائدة لحزب الله، سوف يعني قبل كل شيء تحقيق حزب الله لأهدافه المعلنة على الأقل من إنقلابه المسلح على الشرعية والدستور وهو ما يتوجب على السلطات الشرعية وعلى أنصارها في تحالف 14 آذار أن تحول دون تحقيقه بكل الوسائل وأن تطلب من قوى الشرعية المسلحة العمل على تنفيذ القرارين دون تأخير. بل أكثر من ذلك، يتوجب على مجلس الوزراء وهو يتولى كامل السلطة التنفيذية بالإضافة إلى سلطة رئيس الجمهورية أن يطلب من مجلس الأمن الدولي أن يسارع إلى تنفيذ كافة مواد قراره رقم 1559 الصادر بموجب الفصل السابع ومنها تفكيك ميليشيا حزب الله ومصادرة جميع الأسلحة في حوزته وتسليمها إلى الجيش اللبناني . ومن المعلوم أن الفصل السابع يتيح لأية دولة عضو في الأمم المتحدة أن تأخذ على عاتقها تنفيذ القرار بكل الوسائل العسكرية وغير العسكرية إذا ما طلبت السلطات الشرعية ذلك منها. وبإمكان حكومة السنيوره أن تطلب ذلك سواء من الولايات المتحدة أو فرنسا وهما على استعداد للقيام بهذه المهمة كما يبدو. أو بإمكان حكومة السنيورة أن تهدد حزب الله أنها ستقوم بذلك إذا لم يقم بتسليم أسلحته طوعاً.

ما على الأكثرية أن تحاذر منه هو فقدانها لثقة الجماهير العريضة من الشعب اللبناني التي تقاطرت إلى ساحة الشهداء في 14 آذار و 14 شباط تأييداً لأهداف ثورة الأرز في السيادة والحرية والإستقلال. المهانة الذليلة التي تمرغت بها فصائل الأكثرية وهي تستسلم ذليلة مهانة لقوى الإنقلاب الشيعية بتنسيق مع الجيش الذي امتنع عن حماية السلم الأهلي لم تترك مكانة لثقة الجماهير بزعماء الأكثرية الأقوياء كسعد الحريري ووليد جنبلاط وسمير جعجع، الذي وقع مع أمين الجميل وحزب الكتائب في فخ التحييد الذي نصبه له سليمان فرنجيه وميشال عون المتعاونان مع الإنقلابيين، ناهيك عن زعمائه غير الأقوياء كفارس سعيد وسمير فرنجيه وإلياس عطالله. بغير ثقة الشعب اللبناني سيفقد كل زعماء تآلف 14 آذار كل وزن لهم في المعادلات السياسية اللبنانية ؛ ولن ينفعهم التحجج بأنهم كانوا قد أوكلوا أمنهم والأمن العام للجيش وقوى الأمن الشرعية . قوى الجيش بدت تماماً غير معنية بهذه الوكالة وسمحت بانكشاف تخاذل زعماء 14 آذار الذليل بأبشع صوره، ليس هذا وحسب بل كشفت أيضاً عن سوء تقدير الأمور في دفاعهم عن مصالح الشعب اللبناني. وزادوا على ذلك بأنهم أخذوا يتسارعون في طلب الأمان من الإنقلابي الثاني إن لم يكن الأول نبيه بري طلباً للنجاه. مثل هؤلاء القوم غير جديرين بثقة الشعب اللبناني وإنني على ثقة تامة أنه إذا ما جرت انتخابات عامة غداً فإن 70% من أنصار تآلف 14 آذار لن تصل صناديق الإقتراع ولن تكون النتيجة إلا إغتيال ثورة الأرز ليس على يد نبيه بري وحسن نصرالله بل على يد وليد بك والشيخ سعد !!

بعد كل هذه المهانة لن يجدي 14 آذار فتيلا سوى الوقوف بكل شجاعة مشهودة والحفاظ بالدم والروح على سيادة الشعب اللبناني من خلال الرفض القاطع لكل ما قد يترتب على اجتياح عصابات حزب الله وحركة أمل لبيروت والجبل، والإصرار دون أدنى تردد على تنفيذ جميع قرارات حكومة السنيورة الشرعية وأولها القراران موضوع الخلاف، والرفض القاطع لمشاركة الإنقلابيين في أي حكومة بعد أن تبين أنهم ضد الوطن أولاً وأخيراً. إن تردد حكومة السنيورة في قبول استقالة وزراء أمل وحزب الله لا يعني سوى مهادنة الإنقلابيين والقبول بسياساتهم المستوحاة من الخارج. على الأمانة العامة لتآلف 14 آذار أن تقرر اليوم قبل الغد تعيين خمسة وزراء من المنظمات الشيعية غير العميلة ورفض إجراء أية انتخابات برلمانية وحتى رئاسية قبل تسليم حزب الله كل أسلحته للسلطات الشرعية وخاصة بعد أن تبين أن العماد ميشال سليمان ليس جديراً بالثقة.

بغير هذا لن يكون مصير تآلف 14 آذار إلا السقوط التاريخي المدوي ولن يترك في تاريخ لبنان إلا صفحة سوداء بعد أن جرى إغتيال ثورة الأرز تحت ناظريه دون مقاومة ودون فطنة.

عبد الغني مصطفى










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رغدة تقلد المشاهير ?? وتكشف عن أجمل صفة بالشب الأردني ????


.. نجمات هوليوود يتألقن في كان • فرانس 24 / FRANCE 24




.. القوات الروسية تسيطر على بلدات في خاركيف وزابوريجيا وتصد هجو


.. صدمة في الجزائر.. العثور على شخص اختفى قبل 30 عاما | #منصات




.. على مدار 78 عاما.. تواريخ القمم العربية وأبرز القرارت الناتج